شخصيات درامية لا تنسى (3).. ناهد رضوان صاحبة أشهر قصة حب في الدراما المصرية

نبدأ في النصف الثاني من شهر رمضان، مجموعة جديدة من الحلقات، التي تركز على شخصيات درامية شهيرة مثل: إبراهيم الطاير وسليم البدري وأبو العلا البشري وغيرهم، وهي شخصيات تركت بصمة في ذهن الجمهور على مدار سنوات من التألق الدرامي الذي عاشته مصر منذ بداية التلفزيون المصري، وحتى الآن ما زالت هذه الشخصيات يتردد ذكرها ضمن حالة النوستالجيا والتقدير الكبيرة للمسلسلات التي صنعها أسطوات الدراما التلفزيونية، وأصبح لها مجموعات على منصات التواصل الاجتماعي للحديث عنها وعن شخوصها وصُناعها.

نعود في هذه الحلقة إلى منتصف الثمانينيات، عندما عرض الجزء الثاني من مسلسل الشهد والدموع، وكان الجزء الأول قد أنتج عام 1983، في ستوديوهات عجمان، بالإمارات، وأخرجه إسماعيل عبد الحافظ خلال فترة إيقافه من التلفزيون المصري، وكان الجزء الثاني من المسلسل السبب في عودة عبد الحافظ إلى الشاشة المصرية.

وبطلة حلقة اليوم، هي شخصية أصبحت حاليا واحدة من أبرز الشخصيات الدرامية شهرة على منصات التواصل الاجتماعي، ناهد حافظ رضوان، رمز الحب العنيد، وقد ظهرت في الجزء الثاني من العمل.

* ناهد رضوان.. أرق شخصيات أسامة أنور عكاشة

ظهرت شخصية ناهد حافظ رضوان في الجزء الثاني من مسلسل الشهد والدموع، حيث كانت أحداث الجزء الأول تدور حول شوقي وحافظ –أشقاء- ووالدهم وزوجاتهم، زينب ودولت، وينتهي بوفاة شوقي بعد أن تعرض للسرقة على يد أشخاص تابعين لأخيه الأكبر، وترك زوجته وأطفاله دون ميراث أو دخل ثابت، ويبدأ الجزء الثاني من خلال الصراع بين زينب وأبنائها وحافظ وزوجته دولت، وأبنائه.

وكعادة أعمال أسامة أنور عكاشة فهو لا يقدم قصة اجتماعية فقط بل يربطها بالسياق العام وتحولاته، وتبدأ الأحداث قبل ثورة يوليو 1952، وتستمر حتى بعد حرب أكتوبر 1973، وهنا نشاهد كيف تتحول الشخصيات وتستفيد من تقلبات السلطة وعلى رأسهم حافظ رضوان، الذي يتلاعب بقرارات التأميم ويستغل نفوذه لكي ينمي ثروته، كما تستغل دولت وأقاربها -في البوليس السياسي- نفوذهم للسيطرة على حافظ والانتقام من أي طرف يعكر صفوهم.

رسم عكاشة شخصية ناهد في إطار رومانسي حالم، فهي فتاة من أسرة ثرية ولكنها تفتقد إلى الحب، بسبب علاقة والدها ووالدتها السيئة، وتتجه للبحث عن الحب مع شخص آخر، ويكون نفسه أحمد شوقي رضوان، الشاب المعقد المُحمل بكل كره والدته لعمه، وتحاول ناهد حل الخلاف بينهم بالحب، ولكن هذا الحب يتسبب لها في أزمة نفسية كبيرة.

لعبت الشخصية الفنانة نسرين، وكونت مع خالد زكي ثنائية رومانسية عبرت عن الحب والكره وصراع المال وتأثيره على الأبناء في سياق الأحداث، وهذه الثنائية من أشهر تفاصيل دراما عكاشة، حيث تمثل قصة الحب غير المكتملة أو الممتلئة بالمشاكل والإنكسارات عمود مهم في مسلسلاته، مثل: علي البدري وزهرة سليمان غانم، وسامح وهند، ونجوى ومجدي.

وساهمت ملامح نسرين البريئة، في تشكيل شكل الشخصية الخارجي، بالإضافة إلى ملامحها الاجتماعية والثقافية التي كونها عكاشة، وهي من الممثلات المفضلات له فقد لعبت دور نجوى في مسلسل أبو العلا البشري، وشريفة في أجزاء مسلسل أبواب المدينة.

من أبرز مشاهد المسلسل انتشارا على منصات التواصل الاجتماعي، هي المشاهد التي تتعلق بقصة حب ناهد وأحمد، مثل مشهد اكتشافها حقيقة أحمد –خالد زكي- وإصابتها بانهيار عصبي أدى إلى شلل مؤقت، ومشهد المواجهة بينهما عندما يعود نادما لها ويطلب منها أن تسامحه ويواجهها بالشعر التي تكتب عن علاقتهما، وأيضا مشهد مواجهتها لوالدها بحقيقة سرقته لمال أخيه.