أخطر وظيفة على الأرض.. جولة داخل عالم اللحام تحت الماء - المصري لايت

اللحام تحت الماء.. مجال متخصص وشديد الخطورة، استحوذ على أعين وسائل الإعلام لسنوات، وذلك بسبب العديد من العوامل المعقدة.

ويمثل العمل تحت الماء عددًا لا يحصى من التحديات التي تتطلب الخبرة. كما هو الحال مع أي غوص، فإن الزيادة في ضغط الماء، إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل فسيولوجية خطيرة مثل تخدير النيتروجين ومرض تخفيف الضغط.

وتؤدي الرؤية إلى تفاقم التحديات التي يواجهها عمال اللحام تحت الماء، حيث غالبًا ما يجدون أنفسهم يعملون في مياه غائمة وعكرة مع ضوء الشمس المحدود. هذا الوضوح المتناقص يجعل من الصعب تحديد المخاطر أو العوائق المحتملة حتى أن بعض الغواصين يبقون أعينهم مغلقة أثناء اللحام ليظلوا هادئين، مما يسمح للإصلاح أن يأتي فقط من الشعور.

يقول بورفيس: «إذا كان الأمر غامضًا، فأنت تهدر طاقتك في محاولة الرؤية. في كثير من الأحيان، يكون الجو مظلمًا تمامًا، والعمل كله يعتمد على الشعور على أي حال».

يشكل الصعق الكهربائي أيضًا تهديدًا تحت الماء لأن الكهرباء يمكن أن ترسل تيارات كهربائية تتسارع عبر المياه القريبة. ويؤدي اللحام عند درجات حرارة عالية للغاية (10000 درجة فهرنهايت وما فوق) إلى فصل جزيئات الماء الهيدروجينية والأكسجين. إذا وصلت نسبة الهيدروجين إلى الأكسجين إلى مستوى معين، يمكن أن تحدث انفجارات صغيرة وكبيرة.

وللتخفيف من هذه المخاطر، يعتمد عمال اللحام تحت الماء على التدريب المكثف والمعدات المتخصصة والتواصل المستمر مع الأشخاص فوق السطح وأدوات اللحام الملائمة.

لكن الخوف جزء من العملية، كما يقول بورفيس، الذي غالبًا ما كان يلحم رطبًا لمدة عشر ساعات في المرة الواحدة، وفقد جزءًا من خنصره أثناء غوص اللحام تحت الماء.

وأردف: «الخوف أمر طبيعي، وإذا قال أي غواص إنه لم يكن خائفا، فهو يكذب. عليك أن تقاوم التيارات أثناء العمل، ومعظم الغواصين يفقدون إصبعًا أو إصبعين من قطعة تحطم أيديهم».

قد يكون اللحام تحت الماء دائمًا مهمة يجب أن يقوم بها البشر، بدلاً من الآلات. وفقا للخبراء، فإن العمل ببساطة معقد للغاية.

يقول كيفن بيترز، عامل اللحام تحت الماء ومدير الخدمات البيئية في شركة Subsea Global Solutions: «إنها حرفة. عليك حقًا أن تكون متناغمًا مع المهارة والممارسة، بنفس الطريقة التي يحتاج بها الرسام أو الموسيقي إلى قضاء 10000 ساعة».

يقول أوفي أشماير، مهندس اللحام: «معظم أعمال اللحام تحت الماء مخصصة للإصلاحات، وفي معظم الحالات باستخدام الروبوت، يجب أن تكون عملية شبه تلقائية. إن الإصلاحات في اللحام ليست خطية أو ثابتة، فأنت تحتاج حقًا إلى البشر لتقييم الإصلاح وصياغته».