المحتوى الرئيسى

باحث: الأشجار تواجه التغيرات المناخية وارتفاعات الحرارة وتقلل استهلاك الطاقة

03/26 02:42

باعتبارها إحدى أهم أدوات امتصاص غاز ثانى أكسيد الكربون الذى يُسهم بنسبة 63% فى غازات الاحتباس الحرارى المسبِّبة للتغيّرات المناخية، تلعب الأشجار والغابات دوراً مهماً فى مواجهة التلوث والتغيّرات المناخية وما يصاحبها من ارتفاعات غير مسبوقة فى درجات الحرارة، حسب دراسة لقسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين.

«بهنسى»: يمكن زراعتها كأحزمة واقية ومصدات رياح

فالغابات، حسبما يقول د. مجدى بهنسى، باحث أول بقسم بحوث الغابات والأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين، تشغل نحو 31٪ من مساحة الأراضى الإجمالية على ظهر الكوكب، وتعتبر من أهم عناصر الاتزان البيئى، وأكبر مخزن للكربون، وذلك رغم تعرّضها لحرائق تؤثر سلباً على هذه المخزونات، كما تولى جميع دول العالم اهتماماً كبيراً بما يُعرف بـ«التشجير الطولى»، الذى يشمل تشجير الطرق والترع والمصارف وشوارع المدن والريف، حيث تتمتّع الأشجار بتكوين كتلة حيوية هائلة تختزن كميات كبيرة من الكربون تصل إلى مئات السنين دون إطلاقه للطبيعة مرة أخرى.

وتضيف رئيس قسم بحوث الأشجار: من بين مئات الأنواع الشجرية الموجودة على ظهر الكوكب، تتميز الأنواع ذات الأعمار الطويلة، التى تصل إلى مرحلة النُّضج فى مدة زمنية طويلة، مثل الصنوبريات، بإعطاء كتلة حيوية كبيرة متمثلة فى الساق الرئيسى للشجرة (الجذع)، مقارنة بباقى أجزاء الشجرة (أفرع وأوراق وأزهار وثمار)، ولذا فإن اختيارنا للأشجار يتحدّد طبقاً للغرض من زراعتها.

وتضيف: فى مصر يمكننا زراعة أشجار الصنوبريات فى الغابات التى تُروى بمياه الصرف المعالجة أولياً بالصحراء فى شمال ووسط الجمهورية، وذلك كمخزونات جيّدة للكربون، للمساهمة فى خفض درجات الحرارة، بالإضافة إلى اعتبارها مخزوناً جيداً للأخشاب، كما يمكننا زراعتها كأحزمة واقية ومصدات رياح مع الأنواع الشجرية الأخرى فى مناطق الاستصلاح الجديدة للعمل على خفض درجة الحرارة صيفاً بمقدار 3 - 5 ºم، ورفعها شتاءً بمقدار 2 - 4 ºم، مع رفع درجة الرطوبة النسبية بمقدار 2 - 4٪، وتقليل كمية مياه الرى بنحو 2 - 4٪، مع الحفاظ على التربة من التعرية، وزيادة المحصول بنسبة من 5 - 35٪.

وفى السياق نفسه، تشير الدكتورة سحر على شربينى، الباحث بقسم بحوث الأشجار إلى أن تشجير المدن والريف من أهم عناصر التشجير التى تهتم بها القيادة السياسية فى مصر من خلال تفعيل المبادرة الرئاسية «زراعة 100 مليون شجرة»، مشيرة إلى أملها فى أن تصل نسبة التشجير فى المدن إلى ما لا يقل عن 30٪.

الأشجار فى المناطق الحضرية فى الولايات المتحدة تُقلل استهلاك الطاقة السكنية بنسبة 7.2٪ سنوياً

ولفتت إلى أنه فى المدن يحدث ما يُسمى بـ«الجزر الحرارية الحضرية»، وهو فرق درجة الحرارة الملحوظ بين المناطق الريفية والحضرية المجاورة، وذلك نتيجة زيادة استخدامات وسائل الحياة الأكثر تمدّنا من المبانى المكيّفة والإضاءة الاصطناعية والمساحات المرصوفة المصنوعة من الخرسانة والأسفلت والطوب والبلاط، والتى تمتص الأشعة الشمسية قصيرة الموجة أثناء النهار، ويعيد إشعاع الأشعة ذات الموجة الطويلة فى الليل، مما يزيد درجات حرارة الهواء ليلاً.

وفى المقابل، كما تضيف الدكتورة سحر شربينى، فإن الأشجار تعمل على تبريد الأسطح من خلال التظليل، إضافة إلى إزالة الحرارة الكامنة من خلال البخر، كما أن الأشجار تُقلل كمية ضوء الشمس التى تمتصها البنية التحتية، مثل المبانى والأرصفة، وبالتالى تُقلل كمية الطاقة التى يُعاد إشعاعها فى البيئة المحيطة، كما أن دراسة حديثة أوضحت أن تأثير التبريد الناتج عن التظليل من الأشجار أكثر أهمية من تأثير التبخر.

وتشير التقديرات إلى أن الأشجار فى المناطق الحضرية فى الولايات المتحدة تُقلل استهلاك الطاقة السكنية بنسبة 7.2٪ سنوياً وتؤدى إلى تخفيض 38.8 مليون ميجاوات ساعة من الكهرباء (بما قيمته 4.7 مليار دولار)، ويؤدى تقليل الأحمال الحرارية المشعة من خلال الظل من مظلات الأشجار إلى تحسين الراحة الحرارية للإنسان ويمكن أن يكون لها تأثير إيجابى على الصحة العامة.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل