المحتوى الرئيسى

«فنان النحاس».. مشوار «مصطفى» بدأ بالكسكسي وانتهى بالأنتيكات

03/26 02:40

«فنان النحاس».. مشوار «مصطفى» بدأ بالكسكسي وانتهى بالأنتيكات

كان الصباح بالنسبة لـ«مصطفي» ذي الثمانية أعوام وقتًا ممتعًا، خلال مساعدته لوالده عبد العزيز شديد في بيع «الكسكسى» بناصية شارع خان الخليلي في القاهرة، لم تدفعه حالة أسرته المادية إلى ذلك العمل، وإنما حبه للعمل في حد ذاته جعله بعد خمسين عامًا واحدًا من أكبر مصنعي مشغولات النحاس المطعم بالفضة في الشرق الأوسط.

نجح مصطفي شديد في الموازنة بين الدراسة والعمل مع أبيه، حتى أرسله الأخير إلى تاجر أحجار كريمة وأصداف للعمل عنده، قبل أن ينتقل الطفل الذى يطمح أن يكون تاجرًا إلى العمل مع عمه، الذي يبيع المشغولات الفضية في خان الخليلي، وفي أحد الأيام وبينما كان «مصطفي» يقوم بتنظيف الأنتيكات المعروضة في «البازار»، اتجه نحوه سائح ألماني بصحبة زوجته ليسأله عن شيء، فجرب «مصطفي» التحدث معهما بما تعلمه خلال دراسته الثانوية، فحياهما بلغتهما مما أبهرهما به كونه صبيًا يجيد التحدث بالألمانية، لينتهز «مصطفي» الفرصة مستعرضًا مهارته كتاجر لأول مرة.

صدفة حملته إلى أمريكا والحنين أعاده للوطن

لم تصرفه الدراسة في معهد المساحة عن طموحه في التجارة، وذات يوم صادف أستاذه في اللغة الإنجليزية بصحبة رجل أمريكي، فانتهز مصطفي شديد الفرصة لتغيير نظرة الأستاذ عنه وتحدث الإنجليزية بطلاقة أذهلت الأمريكي، فقرر الأخير أن يأخذه معه إلى واشنطن واستطاع «مصطفي» وهو في عمر 18 عامًا أن يكتسب ثقة رب العمل، الذي أتاح له الفرصة لكى يبيع ويتعامل مع الزبائن بدلاً من الاكتفاء بتنظيف المحل، ولم يكد يستقر به المقام في الغربة حتى قرر العودة إلى أحضان أسرته البسيطة بعد ستة أشهر من السفر، وبعد عودته إلى وطنه، انتقل للعمل عند أحد التجار، مثبتًا كفاءة منقطعة النظير: «بدأ حبي للحاجات القديمة من هنا فاتعلمت النقش على النحاس لحد ما ربنا فتحها عليا وقدرت أشتري المحل»

احترف المهنة وذاع صيته، وقصده الزبائن المهتمون بالأنتيكات من سوريا والمغرب والخليج العربي وبريطانيا: «بدأت أنمى تجارتى بروحي، أنا كنت ميال للتصميمات الإسلامية القديمة اللي بشوفها في جامع الحسين، وبدأت أتعلم صناعة الصواني والأباريق النحاسية، لحد ما بقى عندي محلات بره مصر واحترفت صنعة تنزيل الفضة على النحاس».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل