المحتوى الرئيسى

سلسلة (كلمات ربي وآياته في القرآن والكون).. حلقة اليوم كلمة {فَرَشْنَاهَا}

03/22 20:50

قال تعالى: {وَالأرْضِ وَمَا طَحَاهَا} (سورة الشمس: 6).

 تواصل بوابة أخبار اليوم نشر سلسلة (كلمات ربي وآياته في القرآن والكون) ويقول أ.د. أحمد فؤاد باشا  عضو مجمع اللغة العربية: يقسم الله تعالى في هذه الآية الكريمة بالأرض التي خلقها وبسطها وهيأها لسكن الإنسان المكلف بإعمارها وترقية الحياة عليها. ولقد توصل العلم الحديث إلى أن التركيب الداخلي لطبقات الأرض من الخارج إلى الداخل يبدأ بالقشرة الأرضية التي يتراوح سمكها في جميع القارات بين 40 و 60 كيلو مترا، في حين تنخفض في قيعان المحيطات إلى ما بين 5 و 6 كيلو مترات، ولا وجود فيها للطبقة الجرانيتية. ولقد فرض العلماء في ذلك نظرية سميت نظرية الطفو Isostaty، تقضي بأن القارات تتكون من صخور خفيفة نسبيًّا، أما قيعان المحيطات فتتكون من صخور أثقل نوعًا، ومن ثم توجد حالة من الاتزان، حيث ترتفع القارات بحكم خفة صخورها، فتتكالب عليها عوامل التعرية، ثم الثقل، ثم الترسيب في قاع المحيط حاملة معها من معادن القشرة الأرضية الكثير مما يبقى معلقًا في الماء أو يرسب مع رواسبه.

اقرأ أيضًا| «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون».. حلقة اليوم عن كلمة «الأَرْض»

يحدث الترسيب فوق الصخور الأثقل نوعًا في قاع المحيط، ويتبع ذلك انخفاض مستمر لقاع المحيط، ومن ثم غوْص في الطبقة التالية من طبقات الأرض، فيحدث التوازن بمزيد من الارتفاعات في القارات.

ولقد غيرت الثورات الچيولوچية تضاريس سطح الأرض عبر بلايين السنين التي مضت قبل أن تصبح هادئة منبسطة صالحة لسكني الإنسان عليها. ولو كانت الأرض كرة ملساء دون منخفضات أو تعاريج لغطاها الماء الموجود بغلاف مائي كبير، ولو تخيلنا أن الجليد الذي يغطي سلاسل الجبال والجزر عند القطبين قد انصهر، فإن مستوى مياه البحار والمحيطات في العالم كله سوف يرتفع في هذه الحالة عشرات الأمتار ويغرق مدنًا كثيرة آهلة بالسكان.

أما باطن الأرض الذي يلي قشرتها فيقسمه العلماء إلى قسمين كبيرين: القسم الأول، يسمى الوشاح أو الدثار، وهو طبقة صخرية صلبة تمتد تحت القشرة الأرضية حتى عمق حوالي ثلاثة آلاف كيلومتر. وتمثل هذه الطبقة نحو 70٪ من كتلة الكرة الأرضية بكاملها، وفيها توجد بؤر الزلازل التي تضرب سطح الأرض وما عليها بين الحين والحين.

والقسم الثاني من باطن الأرض هو اللب أو القلب (النواة)، ويمثل المجهول كله، ومع ذلك فإنه يخضع في تركيبه لتفسيرات علمية تقضي بتقسيمه هو الآخر إلى طبقتين: إحداهما داخلية تتكون من صخور مختلفة غير متجانسة، وهي صخور صلبة غنية بالحديد، ويبلغ نصف قطر هذه الطبقة نحو 1216 كيلومترا، والأخرى خارجية، وهي فلزية منصهرة يبلغ سمكها 2270 كيلومترا، والصهير في باطن الأرض إذا ما اختلت قوى التوازن المؤثرة عليه فإنه يشق طريقه بين الطباق على شكل جُدد وعوائق، أو يصل إلى السطح على شكل بركان تساعد دراسته على معرفة المزيد عن باطن الأرض.

وبرغم الفروض العلمية عن باطن الأرض وتركيبه، فلم تزل أسرار الأرض بعيدة المنال بعمق باطنها السحيق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل