المحتوى الرئيسى

كيف أدار الاحتلال حملة إلكترونية لتشويه الأونروا والرد الآلي على معارضيه؟ | العاصمة نيوز

03/22 18:11

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، إن باحثون إسرائيليون في وسائل التواصل الاجتماعي، اكتشفوا عملية نفوذ إسرائيلية تنشط عبر عدد من المنصات تستخدم مئات الحسابات المزيفة لتعزيز ما يسمى "المصالح الإسرائيلية" عبر الإنترنت بين الجماهير الغربية الشابة، باللغة الإنجليزية، للمرة الأولى منذ بدء الحرب.

الحملة، التي اكتشفتها هيئة رقابية إسرائيلية على الإنترنت، لا تنشر معلومات مضللة، بل تركز على تضخيم الادعاءات والتقارير بشكل غير عضوي فيما يتعلق بتورط موظفي وكالة الأونروا الإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في عماية طوفان الأقصى المنفذة من قبل حماس على مستوطنات إسرائيل.

* ثلاثة مواقع اخبارية متورطة

واكتشف الباحثون وجود ثلاثة "مواقع إخبارية" يبدو أنها تم إنشاؤها خصيصًا لتورط موظفي وكالة الأونروا الإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في عماية طوفان الأقصى.

وقالت الصحيفة في تقريرها ان هذه المواقع نشرت تقارير منسوخة من منافذ إخبارية حقيقية أخرى، من بينها "سي إن إن" و"الجارديان"، وعلى سبيل المثال، تقرير للأمم المتحدة يزعم "عنف جنسي" ارتكبته حماس خلال عملية طوفان الأقصى.

وروجت مئات الصور الرمزية الشخصيات الرقمية المعقدة على الإنترنت بشكل مكثف لـ "تقارير" من مواقع الحملة، بالإضافة إلى نشر لقطات شاشة من مواقع حقيقية، مثل تقرير صحيفة وول ستريت جورنال حول تورط موظفي الأونروا في الهجوم.

تم إنشاء جميع الصور الرمزية في نفس التواريخ، مع نفس صور الملف الشخصي ومصطلاحات التسمية، ومشاركة الخصائص الأخرى التي تشير إلى أنهم جميعًا جزء من نفس الشبكة، حسبما جاء في تقرير نشرته الهيئة الرقابية الإسرائيلية يوم الثلاثاء.

* أكثر من 500 صورة رمزية و40 ألف متفاعل

أشار التحقيق إلى أنه تم فتح الحسابات المدافعة عن إسرائيل في مجموعات عبر فيس بوك وتويتر وإنستغرام، وتحتوي إحدى الصور الرمزية على أحرف عبرية في اسم المستخدم الخاص بها فيما يبدو أنه خطأ مطبعي.

وكشف التقرير أن ما يسمى بالروبوتات وهي حسابات تلقائية يمكن التعرف عليها بسهولة من خلال المنصات، فإن الصور الرمزية التي تستخدمها ليست آلية بالكامل، ولكنها تحاول محاكاة السلوك البشري الحقيقي من خلال النشاط على عدد من المنصات.

إلى ذلك تم العثور على أكثر من 500 صورة رمزية مختلفة على شبكات التواصل الاجتماعي الثلاث نشروا منشورات ذات صياغة وروابط متطابقة.

وكشف التقرير ان المنصات الثلاثة تضم أكثر من 40 ألف متابع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووفقًا للباحثين تتضمن الشبكة مجموعة أساسية من المستخدمين، ومجموعة ثانوية للتضخيم، بما في ذلك بعض الصور الرمزية الإسرائيلية، على الرغم من أن معظمها كان أمريكيًا بما في ذلك العديد من الأسماء اليهودية والأمريكية الأفريقية، مع مجموعة أخرى لإعادة التغريد أو الرد.

بدأت العملية بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب وما زالت مستمرة حتى اليوم، ووجد الباحثون أن الحملة حاولت تضخيم الكشف عن محتواها وتعزيز شعبية المواد عبر الإنترنت التي تعتبر مؤيدة لإسرائيل أو تقدم المصالح الإسرائيلية بشكل مصطنع.

وتكشف مراجعة محتواها أنها بدأت بالتركيز على الصهيونية والتاريخ اليهودي، فيما بدا وكأنه محاولة لمعالجة ما تدعي إسرائيل انه معاداة للسامية المتزايدة في الغرب، وخاصة بين الشباب اليهود والتقدميين الأمريكيين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة.

وفي وقت لاحق، تحولت هذه المجموعات إلى تكتيكات أكثر عدوانية والمزيد من المحتوى السياسي، ما أدى إلى تضخيم الادعاءات التي يتم دفعها أيضًا من قبل الحكومة الإسرائيلية ووزارة الخارجية وقنوات الدبلوماسية العامة الرسمية الإسرائيلية، أي الادعاءات ضد وكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة وعلاقاتها بحماس.

* إسرائيل تشتري نظام تأثير عبر الإنترنت للرد على ما أسمته بـ "مصادر عديدة"

في شهر يناير، كشفت صحيفة هآرتس أن هيئة إسرائيلية قامت بشراء نظام تأثير عبر الإنترنت للرد على ما أسمته مصادر عديدة "أزمة الهسبارا الإسرائيلية" و"آلة الكراهية المؤيدة للفلسطينيين على الإنترنت" التي كانت تنشر معاداة السامية والدعاية المؤيدة لحماس.

كما كانت تنشر المعلومات المضللة التي كانت تقوض شرعية إسرائيل الدولية على شبكة الإنترنت، وبالتالي أيضاً قدرة الجيش الإسرائيلي على محاربة حماس.

وكان الهدف من هذا النظام هو مواجهة الدعم غير الحقيقي النزعوم لحماس عبر الإنترنت، وفي مرحلة ما، تم نقلها إلى هيئة مدنية، على الأرجح وكالة حكومية، وهي تعمل اليوم جنبًا إلى جنب مع مبادرات الهسبارا الأخرى، بما في ذلك المبادرات الرسمية والخاصة التي تمولها مديرية الهسبارا الإسرائيلية ووزارة شؤون الشتات.

ويقصد ب"الهسبارا" نظام إسرائيلي للرد الإلكتروني على ما تسميه إسرائيل "معاداة السامية".

أشارت الصحيفة إلى أنه من المستحيل معرفة من يقف وراء هذه عمليات الرد الإلكترونية الإسرائيلية الحالية عبر مواقع التواصل والتي يتم الكشف عنها، أو العثور على المشغلين أو من يمولون مثل هذه الحملات باستخدام اسلوب تحليل وسائل التواصل الاجتماعي وحده.

* تعليقات ومحتوى منسوخ تلقائيا

ووجد الباحثون الإسرائيليون أن معظم المحتوى تم نسخه، على الأرجح تلقائيًا، من مواقع ويب أخرى، معظمها من وسائل الإعلام البارزة والمحترمة، وتم نسخها بالكامل أو استخدامها كأساس لما يشبه إعادة الكتابة التلقائية، كما نشر الموقع أيضًا محتوى أصليًا ربما تم إنشاؤه تلقائيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، تمت كتابة تقرير حقيقي للأمم المتحدة حول العنف الجنسي على موقع "نن اجندا".

أعادت الشخصيات المختلفة التغريد وشاركت ونشرت منشورات ذات كلمات متشابهة، وبدأ العديد منهم حياتهم الرقمية بإعلان هويتهم: "باعتباري رجلًا أمريكيًا يهوديًا في منتصف العمر، أقف ضد انتهاكات حقوق الإنسان، لكنني لا أستطيع دعم حماس؛ دعونا نجد حلاً". "الحل السلمي من أجل العدالة" ، غرد "ديفيد تايلور". تظهر الصورة الشخصية لتايلور شابًا أسود.

ووجد الباحثون أن آخرين قاموا أيضًا بتغريد عبارات مماثلة، وفي بعض الحالات كان هناك تناقض بين أسمائهم وصورهم وادعاءاتهم بالهوية. وغردت عاليه مارتينيز بول قائلة: "كرجل أمريكي من أصل أفريقي في منتصف العمر، أجد العزاء والقوة في إيماني المسيحي"، على الرغم من أن صورة الملف الشخصي أظهرت امرأة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل