المحتوى الرئيسى

أزهري لـ"أبواب القرآن": سيدنا آدم قد لا يكون أول إنسان على الأرض - اليوم السابع

03/22 18:01

قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إن الحوار  بين ربنا والملائكة، هدفه أن الله يريد يقول للملائكة هناك من هو أعلم منكم، وهناك من علمته ويعلم أشياء أنتم لا تعلمونها وأن له عز وجل حكمة في هذا.

وأضاف خلال حديثه ببرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز": "وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة، فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء"، الله عز وجل أراد أن يظهر مزية خلق آدم لماذا خلق جنسا آخر من غير جنس الملائكة، كي لا تظن الملائكة أنهم الأفضل وأنهم الأعلم فأراد الله بهذا ان يبين أن هناك جنسا آخر خلقه الله عز وجل، وأنهم ليسوا أعلم الخلق وليسم الأفضل، وأنه ممكن يخلق خلقا آخرًا".

ولفت أبو عاصي إلى أن: "نعم، الله هي عرض الأسماء على الملائكة، وقالوا سبحانك ما علم لنا إلا ما علمتنا، فكان الحوار في النهاية وصل إلى قناعة عند الملائكة، كان ممكن ربنا يرغمهم إني أعلم ما لا تعلم وانتهى الموضوع، إنما قال وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء إن كنتم تعلمون، وهنا وقفوا عاجزين، ما دام وقفوا عاجزين يبقى ألزموا بالحجة".

وقال أبو عاصي، إن المفسرين وجدوا أنفسهم أمام إشكالية كبيرة في آيات الحوار بين الله عز وجل وبين الملائكة، عندما قالوا "أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك".

وأضاف أن الإشكال هنا هل كان هناك خلق قبل آدم؟ ومن أين علمت الملائكة أن هذا الجنس البشري سيفسد في الأرض ويسفك الدماء، إلا إذا كان هناك فساد وسفك دماء قبل ذلك.

ولفت إلى أن بعض المفسرين كان لديه جرأة، وقال هذا بلا شك اعتراض من الملائكة على الله، أتجعل فيها من يفسد فيها، أما الأكثرية قالوا لا الملائكة يستفهمون، لا يعترضون.

وأردف: "إذا كان السؤال على سبيل الاستفهام، فمن أين علموا؟ إذن هناك خلق يسفك الدماء، ويفسد في الأرض، وهناك دراسات كثيرة جدا تفرق بين آدم والإنسان، وأن آدم ليس أول إنسان على الأرض، لذا هذه الآيات تحتاج إلى إعادة نظر وفكر".

وتابع: "البعض يقول لأ هو اعتراض، وفي هذه الحالة كيف يعترض أو كيف تعترض الملائكة على الله؟ نقول أن الله منح للخلق حق أن تعترض وأن تفهم وأن تستفهم وتسأل ليه".

وأوضح أبو عاصي، أن أول هدف للحوار في القرآن يدلنا على أن الإنسان لابد أن يعبر عن نفسه وذاته، مضيفا أن الأمر الثاني أن الإنسان يعرض أدلته حتى لو كانت غير مُسلمة، أو "تافهة"، اعرض أمرك ورأيك.

ولفت إلى أن الأمر الثالث نتعلم أن نصغي بعضنا إلى بعض، إذا كان الله بكبريائه وجلاله أصغى واستمع إلى آدم وإلى إبليس والملائكة، واستمع إلى امرأة تجادل النبي في أمر زوجها، وذلك في قول الله تعالى "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل