المحتوى الرئيسى

الخيانة والدم.. حقائق يكشفها كتاب "أردوغان.. وخطايا بني عثمان"

10/18 22:40

في الأيام القليلة الماضية أطلقت تركيا عملية عسكرية على الشمال السوري، بزعم محاربة حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا كمنظمة إرهابية، وإنشاء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السوريين.

وتعيد العملية العسكرية حلقة جديدة من مسلسل "الخيانة والدم" المعروف عن السلاطين الأتراك.

وسلط كتاب بعنوان "أردوغان وخطايا بني عثمان.. سلسال الدم والخيانة"، في طبعته الثانية عن دار رهف للنشر والتوزيع، للكاتب الصحفي محمود البتاكوشي الضوء على تاريخ الخيانات والدم في تركيا.

ويحتوي الكتاب على 9 فصول، يقدم فيها رؤية تجمع بين السباحة في تاريخ الدولة العثمانية والتأمل في واقع الدولة التركية؛ حيث إنه ثمة مشتركات بين الماضي والحاضر، نستعرضها في التقرير التالي..

يأتي الفصل الأول بعنوان "القتل باسم الدين"؛ إذ لفت إلى مسألة قتل الأخوة التي تعتبر عادة عند سلاطين العثمانيين، التي كانت بدايتها عندما أصدر السلطان الفاتح فرمانًا، بعد حصوله على فتوى شرعية آنذاك، تجيز ذاك الفعل.

ويبقى الفرمان الذي أصدره الفاتح بجواز قتل السلطان لإخوته حفاظًا على الدولة العليا نقطة سوداء في تاريخه؛ ما أسهم في تداعي الإمبراطورية العثمانية، وسقوطها في نهاية المطاف.

وقال البتاكوشي إن سلاطين الدولة العثمانية لم يعرفوا سوى الخيانة؛ من أجل الوصول للعرش، فقد وصل السلطان الغازي سليم الأول إلى عرش السلطنة العثمانية 1512، بعد انقلاب عسكري قام به على والده "بايزيد الثاني"، بدعم من الإنكشارية وخاقان القرم، ونجح في مطاردة إخوته وأبنائهم والقضاء عليهم، حتى لم يبق له منازع في الحكم.

وانتقل البتاكوشي إلى السلطان سليمان القانوني قائلًا إنه على الرغم من وصول الدولة العثمانية في عهده إلى أوج مجدها، ووصول جيوش الدولة إلى أبواب فيينا عاصمة النمسا، قد وقعت في عهده أحداثًا كارثية، أصبحت علامات سوداء في سجله. وبدأ سليمان هذه الأفعال بقتله للصدر الأعظم إبراهيم باشا الإفرنجي، بناءً على وشايات ومؤامرات "خُرَّم"، الزوجة الثانية للسلطان سليمان القانوني.

ولم يكن غدر القانوني بصدره الأعظم هو الخطأ الوحيد، فقد سقط أحد أعظم سلاطين المسلمين في فخ الوشايات كثيرًا؛ إذ أقدم على قتل ابنه وولي عهده الأمير شاه زادة مصطفى، وطفله الرضيع بناء على مؤامرة من زوجته، ولم يكتفِ سليمان بذلك فحسب بل قام بعد ذلك قتل ابنه بايزيد و4 من أحفاده خوفًا من الانقلاب عليه.

على عكس ما يظن كثيرون، نشأ مصطفى كمال أتاتورك في كنف الدولة العثمانية، ولم يكن ثائراً عليها. وتشكل اسم مصطفى كمال أتاتورك، هادم عرش آل عثمان، عبر الزمن، وهو مثل مسيرة صاحبة، مزيج بين أشياء عدة، وفي أول اجتماع للجمعية الوطنية التركية (البرلمان) بعد حرب التحرير، أعطاه البرلمان التركي لقب "غازي" أي فاتح.

وفي عام 1928 أصدر الحاكم بأمره في تركيا دستورًا جديدا لم ينص فيه على إسلامية الدولة.

وقرر مصطفى كمال أتاتورك بعد ذلك، وضع كل شؤون الدين تحت سيطرة الدولة، ورسخ في الثقافة التركية الحديثة فكرة أن الدين مسألة شخصية، ليس له علاقة بالدولة.

وكان رجب طيب أردوغان الحالم باستعادة أمجاد أجداده سلاطين بني عثمان وإحياء الخلافة العثمانية، قد لاحقته تهم فساد عدة، وحول للقضاء أكثر من مرة. واللافت للنظر أن أردوغان، في سبيل تحقيق رغبته المحمومة في الوصول إلى السلطة والنفوذ، عقد صفقات مشبوهة مع الجميع، حيث وجه سهام الغدر والخيانة لأستاذه الراحل نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا الأسبق، بالتحالف مع الجيش التركي في الانقلاب عام 1997.

كما تحالف أردوغان مع أعداء أستاذه أربكان، وعلى رأسهم الجيش، الذى اتهمه، بعد أن أصبح رئيسًا لوزراء تركيا فيما بعد، بالانقلاب على أربكان في قضية شهيرة أطاحت بمعظم رؤوس الجيش التركي، وعرفت باسم قضية "أرجنكون"، عندما كان "أردوغان" يشق طريقه للسلطة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل