المحتوى الرئيسى

"الأمل والعمل" والمناخ.. تفاصيل ثاني مشاركات السيسي في الأمم المتحدة

09/22 09:58

غادر الرئيس عبدالفتاح السيسي الجمعة الماضي إلى نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، لحضور اجتماعات القمة الـ74 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويلقي خلالها كلمة مصر التي تتناول رؤاها ومواقفها تجاه قضايا المنطقة، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فضلا عن قضايا القارة الأفريقية باعتبار الرئيس السيسي رئيس الاتحاد الأفريقي الحالي.

وشهدت الدورة الـ70 من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المشاركة الأممية الثانية للرئيس السيسي، وكان الموضوع الرئيسي للدورة "اعتماد أجندة التنمية المستدامة لما بعد عام 2015"، وتخللها عقد اجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ.

ووصل الرئيس السيسي إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ70 يوم 24 سبتمبر 2015، وكان في استقباله الجالية المصرية بنيويورك، التي نظمت له استقبالًا كبيرًا في شوارع الولاية، ورفع الموكب الذي ضم عشرات من أبناء الجالية أعلام مصر وصور الرئيس السيسي، مستخدمين حافلات مكشوفة وسيارات خاصة، طافوا بها شوارع مانهاتن، وأوقف الرئيس السيسي موكبه لتحيتهم.

وركز الرئيس السيسي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة على التنمية ومحاربة الإرهاب، والخطوط التي ترسم سياسة مصر في تلك الفترة، وقطع دابر الإرهاب من البلاد ومواجهة خطره نيابة عن كل الدول، وفي الوقت ذاتهه تنفيذ خطة مصر في التنمية الاقتصادية، ومن بينها مشروع قناة السويس الجديد كشريان جديد للتجارة العالمية.

وأعلن الرئيس خلال كلمته طرح مبادرة حول الأمل والعمل من أجل غاية جديدة بالتنسيق مع الأمم المتحدة، مؤكدًا أنّ العالم أجمع يواجه ويلات الإرهاب والتطرف، وأنّ مصر تقف في طليعة الدول الإسلامية التي تواجه الإرهاب، ودعا إلى السعي لاكتساب طاقات الشباب بعيدا عن المتطرفين بالتوازي مع جهود مكافحة الإرهاب. 

وتناول الرئيس في كلمته قضايا المنطقة، فعن الأزمة الليبية قال إنّ ذبح المصريين على شواطئ ليبيا لم يكن إلا نتيجة للتهاون في ليبيا، مؤكدا حرص مصر على سلامة واستقرار ليبيا بدعم الأمم المتحدة، ومشددًا على ضرورة الاستمرار في الحوار بين الأطراف الليبية بالتوازي مع جهود مكافحة الإرهاب بها.

كما طرح الرئيس السيسي في كلمته أيضا رؤى مصر حيال العديد من القضايا الإقليمية الأخرى، إذ دعا القوى الوطنية السورية للمساهمة في كل جهد للوصول إلى مخرج سياسي من الأزمة في بلادهم، وأكد أنّ دعم مصر السياسي والعسكري لليمن جاء استجابة لطلبها، وانطلاقا من مسؤولية مصر تجاه حماية الأمن القومي العربي، وحث المجتمع الدولي لاستمرار الحوار في اليمن وصولا إلى حل للأزمة، كما شدد على أنّ تسوية القضية الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة على حدود 1967 سيقضي على أهم عوامل عدم الاستقرار بالمنطقة.

وترأس الرئيس السيسي لجنة الزعماء الأفارقة الأعضاء في اللجنة المعنية بمواجهة التغيرات المناخية، وألقى كلمة تناول فيها الجهود التي تبذلها مصر خلال رئاستها للجنة لتنسيق المواقف الأفريقية إزاء جهود مواجهة التغيرات المناخية، لا سيما قبل مؤتمر باريس في نوفمبر من نفس العام، للتوصل لإطار عمل دولي جديد يحل محل إطار كيوتو. 

كما ألقى السيسي كلمة خلال الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الصين شي جين بينج، لبحث سبل تعزيز التعاون بين دول الجنوب، أشار فيها إلى التحديات التي تواجه دول الجنوب في سعيها لتحقيق التنمية المستدامة واللحاق بركب التقدم، مؤكدًا أهمية توفير التمويل اللازم للدول النامية وتفعيل نقل التكنولوجيا إليها حتى تتمكن من مواجهة تحدياتها التنموية. 

وفي ختام كلمته شدد السيسي على أنّ مصر ستظل دوما في صدارة الدول الداعمة لتعزيز التعاون بين دول الجنوب وستواصل دورها النشط في بناء وتطوير القدرات البشرية والمؤسسية بالدول النامية.

وعقد الرئيس السيسي عدة لقاءات ثنائية شملت كل من الرئيسة الكرواتية ورئيس الوزراء الأيرلندي ورئيس وزراء الهند ورئيس جمهورية مالي إبراهيم بوبكر كايتاكل على حدة، حيث بحث معهم سبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلا عن استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. 

والتقى الرئيس السيسي، كذلك المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على هامش أعمال الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في لقاء شهد مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمها الدور الإيجابي للشركات الألمانية للمساهمة في دفع عملية التنمية في مصر، من خلال العمل على إنجاز مشروعاتها في أقل وقت ممكن وبأعلى معايير الجودة، ووجّه الرئيس الشكر للمستشارة الألمانية على مشاركتها في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.

وخلال لقائه بمقر إقامته في نيويورك مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، أشار الرئيس السيسي إلى اعتزام مصر بناء المحطة النووية في الضبعة لتوليد الكهرباء، طبقا لأعلى المعايير الدولية للأمن والأمان النووي، ليبدي المدير العام للوكالة الذرية حرصه على تقديم أشكال الدعم الفني لمصر، واستعداده لإيفاد بعثة من الوكالة إلى القاهرة للمساعدة على وضع الأطر التنظيمية اللازمة للمحطة النووية المقرر إنشاؤها في الضبعة.

كما استقبل الرئيس السيسي بمقر إقامته بنيوريوك كلاوس شواب المدير التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي -دافوس-، وخلال اللقاء أكد السيسي أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والمنتدى، وشدد المدير التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي على أنّ تقرير التنافسية الدولية الذي يصدره المنتدى سنويا سيشهد تقدما لتصنيف مصر من حيث معدلات التنافسية، ما يعكس الاستقرار الذي تتمتع به مصر. ووجّه - شواب- الدعوة للرئيس السيسي للمشاركة في اجتماع المنتدى بدافوس في يناير 2016.

والتقى الرئيس السيسي في مقر إقامته بنيويورك، قيادات صناديق الاستثمار وبيوت المال الأمريكية في لقاء نظمه مجلس التفاهم الدولي، وهو أحد المنظمات الاقتصادية الأمريكية، تناول فيه رؤية مصر إزاء التنمية الاقتصادية الشاملة، وجهود تحسين بيئة الاستثمار، وأهمية قناة السويس الجديدة كبداية انطلاق لمشروع تنموي عملاق.

واجتمع الرئيس السيسي مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، وأكد خلال اللقاء أنّ القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب المحورية، كما هنأه على موافقة الجمعية العامة بأغلبية أعضائها على رفع العلم الفلسطيني على مبنى الأمم المتحدة، والتقى كذلك العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وناقش الزعيمان تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما استقبل السيسي عددا من الشخصيات البارزة والمؤثرة في المجتمع الأمريكي، شملت مسؤولين سياسيين وعسكريين سابقين، بينهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ووزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر، إضافة إلى عدد من أعضاء مجلس النواب الأمريكي، مؤكدًا لهم اعتزاز مصر بعلاقات الشراكة الاستراتيجية ومسيرة التعاون الممتدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وخلال استقباله رئيس البنك الدولي حينها، جيم يونج كيم، أكد الرئيس السيسي محورية دور البنك الدولي في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنّ مساهمة البنك في النهوض بالمنطقة ستؤدي إلى تحقيق الاستقرار الأمني والحيلولة دون انتقال عدوى الاضطراب إلى مناطق أخرى.  

كما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي على هامش أعمال الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، رئيس الوزراء الايطالي السابق ماتيو رينزي، الذي أشاد بعملية التحول الديمقراطي التي تحدث في مصر والنهوض الاقتصادي بالبلاد، فيما أشاد السيسي بالعلاقات التاريخية التي تجمع مصر وإيطاليا على الصعيدين الرسمي والشعبي، مثنيا على المواقف الايطالية الداعمة لمصر والواعية بحقيقة الأوضاع فيها.

كما عقد السيسي لقاءً مع رئيس الوزراء الإثيوبي السابق هيلي ماريام ديسالين، كما عقد جلسة مباحثات أخرى مع الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، وكذلك التقى رئيس روسيا البيضاء الكسندر لوكاشينكو، ورئيس الوزراء اللبناني السابق تمام سلام، ورئيسي وزراء اليونان والمجر، في عدة لقاءات شهدت مناقشة العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة.

وأجرى الرئيس السيسي على هامش مشاركته في الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حوارًا مع وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، قال فيه إنّ تعزيز قدرات الجيش المصري يسهم في تحقيق التوازن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أنّ الجيش المصري يخوض حربا شرسة ضد التطرف والإرهاب على جبهتين الأولى في سيناء، والثانية في الصحراء الغربية.

وبشأن الأزمة السورية، أكد السيسي في حواره ضرورة البحث عن حل سياسي بعيدا عن الحلول العسكرية الراهنة، وبما يحفظ وحدة وسيادة الدولة، كما أشار إلى أنّ إعادة إعمار سوريا لن تتم إلا بعد تحييد السلاح المنتشر في يد الجماعات والميليشيات المتطرفة هناك.

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حواره مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية، أنّ مصر تبذلها كل الجهود للتغلب على ظاهرة الإرهاب والحفاظ على الأبعاد الأمنية بالمنطقة، مشددا على أنّ التطرف والإرهاب يهدد المنطقة ككل والعالم، وأنّ مصر شريك في  التحالف ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.

كما أجرى الرئيس السيسي حوارًا صحفيًا مع جريدة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تحدث فيه عن التنمية الاقتصادية التي تشهدها مصر في تلك الفترة والقفزة التي حققتها في مدى زمني قصير، وأهم المشروعات العملاقة التي تحققت، وعلى رأسها مشروع قناة السويس الجديدة.

لقيت مشاركة الرئيس السيسي في أعمال الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة اهتمامًا واسعًا من الصحف العالمية والعربية، إذ اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" بتأكيد السيسي ضرورة تعاون دول الشرق الأوسط لمواجهة الإرهاب الذي تشن مصر حربا ضارية ضده، في الوقت الذي تنزلق فيه بعض الدول الأخرى نحو "دائرة من الفشل".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل