المحتوى الرئيسى

مفاجأة تونس | المصري اليوم

09/20 02:19

لم تتردد تونس في أن تفاجئنا٬ وفى أن تخالف توقعاتنا. فرغم تكهن الكثيرين بفوز المرشحين الرئاسيين الذين ينعمون بتنظيم سياسى يدعمهم أو لهم باع في الخبرة السياسية٬ جاء اختيار الشعب التونسى مختلفًا ومدهشًا. فقد أسفرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسة التونسية عن وصول أستاذ القانون الدستورى قيس سعيد (حصل على حوالى 19% من الأصوات) ورجل الأعمال الموقوف نبيل القروى (حصل على حوالى 15%) إلى جولة الإعادة.

أما الأمر الواضح للعيان فهو رفض التونسيين أو جزء يعتد به منهم للأحزاب أو القوى السياسية التقليدية التي شكلت النظام السياسى في تونس٬ فانقلبوا عليها وأخرجوها خارجًا. أما الأخيرة فقد أخرجت نفسها بنفسها حين تسببت في تفتيت شديد لأصوات مؤيديها.

هناك من يعتبر أن اختيار التونسيين ينم عن رفض للسياسة وحنق عليها٬ فهم قرورا أن يختاروا من لا يمثلها أو من يخرج عن عباءة السياسة التقليدية.

أما آخرون ومنهم الخبير السياسى والأستاذ الجامعى حمزة المؤدب فلهم رؤية مختلفة. فبالنسبة له٬ هذه النتيجة تعنى رغبة المواطنين في تونس في إعادة الاعتبار للسياسة تلك التي دمرتها النخب التقليدية حين جعلتها بعيدة عن مطالب عموم الناس واحتياجاتهم الاقتصادية. فبدلاً من أن تصير السياسة نمط الإدارة الاقتصاد وتحسين أحوال الناس٬ تحولت إلى نمط للسفسطة الفارغة أو مكينة للتربح أو للصراع السياسى٬ فتحول الناس عنها٬ وقرروا أن ينتخبوا من يعيد لها بعضا من معناها.

وعلى الرغم من أن القروى يأتى من قلب النظام ذاته إلا أنه قدم نفسه باعتباره خارجًا عن ماكينة إنتاج النخب التقليدية٬ وبدا وكأنه عابئ بمشاكل المواطن العادى٬ حقًا ذلك أم كذبًا. أما سعيد٬ ذو الدعم المالى والتنظيمى المحدود (أو حتى المنعدم) فقدم نفسه باعتباره رجلاً يسعى إلى إصلاحات وتغييرات جذرية يقدرها الشباب ويحلم بها. فقدم برنامجًا وتصورًا واضحًا يقوم على اللامركزية٬ ويعطى سلطات واسعة للمحليات وللجهويات تلك التي طالما شعرت أن النظم السياسية المتعاقبة على تونس لا تسعى إلا إلى إقصائها اجتماعيًا٬ وتهميشها اقتصاديًا. أما هو فقدم رؤية لجعلها قاعدة للنظام السياسى ومنبعًا لاتخاذ القرار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل