في ذكرى رحيل جميل راتب.. رفض الرقابة الفنية وهذا ما كتبته الصحف الفرنسية عنه

قبل عام، رحل عن عالمنا الفنان جميل راتب عن عمر ناهز ال٩٢ عاما بعد تدهور حالته الصحية نتيجة أمراض الشيخوخة، وعلى مدار أكثر من نصف قرن عمل فيها الراحل بالوسط الفني، ترك لجمهوره ومحبيه العديد من الأعمال الخالدة بين السينما والمسرح والتلفزيون، بعضها ناطق بالعربية ولغات أجنبية كالفرنسية والإنحليزية.

ولد جميل راتب في الثامن عشر من أغسطس ١٩٢٦، في القاهرة، لأب مصري مسلم رغم أن أغلب جمهوره كان يظن أنه مسيحي، أما والدته فأُشيع أنها فرنسية الأصل، لكنها في الواقع مصرية صعيدية وابنة شقيق الناشطة الراحلة هدى شعراوي.

كانت الانطلاقة الأولى لجميل راتب في عالم التمثيل من خلال الشاشة الكبيرة، حيث شارك في فيلم "أنا الشرق" عام ١٩٤٦، مع كل من الممثلة الفرنسية كلود جودار، وجورج أبيض، وحسين رياض، وتوفيق الدقن، وسعد أردش.

بعد الفيلم، كان جميل أنهى دراسة التوجيهية، والتحق بمدرسة الحقوق، ثم سافر لاستكمال دراسته في العاصمة الفرنسية باريس، لكنه اختار

التركيز على عالم التمثيل أكثر، وبعد معرفة أسرته، حُرم من المساعدات المالية، فاضطر للعمل في مهن مختلفة منها شيال في سوق الخضار وكومبارس، ومترجم، وذلك لتوفير نفقات دراسته.

ساعد إتقانه للغة الفرنسية وبراعته في التمثيل في تألق جميل راتب في فرنسا، حيث قدم عدد من المسرحيات الناجحة مع فرقته الفرنسية "فرانسيز"، حتى أنه قدم بعض عروضها في مصر مثل مسرحية "الوريث" في عام ١٩٥٢، وفي إحدى الصحف الفرنسية، كانت الإشادة بأدائه في العرض على النحو التالي "عندما يؤدي (راتب) دوره على الخشبة في مسرحية الوريث فإنه يخطف أنظار الحضور بأدائه القوي وعينيه الحادتين.

خلال الفترة التي تواجد فيها جميل راتب في فرنسا، ارتبط بقصة حب مع ممثلة فرنسية معتزلة، والتي تدرجت في المناصب حتى أصبحت مديرة مسرح الشانزليزيه، وكللت قصة حبهما بالزواج، لكن الزيجة لم تدم.

عمل جميل راتب مساعد مع الفنان العالمي أنطوني كوين، كما شارك بدور صغير في فيلم "لورانس العرب"، إلى جانب مشاركته في أفلام فرنسية وتونسية مختلفة، ومع عودته لمصر واستقراره بها، شارك في عدد من الأفلام الهامة منها "الكيف"، و"الساحر"، و"طيور الظلام"، و"عفاريت الأسفلت"، بخلاف مشاركاته في الدراما التلفزيونية، وكان أشهر أدواره "أبو الفضل جادلله" في مسلسل "يوميات ونيس".

إلى جانب التمثيل، خاض جميل راتب تجربة الإخراج المسرحي، وأخرج مسرحيات "الأستاذ" من تأليف سعد الدين وهبة، ومسرحية "زيارة السيدة العجوز"، و"شهرزاد" من تأليف توفيق الحكيم.