المحتوى الرئيسى

في رأس السنة الهجرية.. هل ذكر العنكبوت والحمامتين في هجرة النبي صحيح؟

08/31 12:21

يحتفل المسلمون اليوم بأول أيام شهر المحرم لعام 1441 هجريا، وتلقت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي سؤالا، حول "هل ذكر العنكبوت والحمامتين في هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم صحيح؟".

وأجاب عن السؤال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، حيث قال، "وردت قصة نسج العنكبوت على الغار ووقوف الحمامتين عليه وقت الهجرة النبوية الشريفة في كتب السنة المشرفة والسيرة المطهرة بروايات صحيحة مشهورة مروية من طرق كثيرة".

فقد أخرج الإمام أحمد في "مسنده" عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك﴾  قال: "تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله عز وجل نبيه على ذلك، فبات علي رضي الله عنه على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلك الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا رضي الله عنه يحسبونه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليا رضي الله عنه رد الله مكرهم فقالوا: "أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري. فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال".

وأخرجها عدد كبير من أئمة الحديث؛ كالإمام عبد الرزاق في "مصنفه"، والحافظ أبوبكر المروزي في "مسند أبي بكر الصديق"، والإمام الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"، والحافظ الطبراني في "المعجم الكبير"، وذكرها أيضا الإمام جلال الدين السيوطي في "الدر المنثور"، والملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح"، وغيرهم، كما أوردها المؤرخون وأهل السير في أحداث الهجرة النبوية الشريفة من غير نكير، سيما أنه قد التزم جماعة منهم الصحة أو القبول فيما يذكرونه.

ولقد صحح جماعات من كبار المحدثين هذه القصة، وحسنوها؛ منهم الحافظ ابن كثير؛ حيث قال في "البداية والنهاية": وهذا إسناد حسن وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار، وذلك من حماية الله رسوله صلى الله عليه واله وسلم.

وقال الحافظ الهيثمي في "مجمع الزاوئد": رواه أحمد والطبراني، وفيه عثمان بن عمرو الجزري، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": وذكر أحمد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد حسن في قوله تعالى: ﴿وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين﴾.

وفي مسند أبي بكر الصديق لأبي بكر بن علي المروزي شيخ النسائي من مرسل الحسن في قصة نسج العنكبوت نحوه، وذكر الواقدي أن قريشا بعثوا في أثرهما قائفين أحدهما كرز بن علقمة، فرأى كرز بن علقمة على الغار نسج العنكبوت فقال: ها هنا انقطع الأثر.

وقال شمس الدين السفيري في شرحه على صحيح البخاري المسمى "المجالس الوعظية": ففي هذه إشارة إلى حماية النبي صلى الله عليه واله وسلم من أعدائه من الكفار؛ وقعت بأضعف الأشياء مغنية عن أقوى الأشياء؛ وقعت بنسج العنكبوت وهو أضعف الأشياء؛ قال تعالى: ﴿وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت مغنية عن الدروع التي قال الله عنها: ﴿وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم﴾.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل