بعد «ترامب المختار».. هل يتعمد الجمهوريون خلط الدين بالسياسة؟

عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤتمرا صحفيا مفاجئا بحديقة البيت الأبيض يوم الخميس الماضي (حسبما أفادت وكالة فرانس برس)، تحدث خلاله عن حربه التجارية ضد الصين.

وقال: "هذه ليست حربي التجارية. هذه حرب كان يجب أن يخوضها منذ وقت طويل رؤساء آخرون"، موضحا: "أحد ما كان عليه أن يقوم بهذه المهمة"، قبل أن ينظر إلى السماء ويفتح ذراعيه مضيفا: "أنا هو المختار".

لم تكن تلك السابقة الأولى لترامب، فقد استخدم في مناسبات كثيرة اقتباسات من الكتاب المقدس للتبرير والرد على منتقديه.

وترصد "الشروق " في التقرير التالي، أبرز التصريحات الدينية للجمهوريين من إدارة دونالد ترامب.

في تصريحات نقلتها "رويترز" في يونيو 2018 عن وزير العدل الأمريكي السابق جيف سيشنز، استشهد بما قاله بولس "لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من الله، والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله، حتى إن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله، والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة".

وقال وزير العدل في هذا السياق: "يمكنني الإشارة إلى الرسول بولس ووصيته الواضحة والحكيمة بأنه يجب طاعة قوانين الحكومة لأنها جاءت من الله لإحلال النظام". وذلك عند محاولة تبريره لقوانين ترامب القاسية ضد المهاجرين.

في حديثها عن أزمة المهاجرين بمؤتمر صحفي نقلته شبكة "CNN" الأمريكية في يونيو 2018، جددت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز الاقتباس من رسالة بولس إلى أهل روما، معتبرة أن ذلك هو "التوجيه الواضح والحكيم بالخضوع لقوانين السلطة لأن الرب فوضها الإشراف على النظام".

وانتقد متابعون هذا الخلط الحاصل بين قوانين اعتبروها مجحفة في حق اللاجئين ولا تخضع لمعايير إنسانية، وبين الاستشهاد بنصوص من الإنجيل لتبريرها.

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن جهودا حثيثة يبذلها متشدّدون مسيحيون من اليمين الديني لتقديم مشاريع قوانين جديدة لفرض قيمهم الدينية في عدد من الولايات الأمريكية، في الأيام الأولى من عام 2019؛ في محاولة لتطبيق تعاليم الدين المسيحي في الحياة العامة.

فقد تقدم نواب الكونجرس المنتمين للحزب الجمهوري بمشاريع قوانين عديدة تتعلق بالجانب الديني، قُدّم مشروع قانون يطلب من المدارس الثانوية العامة في فلوريدا تقديم دروس في دراسة الكتاب المقدّس، كما قُدّمت مشاريع قوانين مماثلة في ولاية نورث داكوتا وميسوري.