المحتوى الرئيسى

«عفواً أيها القانون».. تجربة سينمائية من وحى الحقيقة

08/24 09:59

عادت إلى منزلها قبل ساعات من موعدها اليومى، وفوجئت بأصوات خافتة مقبلة من غرفتها، ولم يخطر ببالها سوى أمر واحد، وهو أن هناك لصاً دخل المنزل ليسرقهم، فاستلت سلاحاً نارياً، ملك زوجها، وفتحت باب غرفة النوم، لكن المفاجأة ألجمتها بعدما رأت زوجها فى حضن سيدة أخرى، أغلقت عينيها وفتحتهما كثيراً على أمل أن تفيق من هذا الكابوس لكن لم يكن كابوساً، بل كان واقعاً مريراً، فضغطت على الزناد بعشوائية، وسددت رصاصها تجاههما، وهربت من هول الصدمة دون هدى.

واجهت الزوجة الاتهام بالقتل، وحُكم عليها بالسجن 15 عاماً، بينما كانت المحكمة قد حكمت على والد زوجها الذى قتل زوجته بعدما ضبطها وهى تخونه بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ.

لم تكن الوقائع السابقة مجرد مشاهد من فيلم «عفواً أيها القانون»، للمخرجة إيناس الدغيدى، الذى كان أول تجاربها الروائية الطويلة فى الإخراج، عام 1985، لكنها كانت قصة حقيقية قرأت المخرجة عنها بالصدفة، وقررت أن تقدمها فى فيلم سينمائى.

كانت تلك الواقعة من أبرز القضايا الشائكة، التى تم طرحها للنقاش من خلال السينما المصرية، والسؤال الرئيسى الذى طرحه صناع الفيلم هو: لماذا يتم التفريق بين الرجل والمرأة فى قضايا الشرف؟، حيث حصلت الزوجة على حكم بالسجن لمدة 15 عاماً، بعد قتل زوجها الذى ضبطته وهو يخونها، بينما فى القضايا المماثلة، التى يرتكبها الرجال، تصدر الأحكام مخففة. وأثار الفيلم فى ذلك الوقت ردود فعل متباينة وصلت إلى الهجوم على صناعه.

وقالت المخرجة إيناس الدغيدى إنها كانت ترغب فى إلقاء الضوء على ذكورية المجتمع فى التعامل مع المرأة، وهو ما يتضح بشكل كبير فى هذه القضية، مضيفة: «القانون مجرد حالة وضعية، فالأحكام المجتمعية هى التى تحكم فى تلك الحالة، طوال الوقت يتم ترديد أننا نحتكم إلى الدين والشريعة، لكن عندما يتعلق الأمر بالزنا والخيانة يتراجعون، الله لم يفرق بين الرجل والمرأة فى العقاب لكن القانون فرق بينهما، وذلك أكبر دليل على ذكورية المجتمع».

وتابعت «الدغيدى»، لـ«الوطن»: لماذا يقتصر مفهوم الشرف على الرجل وحده؟، ولماذا يكون مباحاً له القتل تحت هذا المسمى، السيدات أيضاً لديها شرف، بالطبع جرائم الشرف الآن أصبحت أقل فى معدلاتها من السابق، لكنها لن تختفى تماماً من المجتمعات الشرقية، التى تتعامل مع المرأة باعتبارها سلعة، فالرجل يمنح نفسه فقط حق استغلال المرأة لمصلحته، ويثور عندما يتم استغلالها لمصلحة شخص آخر، وفى الوقت الحالى لا بد من إعادة النظر فى كل تلك القوانين، التى تعزز التفرقة بين الرجل والمرأة.

«فرويز»: العار وكلام الناس أهم الأسباب.. و«خليل»: مرتكب الجريمة غير مستقر نفسياً.. و«عادل»: بعضهم لا يدرك إصابته بالمرض.. والتقارير المرفوعة للمحكمة تراعى الحالة النفسية للقاتل وقت ارتكاب الجريمة

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل