المحتوى الرئيسى

نقاش واسع حول دعوة ميركل لاستئناف عمليات الإنقاذ في المتوسط

08/17 12:41

دعوات المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لاستئناف عمليات إنقاذ المهاجرين المهددين بالغرق أثناء محاولات عبورهم للبحر المتوسط إلى أوروبا من قبل سفن دول الاتحاد ووفق برنامج تمويل من المفوضية الأوروبية أثارت نقاشا واسعا بين مؤيد ومنتقد للمبادرة.

ترجح الكفة من الناحية الإنسانية-الأخلاقية لصالح منظمات المجتمع المدني التي تقوم بإنقاذ المهاجرين المهددين بالغرق على حساب إيطاليا ومالطا وغيرها. ولكن لأي طرف تميل الاتفاقيات والمواثيق الدولية؟ (11.07.2019)

كثير من مهاجري دول شرق أفريقيا يسلكون طريقا مجهولا ورخيصا محفوفا بالمخاطر أكثر من طريق البحر المتوسط إلى أوروبا: إنهم يعبرون خليج عدن ليقعوا ضحية الصراع العسكري المدمر في اليمن. فاني فاكسر وهذه الانطباعات. (08.08.2019)

فمن جانب، رحبت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في ألمانيا بتصريحات ميركل واعتبرتها خطوة ضرورية جدا لسياسة لجوء أوروبية تتميز بروح الإنسانية. فيما انتقد المبادرة خبير الشؤون الداخلية في حزب ميركل المحافظ آرمين شوستر قائلا: إن عمليات الإنقاذ الحكومية ستشجع آخرين كثيرين لركوب قوارب الموت".

من جانبه، قال كريس ميلزر المتحدث الرسمي باسم مفوضية اللاجئين الأممية في ألمانيا في حديث مع صحيفة "راينيشه بوست" الصادرة اليوم السبت (17 آب/ أغسطس 2019) " نطالب منذ فترة طويلة بزيادة عمليات الإنقاذ، لأنه لا يجوز ترك الناس تغرق في البحر". وأضاف المتحدث "في البحر يوجد عدد قليل نسبيا من اللاجئين مقارنة مع أعداهم على اليابسة وهم لا يشكلون مشكلة كبيرة للاتحاد الأوروبي". وتابع ميلزر حديثه " ليس من الضروري استقبال كل اللاجئين بشكل دائم، ولكن يجب الاستماع إليهم".

لكن خبير الشؤون الداخلية في حزب المحافظين شوستر عبر عن شكوكه بشأن نجاعة دعوات ميركل لحل مشكلة المهاجرين في البحر. وقال شوستر إن الخطوة الواعدة بالنجاح أكثر من عمليات الانقاذ تتمثل بعقد اتفاقات مع دول افريقية على غرار اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا.

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

وأشار الخبير المحافظ إلى أن على دول الاتحاد الأوروبي أن تبرم اتفاقيات مماثلة مع دول جنوب الصحراء، حيث يمكن أن تحصل هذه الدول على حوافز مالية إلى جانب تسهيل الحصول على تأشيرات سفر إلى اوروبا للقوى العاملة الماهرة في الدول الأفريقية المعنية. مقابل ذلك عليها مواجهة الهجرة السرية ومنعها. وأوضح شوستر أيضا "يهمني كثيرا أن لا يغرق إنسان في البحر المتوسط"، حسب تعبيره.

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .

حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.

في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.

بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.

في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.

مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل