المحتوى الرئيسى

موجة حر جديدة بأرقام قياسية تضرب أوروبا

07/23 19:21

يستعد سكان العاصمة الفرنسية لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قد تكون الأعلى في تاريخ المدينة هذا الأسبوع، مع اجتياح موجة حر جديدة شمال أوروبا.

 وبلغت درجات الحرارة أمس الاثنين (22 تموز/يوليو) في باريس أكثر من 30 من درجة مئوية، إلا أن الحرارة سترتفع بشكل اكبر لتتجاوز 40 درجة مئوية الخميس (25 تموز/يوليو) وتكسر المستوى القياسي الذي سجلته في 1947.

 ويتوقع أن تطاول الحرارة المرتفعة التي يتوقع الراصدون أن تستمر بضعة أيام، شمال فرنسا وأجزاء من بلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا.

 وصرح فرنسوا جوبار، الراصد الجوي من مكتب ميتبو فرانس لوكالة فرانس برس "من المرجح أن تسجل هذه الدول الثلاث درجات حرارة تزيد عن 40 درجة لأول مرة".

 وتأتي موجة الحر الجديدة بعد أقل من شهر من موجة حر اجتاحت أوروبا في نهاية حزيران/يونيو، وزادت من الاهتمام بمشكلة التغير الحراري.

خوف الألمان من ارتفاع درجات حرارة الجو ليس مبالغا فيه، حيث أظهرت دراسة حديثة أن موجات الحر تتسبب في وفاة آلاف الأشخاص سنويا. وتتجدد مخاوف من ارتفاع أرقام الوفيات في ألمانيا مع تزايد درجات الحرارة. (29.06.2019)

محاولة بسيطة من إحدى العائلات للتغلب على موجة الحر في مدينة شتوتجارت الألمانية، انتهت بتدخل الشرطة والإسعاف ومشكلة غير متوقعة في المبنى السكني. (01.07.2019)

 "موجة الحر التي تفوق الاحتمال"

وجاء في عنوان صحيفة "لو باريزيان" الاثنين (22 تموز/يوليو 2019) "موجة الحر التي تفوق الاحتمال"، مؤكدة أن "الفصل الثاني" من الطقس الصيفي الشديد الحرارة هذا العام سيضر بإنتاج محاصيل مثل البطاطا والعنب.

 أضاف جوبار من مكتب الأرصاد الفرنسي "من المتوقع أن يكون يوم (الخميس 25 تموز/يوليو) أكثر الأيام حرارة في التاريخ".

 وتابع "توقعاتنا تشير إلى وصول درجات الحرارة إلى 41 أو 42 درجة مئوية في باريس الخميس، وهناك فرصة كبيرة بتخطي المستوى القياسي".

 وكانت أعلى درجة حرارة سُجلت في العاصمة باريس 40,4 درجة مئوية في 1947. ومنذ بدء تسجيل درجات الحرارة في 1873 كانت هذه هي المرة الوحيدة التي تسجل فيها درجة حرارة تزيد عن 40 درجة في العاصمة الفرنسية، بحسب جوبار. وقد تشهد مدن فرنسية أخرى وصول درجات حرارة إلى مستوى قياسي ومن بينها بروج وليل وكليرمان فيران، وفقاً لجوبار.

 ومن جهة أخرى، ستشهد بريطانيا أيضاً درجات حرارة مرتفعة، ولكنها ستبقى أقل من الدول الأخرى في القارة.

 ويتوقع الراصدون كسر الرقم القياسي البالغ 36,7 درجة مئوية في شهر تموز/يوليو والذي تم تسجيله في (الأول من تموز/يوليو 2015) في مطار هيثرو في لندن.

 وتشهد ألمانيا العديد من حرائق الغابات وجفاف مجاري الأنهار، بينما يخشى المزارعون من موسم محاصيل سيئ آخر بعد انخفاض المحاصيل العام الماضي بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير معتادة خلال الصيف.

 وحذرت الحكومة الفرنسية من أن إنتاج النبيذ سينخفض بمعدل 6 إلى 13 بالمائة مقارنة بالعام 2018، لأسباب من أهمها موجة الحر المستمرة.

 وتمت السيطرة على الحرائق الهائلة التي اجتاحت منطقة كاستيلو برانكو الجبلية في وسط البرتغال وأدت إلى إصابة العشرات، بنسبة "90 في المائة"، بحسب ما أفادت دائرة الاطفاء أمس، والتي حذرت من أن الرياح القوية يمكن أن تتسبب في انتشار ألسنة اللهب.

 تأتي موجة الحر الشديدة في شمال أوروبا فيما تعاني الولايات المتحدة كذلك من ارتفاع شديد في درجات الحرارة. وأدى ذلك إلى إلغاء سباق الترياثلون في مدينة نيويورك والذي كان مقرراً (الأحد 21تموز/يوليو) لأول مرة منذ بدئه في 2001.

ويؤكد العلماء بأن التغير المناخي الذي سببه الإنسان يؤدي إلى إطالة وشدة موجات الحر. وقالوا ان ارتفاع درجة الحرارة بمعدل قياسي في حزيران/يونيو سببه على الأرجح الاحتباس الحراري.

وأشارت دراسة أجراها المعهد التكنولوجي الفدرالي السويسري أنه لولا التغير المناخي لكانت موجة الحر التي استمرت أسابيع في شمال أوروبا في 2018 مستحيلة.

وشهدت فرنسا أعلى درجات حرارة في تاريخها في 28 حزيران/يونيو الماضي حيث بلغت 46 درجة مئوية في فيرارغ في مقاطعة ايرو.

منذ أيام تشهد القارة الأوروبية موجة حر شديدة، إذ يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في بعض البلدان الأوروبية إلى مستويات كبيرة للغاية على غرار 45 درجة (قياسية) في جنوب فرنسا و40 درجة مئوية في إسبانيا. أما في ألمانيا فقد وصلت درجة الحرارة في الأيام السابقة إلى مستويات مرتفعة جداً، خصوصاً في جنوب غربي البلاد، ما أجبر العديد من المدارس على إعادة الأطفال إلى منازلهم.

في مدينة نورنبورغ الواقعة في ولاية بافاريا الألمانية، تم إطلاق مبادرة خاصة من أجل التعامل مع موجة الحر هناك. ووضع القائمون على هذه المبادرة إبريق ري على عدة أشجار في مناطق متفرقة حول المدينة، وذلك بهدف تسهيل عملية ريّها من طرف السكان.

في العاصمة الألمانية برلين، وجد بعض الناس طريقة مواتية للتعامل مع موجة الحر، فقد توجه عدد كبير من الناس إلى إحدى البحيرات هناك من أجل الاستمتاع بهذا الجو الصيفي وقضاء أوقات ممتعة. بيد أن توافد أعداد كبيرة من الناس على البحيرات أقلق راحة البجع (الصورة)، الذي فضل البقاء بعيداً عن الناس.

أما في ميونخ الألمانية، فإن الوضع لم يختلف كثيراً في عاصمة الولاية البافارية، فقد توافد الناس على بعض أنهار وبحيرات المدينة من أجل مواجهة حرارة الشمس المفرطة هذه الأيام، والاستمتاع كذلك بأوقات جيدة برفقة الأهل والأصدقاء.

تسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلى ازدياد الإقبال على المسابح، التي أصبحت من الوجهات المُفضلة لبعض الناس في هذه الأيام. وينتظر بعض الناس بفارغ الصبر أمام مسبح في العاصمة الألمانية برلين من أجل السماح لهم بالدخول والتمتع بالمياه الباردة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل