المحتوى الرئيسى

الآلاف يتظاهرون ضد اليمين المتطرف في مدينة كاسل

07/20 15:36

على خلفية مقتل حاكم مقاطعة كاسل السياسي المحافظ فالتر لوبكه، حيث يشتبه أن يكون الجاني أحد الناشطين في الوسط اليميني المتطرف، شارك نحو 8 آلاف شخص في تظاهرات بالمدينة اليوم السبت (20 تموز/ يوليو 2019)، بحسب بيانات الشرطة.

بعد فحص استغرق عدة أعوام قررت الاستخبارات الألمانية تصنيف "حركة الهوية" على أنها حركة يمينية متطرفة تستدعي المراقبة على الفور، وذلك بعد أن صنفت منذ ثلاث سنوات في "حالة اشتباه". (11.07.2019)

كشفت قضية مقتل السياسي المحلي فالتر لوبكه مدى الخطورة التي يواجهها المسؤولون السياسيون على المستوى المحلي. فالكثير منهم يعيش باستمرار تحت ضغط التهديد وسيل الشتائم والسباب، أمر دفع بالرئيس الألماني للوقوف تضامنا معهم. (10.07.2019)

وشارك المتظاهرون في ثلاث فعاليات كبيرة مناهضة للمسيرة التي أعلن عنها الحزب الصغير "اليمين". وتم تطويق الموقع الذي ستقام فيه فعالية اليمينيين المتطرفين بالكامل، ولم يأت أي من المتظاهرين إلى المكان في الوقت المحدد للتظاهرة. وكان من المقرر أن تنطلق المسيرة اليمينية المتطرفة الساعة الثانية عشر ظهرا (بالتوقيت المحلي).

ودعا حزب "اليمين" إلى تنظيم المظاهرة احتجاجا على الاستغلال المزعوم للجريمة في إلصاق العنف والإرهاب بالتيار اليميني.

وحاولت مدينة كاسل حظر المظاهرة اليمينية المتطرفة، إلا أن المحكمة الإدارية بولاية هيسن رفضت الحظر.

يُذكر أن المسؤول الألماني المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، لوبكه، قُتل بطلق ناري في شرفة منزله بمدينة كاسل يوم 2 حزيران/ يونيو الماضي. ويرجح الادعاء العام وجود خلفيات يمينية متطرفة وراء الجريمة. وكان رجل ينتمي للتيار اليميني المتطرف يدعى شتيفان إي. اعترف بالجريمة، إلا أنه تراجع عن اعترافاته بعد ذلك لأسباب تكتيكية.

ومن المقرر أن تشهد مدينة هاله بشرق ألمانيا، اليوم السبت العديد من المظاهرات والفعاليات المناهضة لليمين المتطرف، وذلك ردا على خطط "حركة الهوية" اليمينية لتنظيم مظاهرة. تجدر الإشارة إلى أن هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) صنفت "حركة الهوية" مؤخرا على أنها هدف للمراقبة في إطار مكافحة التطرف اليميني.

بمساحتها البالغة نحو 220 كيلومترا مربعا وعدد سكانها البالغ نحو ربع مليون نسمة، تعد مدينة كيمنتس بعد مدينتي دريسدن ولايبزيغ الشهيرتين، ثالث أكبر مدن ولاية ساكسونيا بأقصى شرق وسط ألمانيا. وكانت واحدة من أهم مدن الصناعة في ألمانيا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

اسمها جاء من نهر كيمنتس الذي يمر بها، وبنهاية الحرب العالمية الثانية تدمر نحو 90 في المائة من قلب المدينة. ومن عام 1953 وحتى 1990 في فترة ما عرف بـ"ألمانيا الشرقية" تحول اسمها لـ"مدينة كارل ماركس"، على غرار ما كان الاتحاد السوفيتي السابق يفعله من إعادة لتسمية المدن مثل ستالينغراد (فولغوغراد حاليا) ولينينغراد (سانت بطرسبرغ).

كان برلمان كيمنتس من أوئل البرلمانات، التي سيطر عليها النازيون خلال حقبتهم، ما غير الوجه الثقافي للمدينة. وجرى اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم، وحرق معابدهم في "ليلة الكريستال". ومن لم يهرب منهم خارج كيمنتس تم ترحيله أو إرساله إلى مراكز الاعتقال.

بعد الحرب العالمية الثانية أصبح النفوذ السوفيتي واضحا في كيمنتس سواء من الناحية العسكرية أو المالية أو التعدين أو حتى الثقافة. وفي فترة الستينات كانت هناك حركة عمران كبرى. وفي السبعينات نالت شهرة في المسرح والرياضة مثل التزلج الفني على الجليد ورياضات الدرجات والسباحة ورفع الأثقال.

رغم آلاف الشركات التي أُنشئت في كيمنتس بعد الوحدة الألمانية منذ 1990 إلا أن ذلك لم يخف لسنوات طويلة ما يعانيه السكان من بطالة. غير أن نسبة البطالة بدأت في التحسن فوصلت إلى 13 في المائة عام 2013 لتصبح الآن أقل من 8 في المائة عام 2018.

مثل غيرها من مدن ولايات شرق ألمانيا وجد اليمين المتطرف نفسه في كيمنتس، رغم أن أعضاء حزب البديل الشعبوي والحزب القومي (النازيون الجدد) في برلمان المدينة هم أربعة فقط من بين 60 عضوا. غير أنه في ليلة السبت/ على الأحد (26 أغسطس/ آب 2018) ظهر اليمين المتطرف بقوة إثر مقتل رجل ألماني عمره 35 عاما، خلال احتفالات المدينة.

صدر أمر باعتقال اثنين مشتبه بهما في قتله، أحدهما سوري عمره 23 عاما، والآخر عراقي عمره 22 عاما، يفترض أنهما وجها للرجل الألماني عدة طعنات. وبعدما انتشر خبر مقتله وقعت مظاهرات بعد ظهر الإثنين في قلب مدينة كيمنتس، واحتشدت مجموعات من اليمين المتطرف حول تمثال كارل ماركس.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل