المحتوى الرئيسى

سائقو القطارات.. رجال في مهمة صعبة

07/16 04:40

لائحة جزاءات جديدة لتحقيق الانضباط تصل إلى المحاكمة التأديبية والفصل النهائي

رئيس الرابطة: اختبارات مفاجئة وتدريبات على التكنولوجيا ومدة العمل لا تتخطى 8 ساعات

عضو لجنة النقل والمواصلات في البرلمان: القطارات يجب أن يقودها مهندسون

قائد قطار: أجهزة أمان الجرارات لا تعمل بكفاءة

بحكم المسئولية والمخاطر، فإن قيادة قطار لا تقل أهمية وخطورة عن قيادة طائرة، وبالتالى فإن مهمة سائق أصغر قطار تعادل  مهمة قائد أكبر طائرة، فكلاهما مسئول عن أرواح مئات البشر، وعن وسيلة نقل بملايين الجنيهات.

وإذا كانت قيادة الطائرات، مهنة تخضع لشروط قاسية وتدريبات مكثفة قبل السماح بممارستها، فإن قيادة القطارات لا تزال مهنة "ترضى بقليله" فهى متاحة أمام كل من يجيد القراءة والكتابة!

ففى سكك حديد مصر حوالى «5» آلاف سائق أغلبهم من الحاصلين على الإعدادية ودبلومات المدارس الثانوية، وهذا الواقع الأليم سبب أغلبه كوارث القطارات، وهذا ما أشارت اليه بوضوح تحقيقات النيابة العامة فى حادث جرار محطة مصر، الذى وقع فى فبراير الماضى وتسبب فى قتل وإصابة العشرات.

وقبل أيام أصدر المستشار نبيل صادق النائب العام، بيانا بما انتهت اليه تحقيقات النيابة عن حادث قطار رمسيس مصر الذى وقع فى شهر فبراير الماضى، وأكدت التحقيقات أن أسباب الحادث ترتكز فى الأساس على سلوك بعض العاملين بهيئة سكك حديد مصر والذى اتسم بالإهمال الشديد وعدم الالتزام بالتعليمات وعدم الاكتراث لخطورة التعامل مع القاطرات التى يقودونها بالمخالفة لتعليمات التشغيل المقررة لهذه المعدات الثقيلة وما اتصل باستخدامها من أجهزة أخرى، فضلًا عن عدم قيام العاملين بالخدمات المساعدة لتشغيل القطارات بأداء مهامهم بما يتفق ومنظومة التشغيل الآمن للقطارات وهى المنظومة التى يقومون بالتحايل عليها بغية اختصار ساعات العمل المقررة، فضلا عن رغبتهم فى تغطية عدم حضور بعضهم الى العمل فى الوقت المحدد وقالت النيابة العامة تبين من تحقيقات سابقة، أن بعض العاملين غير المؤهلين يقومون بالعبث فى لوحة إليكترونية تسمى «لوحة الريدهات»، والتى تتحكم إليكترونيا فى حركة تحويل مسار القطارات وذلك بالمخالفة للتعليمات التى تمنع غير المؤهلين والمتخصصين من التعامل مع تلك اللوحة وهو ما أدى فى بعض الحالات إلى وقوع حوادث القطارات.

وبحسب مصطفى شكرى رئيس رابطة السائقين بالسكة الحديد فإن عدد السائقين والمساعدين بسكك حديد مصر يبلغ نحو «4» آلاف شخص، يعملون على حوالى «300» قطار وجرار لتسيير ما يقرب من «1000» رحلة يومياً.

 قال  «شكرى»  إنه ممنوع  قيادة جرار دون تصريح ومحظور تجاوز الإشارات والتعليمات المشددة تؤكد ضرورة الالتزام بالوقوف على المحطات المقررة، وممنوع أيضاً إبطاء تشغيل وحدات الديزل المختلفة أو إتلاف أجهزة الأمان الخاصة

وأضاف رئيس رابطة السائقين أن هناك العديد التعليمات لسائقي القطار، المحظور فعلها أثناء العمل والتى من الممكن أن تؤدى إلى  «كارثة»  تهدد حياة الركاب أو تعطل حركة القطارات أو الإضرار بمرفق السكة الحديد، وتم تشديد لائحة الجزاءات الجديدة التى أقرتها هيئة السكة الحديد مؤخرًا بهدف تحقيق الانضباط والسلامة والحفاظ على أرواح المواطنين فى تشغيل القطارات والتى تصل إلى الفصل النهائى والإحالة إلى المحاكمة التأديبية، وعلى رأسها تعاطى أى نوع من «المخدرات» أو وجوده فى موقع العمل وهو فى حالة سكر أو تحت تأثير مخدر ولذلك يتم إجراء كشف دورى وتحليل مخدرات لجميع السائقين، وأيضاً فصل أو تعطيل جهاز التحكم الآلى بالقطار «ايه تى سى»، أو زيادة سرعة القطارات عن السرعة المقررة.

وكشف «شكري» أن نظام التدريب لسائقى القطارات المطبق حالياً هو مدة تدريب السائقين الجدد تستمر لمدة ستة أشهر بعد نهاية مسابقة التعيين، ويشمل استلام السائق المستجد وتدريبه نظرياً على نماذج المحاكاة، والتدريب على التشغيل، وكهربة الإشارات ونظام التحكم والاتصالات والحاسب الآلى، أما فى حالة رسوب المتدرب المستجد فى الامتحان لمرتين، يتم فصله عن الهيئة، ويحصل المتدرب الناجح على درجة مساعد سائق قطار، ويتم ترقيته وخلال فترة التدريب يحصل المتدرب على الترقية من مساعد سائق إلى درجة «قائد» وفى حالة وجود جديد أو استحداث تكنولوجيا جديدة فى الجرارات أو نظم الإشارات يحصل السائق على كارت تدريبى يشير إلى أنه تجاوز التدريب بنجاح ولا يستطيع أن يقود قطارًا بدونه، هذا غير الاختبارات المفاجئة وتحليل المخدرات والكحول.

وأشار رئيس رابطة السائقين إلى أن  مدة عمل السائقين لا تتخطى الثمانى ساعات وتصل أحيانا إلى 12 ساعة فى أوقات الذروة، مضيفاَ أن جميع الجرارات وعربات القطارات تخضع إلى صيانة دورية، ولا يمكن السماح بخروج أى قطار للعمل من ورش الصيانة إلا بعد التأكد من سلامته الفنية، منوهاً بأن السكة الحديد تحتاج إلى تطوير شامل فى كافة جوانبها، من حيث تحديث نظم كهربة الإشارات ونظم الاتصالات ووحدة التحكم المركزى وتجديد

وطالب اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق جميع الوزراء بتفعيل الكشف الدورى على جميع الموظفين ومعرفة  متعاطى المخدرات وايقافه عن العمل فوراً، خاصة أن كل سائق يكون مسئولا عن أرواح آلاف المصريين.

وأكد محمد وهب الله، وكيل لجنة القوى العاملة بالبرلمان، ضرورة عدم  تشغيل سائقى القطار أكثر من ثماني ساعات فى اليوم، أو ثماني وأربعين ساعة فى الأسبوع، ولا تدخل فيها الفترات المخصصة لتناول الطعام والراحة، وأن تضاعف ساعات العمل مخالف لقانون العمل المصري.

وأوضح «وهب الله» أن تضاعف ساعات العمل يعود بالكوارث على المواطنين والعمال ايضاً.

وقال النائب محمد بدوى عضو لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن مؤهلات سائقى القطارات فى الغالب «دبلومات صناعية» ولا يستطيع تحمل مسئولية ارواح المواطنين، مؤكداً أن التكنولوجيا المتاحة الآن داخل القطارات الحديثة تحتاج إلى مؤهلات علمية حديثة ولهذا يجب ألا يقل مؤهل السائق عن  بكالوريوس هندسة  للقدرة على التعامل مع السستم الحديث والحفاظ على ارواح المواطنين.

وأضاف «بدوي» أن منظومة السكة الحديد أعادت الحياة لمعهد السكة الحديد وهو المعهد المسئول عن اكتساب الخبرات العلمية وتدريب السائقين لحصولهم على أعلى مستوى من الخبرة وتوفير خدمات متطورة للمواطن، موضحاً أن المخدرات التى كان يتناولها السائقون فى الفترات السابقة تم القضاء عليها بفضل اللجان المخصصة للكشف الشامل على الموظفين. 

قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسي، إن السائقين الذين يتناولون العقاقير المخدرة يتوهمون بأن المخدرات هى المصدر المساعد على استمرار العمل لفترات متضاعفة للبقاء على قيادة القطارات او سيارات النقل او الاتوبيسات.

وأكد «فرويز» أن 60% من حوادث القطارات والطرق بسبب تعاطى السائقين المخدرات.

وتابع «فرويز» أن الإهمال الذى يحدث من سائقى القطارات والاتوبيسات يسقط آلافا من المواطنين الأبرياء ضحايا، قائلاً: «إن تعاطى المخدرات له تداعيات  خطيرة أولها أن شخصية متعاطى المخدرات تصبح شخصية  سيكوباتية وهى التى تظهر على المدمن بالأفعال الطائشة والتطاول على الآخرين والضعف والهروب من تحمل المسئوليات إضافة إلى السلبية والاعتمادية والشعور بالعجز وعدم القدرة على تقديم المساعدة والاستخفاف بالقدرات الذاتية والشعور الدائم بالحاجة وعدم القدرة على تحمل الضغوط  والقلق والتوتر والاتكال على الآخرين والخوف الزائد من افتقاد الأمان.

ونصح «فرويز» بتطبيق الاختبارات الكودية على السائقين وتحديداً  سائقي القطارات للتأكد دوماً من تميزهم بالاتزان العقلى وتحمل مسئولية آلاف من أرواح المواطنين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل