المحتوى الرئيسى

السيدة أبل وميس بيكر.. ذكرى مرور 60 عاما على إرسال قردين للفضاء

05/26 14:49

هناك من وقت لآخر أصابع موز عند شاهد القبر الموجود قرب مدخل مركز الفضاء بمدينة هَنتسفيل، بولاية ألاباما، "وهناك في الغالب أصبع موز، أو اثنان"، بحسب ايد بوكبي، رئيس قسم سابق بالمركز، في تصريح لإذاعة NPR.

وقال بوكبي: "عندها نعرف أن شخصا قد جاء، شخصا ربما سمع عن القصة، وأراد ترك شيء للذكرى، كما يفعل أحدنا عندما يترك زهورا عند قبر إنسان".

ونص العبارة المحفورة في اللوحة التعريفية بصاحب القبر هو: "ميس بيكر، أنثى قرد السعدان السنجابي، أول حيوان أمريكي يصعد للفضاء ويعود حيا".

وجرى قبل 60 عاما، إطلاق بيكر مع أبل، أنثى قرد من فصيلة قردة المكاك الريسوسي، وبالتحديد يوم الثلاثاء الموافق 28 مايو عام 1959، من قبل وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، مع صاروخ "جوبيتر"، لمسافة نحو 580 كيلومترا في الفضاء.

وبعد رحلة في الفضاء استمرت 15 دقيقة، منها نحو تسع دقائق في حالة انعدام الجاذبية، انتشلت حية بالقرب من جزيرة أنتيجوا في البحر الكاريبي.

كانت بيكر و أبل أول حيوانين أرسلا للفضاء، وعاشا بعد الرحلة.

كانت مهمتهما اختبار آثار انعدام الجاذبية، بالنيابة عن البشرية، تلك الآثار التي لم تكن معلومة للإنسان تماما آنذاك.

وجاءت بيكر من دولة بيرو، وجُلبت لوكالة ناسا من أحد متاجر الحيوانات في ولاية فلوريدا، في حين كانت أبل قد ولدت في ولاية كانساس الأمريكية.

في اليوم المشهود، تم ربط القردين وكل منهما بحجم القطة تقريبا، في مقدمة الصاروخ، وتوصيلهما بالأسلاك، ثم أطلقا في الفضاء من محطة الفضاء الدولية كيب كانافيرال بولاية فلوريدا الأمريكية. ثم التقط زورق تابع لسلاح البحرية الأمريكية رائدي الفضاء القردين، من البحر وأبرق قائلا: "أبل وبيكر بخير، لا إصابات، أو غير ذلك من صعوبات".

كان من السهل جدا الإمساك بأنثى القرد بيكر، حسبما يتذكر قائد الزورق البحري، جوزيف جيون، فيما بعد، مضيفا: "كانت وكأنها دمية صغيرة، ولكن أبل كانت على العكس تماما، لم نستطع الاقتراب منها".

أصبحت القردتان اللتان لم يمسسهما سوء، نجمتين، ظهرتا في مؤتمرات صحفية، وعلى أغلفة المجلات.

وانتشى كثير من الباحثين المتخصصين في مجال الفضاء ، في حين أظهر ناشطو الحيوان استياء كبيرا.

قد ماتت أبل بعد بضعة أيام من عودتها من الفضاء، وذلك جراء التهاب بسبب أحد الحساسات التي زرعت تحت جلدها. لم تعش بعد الجراحة التي أجريت لها في إحدى المستشفيات.

ولا تزال جثة أبل المحنطة التي وضعت في متحف الفضاء بواشنطن، تستدعي حتى الآن رحلة الفضاء التاريخية، مثبتة في نفس الماسورة التي انطلقت فيها قبل 60 عاما للفضاء، في حين عاشت بيكر 25 سنة أخرى، بل دُعيت للبيت الأبيض، وتلقت مئات الخطابات من معجبين.

وماتت بيكر في عام 1984، عن 27 سنة، بسبب الإصابة بالفشل الكلوي.

شهد دفنها أكثر من 300 شخص.

كانت تجارب الحيوانات تلعب دورا محوريا جدا في بداية رحلات الفضاء، ولم يكن أبل و بيكر أول حيوانين يرسلا للفضاء، حيث كان الاتحاد السوفيتي قد أرسل الكلبة الهجين، لايكا،ولكنها ماتت بعد ساعات قليلة من إطلاقها.

وأرسل الاتحاد السوفيتي 29 كلبا إجمالا حتى عام 1962 لحدود الفضاء، ومات إضافة للايكا 17 كلبا آخر، تلتها قطط و فئران وحشرات وميكروبات ونباتات و سلاحف.

في هذه الأثناء أرسل الأمريكيون ذباب الفاكهة وقردة وفئران.

كما طار للفضاء أرانب و قناديل البحر وعناكب، ونجحت الأخيرة في نسج شبكات في الجاذبية المنعدمة.

واستضافت محطة الفضاء الدولية حيوانات كثيرة، منها ديدان وفراشات وضفادع.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل