المحتوى الرئيسى

مهرجانات واحتفاليات دينية وشعبية فى سلطنة عُمان تعكس التمسك بالتراث الحضارى نتيجة ثَراء وعمقَ معين مخزون الثقافةِ الإنسانية التراثية

05/24 22:30

فعاليات عمانية علمية واقتصادية مبتكرة وغير تقليدية فى رحاب شهر الصوم

تتواصل فى سلطنة عمان فعاليات ومهرجانات واحتفاليات دينية واقتصادية وثقافية وشعبية تعكس التمسك بالتراث الحضارى تعبيراً عن الجمع بين الأصالة والمعاصرة.

فى هذا الإطار أطلقت كلية الدراسات المصرفية والمالية فى سلطنة عُمان «مجلس المصرفية» لنشر المعرفة، ويشمل عقد سلسلة من الندوات والحلقات الحوارية التى تأخذ طابعا مختلفا وتناقش مواضيع متنوعة. ويهدف المجلس إلى نقل المعرفة وخلق حلقة تواصل مع المجتمع من خلال توفير وتطوير الخدمات التى تقدمها الجامعات للجمهور، من خلال إشراكهم فى برامج التوعية التى تقدمها فى شتى المجالات الاقتصادية والاستثمارية.

بدأ مجلس المصرفية أولى جلساته بتنظيم ندوة تحت عنوان: اقتصاديات رمضان، وهدفت إلى فتح باب النقاش فيما يتعلق بالاستهلاك الفردى والجماعى خلاله، والحديث عن الاستهلاك من النواحى السلوكية والدينية والاجتماعية، بمشاركة خبراء ومتحدثين متخصصين، وممثلين للهيئة العامة لحماية المستهلك. ناقشت الندوة عدداً من المحاور منها: تأثير دخل الفرد على أنماط الاستهلاك خلال الشهر الفضيل، ودرجة الوعى الدينى عند الأفراد وتأثير ذلك على ساعات العمل والإنتاجية فى رمضان، والوعى الفردى والمجتمعى للسلوكيات الاستهلاكية خلاله، إضافة إلى مجموعة من المحاور الفرعية تمثلت فى الحديث عن السلوك الاستهلاكى والتعاليم الإسلامية، والآثار والجوانب الاجتماعية لكل ذلك. قال الدكتور ناصر بن راشد المعولى عميد كلية الدراسات المصرفية والمالية فى سلطنة عُمان: تأتى مبادرة تأسيس المجلس كخطوة لخدمة المجتمع من خلال نشر المعرفة فى مجالات عامة ومتخصصة. ويشمل برنامج جلساته القادمة مجموعة ملفات مهمة بمشاركة متحدثين ذوى خبرة فى مجالاتهم، وقد ارتأت الكلية أن تطلق المبادرة تزامناً مع الشهر الفضيل للحديث عن موضوع يمس المجتمع ويلامس يومياته خلال شهر رمضان، وسيتبع ذلك جلسات وندوات

تشهد سلطنة عمان فعاليات متتابعة على مدار ايام وليالى العام تجمع ما بين الاهتمام بتجديد التراث وبين صور الحياة العصرية. فى هذا الاطار تضمنت خطة عمل النادى الثقافى خلال شهر رمضان تنظيم أمسية فى الإنشاد الصوفى ليمتزج التراث الإنشادى العمانى بقصائد كبار الشعراء، تضم الفرقة الرئيسية للإنشاد أربعة عشر عضواً، يقدمون مجموعة من الوصلات تسمو فى آفاق بعيدة وتتلمس الفضاء الروحى من خلال قصائد العديد من الشعراء الصوفيين من ذوى الشهر البارزة مثل أبومسلم البهلانى، وأبومنصور الحلاج، والسهروردى، وأحمد الرفاعى، وعبدالغنى النابلسى. تجدر الإشارة إلى أن الفرقة الرئيسية تأسست فى عام 2015 ولها العديد من المشاركات الناجحة خاصة فى المناسبات الدينية، آخرها المشاركة فى ليلة إنشادية أقيمت بدار الأوبرا السلطانية - مسقط. تضمن برنامج الامسية ست وصلات إنشادية من خلال قصائد الشعراء الصوفيين من بينهم العارف بالله أبومدين فى قصيدته الشهيرة «لما بَدا مِنكَ القَبولْ»التى يقول فى مطلعها: لما بَدا مِنكَ القَبولْ * أُخرِجتُ مِن سجنِ الأَسى

وزُجّ بى عَينَ الوصول وصرتُ بكَ مؤنَسا

ولستَ مِن قلبى تزول بين الصباحِ والمَسا

أنتَ المَحجة والدليل من ذا يُطيق عنكَ البِعاد

على الصعيد الاجتماعى من أشهر الفعاليات العمانية احتفاليات القرنقشوه التى تعد من العادات والتقاليد المبهجة، حيث يخرج الأطفال فى منتصف شهر رمضان المبارك، بعد الانتهاء من الإفطار وصلاة المغرب فى مجموعات منظمة مرددين عبارات شعبية معروفة لهذه العادة الجميلة.

من دلالات ذلك أن المجتمع

كما أن الحرصَ على إحياءِ مثل هذه العادات يُعزِّز فى نفوس أبناء الأجيال الجديدة روحَ الانتماء إلى الوطن الذى يعيشون على ترابه، ويمنحهم فرحة توارثتها الأجيال على مر عصور الزمن.

وتساهم هذه العادة فى تعزيز التواصل الاجتماعى، كما أنها تمكّن الأطفال من الاتصاف بصفات حميدة من خلال الخروج فى مجموعة وتعلمهم نظام العمل الجماعى، حيث يتصدر كل مجموعة قائد يوزع الأدوار بين بقية أفرادها بالتشاور والتنسيق معهم، كما يحدد مسارات الذهاب والعودة وفترات الاستراحة وغيرها من الأمور.

ويحتفل بـ«القرنقشوه» فى عدد من ولايات السلطنة وهو الاسم السائد للاحتفالية التى يسميها البعض «القرقيعان» وهو الاسم المستخدم أيضًا لدى شعوب بعض دول مجلس التعاون الخليجى التى تشارك السلطنة الاحتفاء بهذه العادة الرمضانية. قديما كانت الاحتفاليات تستمر حتى ما بعد منتصف الليل وقبيل السحور، فى حين تقتصر حاليًا على الفترة من الإفطار حتى التراويح. و«القرنقشوه» عادة ينتظرها الأطفال ويستعد لها الكبار حيث يتهيأون لها قبل قدومها بأيام، من خلال اختيار الملابس الجديدة.

وبعد الغروب يخرج الأطفال فى مجموعات لزيارة المنازل التى ينتظرهم عندها الكبار ليستقبلوهم بالحلويات والنقود والمكسرات ويساهمون فى رسم الابتسامات على جميع الوجوه.

وتختلف الهدايا المقدمة لهم وتتنوع فى الوقت الحالى لتتماشى مع تطور العصر ورغبات الأطفال ويتنافس كل منزل على تقديم الأفضل اليهم ليعودوا فى نهاية «القرنقشوه» إلى منازلهم وهم فى سعادة ويعرضون على أهلهم الهدايا التى حصلوا عليها فى فعالية رمضانية جميلة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل