المحتوى الرئيسى

بيزنس الخير.. البقاء للأغنى

05/23 20:33

جمعيات تتلقى تبرعات بالملايين وأخرى لا تجد الملاليم.. السر فى الإنفاق الإعلانى

كعادة كل عام، تتسع ظاهرة إعلانات التبرع فى رمضان، مستهدفة حث الجميع على «التبرع» لمشروعات خيرية، مساعدة الأسر الأكثر فقرًا أو المرضى.. جمعيات للطعام، مستشفيات للسرطان والقلب، مراكز علاج.. تشترى مئات الدقائق الإعلانية «مرتفعة الثمن»، وتتنافس على أفضل الأوقات بغالبية القنوات التلفزيونية والإذاعية أو عن طريق الصحف، لنشر رسائلهم التحفيزية، من أجل جمع أموال التبرعات أو الصدقات، رافعين شعار: «البقاء للأغنى»، بينما هناك مشروعات خيرية أخرى لا يعلم أحد عنها شيئًا ولا تتلقى أية تبرعات، لأنهم لا يستطيعون دفع تكلفة الإعلانات، التى تصل أحياناً إلى ملايين الجنيهات، فلجأوا إلى فكرة الإعلان الحى، والقائمة على توزيع الورق التعريفى بهم وبأنشطتهم على الأفراد فى الشوارع، ما يقلل من فرص وصول «يد الخير» إليهم.

رئيس لجنة الإفتاء السابق بالأزهر:

التكافل الاجتماعى فريضة.. لكنها ينقصها التنظيم

الشيخ على أبوالحسن، رئيس لجنة الإفتاء الأسبق بالأزهر الشريف، يؤكد أن الصدقات والخير فى رمضان لا غنى عنهما، وهى فرصة عظيمة للتزود من رصيد الصدقات، لما لها فضل وثواب عظيم، ولهذا تزداد التبرعات، نتيجة حب الجميع لمساعدة الفقراء والأرامل والأيتام والمسنين والمطلقات وأصحاب الأمراض المختلفة والحالات الطارئة وغير القادرين على الكسب وإدخال السعادة إلى قلوبهم، سواء بحضور المزكى بنفسه أو من ينوب عنه أو وكيله القانونى لتقديم الزكاة أو الصدقات فى إدارة الحسابات الخاصة بمشيخة الأزهر أو لجنة الزكاة بجامع الأزهر الشريف أو بزيارتهم فى دور الرعاية الاجتماعية أو العمل التطوعى لإطعام المساكين والمحتاجين أو دعوة الغير للإفطار أو المساعدات العينية للطلبة الفقراء والمغتربين ودفع مصروفاتهم الدراسية، والحرص على تفريج الكرب، والمشاركة فى كل أعمال البر والخير، وفضلها فى كثير من الآيات القرآنية، قال الله عز وجل: «من ذا الذى يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون»، وقوله تعالى: «وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير الرازقين»، وقوله سبحانه وتعالى: «فلما دخلوا عليه قالوا يا أيها العزيز مسّنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يجزى المتصدقين»، ويقول الله عز وجل: «يمحق الله الربا ويربى الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم»، وهناك حديث شريف لرسول الله: «إنما تنصرون وترزقون بالضعفاء والمساكين».

وأوضح -رئيس لجنة الإفتاء الأسبق- إعلانات التبرعات الخيرية، سواء فى التليفزيون أو فى الشارع، تعبر عن واقع ملموس ومرئى من الجميع، وهو بمثابة جرس الإنذار يذكرنا بالواجبات التى تفرضها المسئولية الاجتماعية على جميع المواطنين، لكنها بحاجة إلى تنظيم وإشراف كامل، حتى يتمكن المزكى من معرفة شروط وجوب الزكاة، وآلية دفعها، واستثمارها، وتحصيلها، وحسابها، وأنواعها،

وطالب -رئيس لجنة الإفتاء الأسبق- بدعم حملات التبرع والدعوة إلى الإكثار منها، لتحقيق التكافل والألفة والترابط الاجتماعى والعدالة الإنسانية، مع أهمية المحافظة على كرامة الأسر الأكثر فقراً، وأتمنى أن يتسابق الجميع فى أعمال الخير فى كل الأوقات التى تتضاعف فى شهر الخير.. شهر رمضان الكريم.

الحرب الإعلانية على التبرعات.. غير مستحبة

الدكتور محمود السقا، نائب رئيس حزب الوفد، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أوضح أن القانون المصرى سمح للجمعيات الخيرية بتلقى التبرعات من داخل الجمهورية من أشخاص طبيعيين أو اعتباريين، بشرط الحصول على تصريح مسبق، وإعداد حسابات دورية بـ«الوارد» و«الصادر» منها وإليها وفرض القانون عقوبات على مخالفة ذلك تبدأ بالحبس مدة لا تقل عن سنة، ولا تزيد على ٥ سنوات، وبغرامة من ٥٠ ألفاً إلى مليون جنيه.

وقال - أستاذ القانون - دفع الزكاة سبب لزيادة المال، وسبب لمضاعفة الثواب فى الآخرة، والزكاة هى الصدقة المفروضة، بقدر معلوم من المال، وهى إلزامية، وليست مساهمة خيرية، ولا تعتبر ضريبة، ويدفعها المزكى، أو من ينوبه للمستحقين، وقد آن الأوان أن يصدر الأزهر الشريف بيان لإيضاح طرق الزكاة أو التبرعات، ويحق للمتبرع تخصيصها للجهة أو الفئة التى يريد التبرع لها.. فالإنفاق فى السر يربى فى نفس المزكى الإخلاص لله - سبحانه تعالى - وحسن المراقبة له ويرجو ويأمل أن يتقبل منه.

مؤكدًا أن النداءات المتكررة بالتبرع، عبر الحرب الإعلانية الشرسة بين جهات معينة، هى مسألة «غير مستحبة» على الإطلاق.

مطلوب إعادة ترتيب العمل الخيرى

الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية قال هناك ضرورة لإعادة ترتيب العمل الخيرى والاجتماعى، وذلك من خلال التنسيق بين جميع المؤسسات والجهات المانحة للتبرعات وإدراجها - مع عمل قاعدة بيانات فى ٢٧ محافظة، للإشراف الكامل للدولة وإحكام الرقابة والمتابعة عليهم والاطلاع على ذممهم المالية أولاً بأول، بحيث يتم استبعاد من سبق إعانته، منعاً لإهدار أموال التبرعات والصدقات أو سوء التصرف فيها وتوجيهه لغير مستحقيها، مع أهمية توفير الإدارة الرشيدة والتأكد من إنفاق هذة الأموال على الأنشطة الخيرية أمام الرأى العام وقوانين الدولة، ما يسهم فى إضفاء مزيد من الشفافية والكفاءة فى العمل الخيرى والتطوعى، وتعظيم الاستفادة من هذة التبرعات ومنع التلاعب بها من قبل الجمعيات أو من قبل المحتاجين أنفسهم، ولا مانع من

وأضاف -أستاذ علم الاجتماع- لا بد من إيجاد آليات جديدة لتشجيع وتعزيز المبادرات المجتمعية والعمل التطوعى، لإحداث مزيد من التماسك للبنيان الاجتماعى، وحفظ كرامة المستحقين، إلى جانب المساهمة فى تمويل بناء أو تشغيل مراكز لرعاية الايتام وذوى الاحتياجات الخاصة والمسنين، وتقديم المساعدات النقدية أو العينية للأرامل والمرأة المعيلة والأسر الفقيرة وأشخاص بلا مأوى والغارمين والمسنين، وتقديم المنح الدراسية للطلاب غير القادرين، وتوفير اشتراكات فى مراكز شبابية ونوادٍ رياضية واجتماعية بالمجان.

لم نلجأ للإعلانات.. ونكتفى بالدور الخدمى

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل