المحتوى الرئيسى

الأمير ويليام لمسلمي نيوزيلاندا: الحب انتصر على الكراهية

04/26 10:05

قال الأمير البريطاني ويليام، دوق كامبريدج، للمجتمع المسلم في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية اليوم الجمعة(26 نيسان/ابريل 2019)، إنه يقف معهم "تقديرا لما علمتموه للعالم خلال الأسابيع الماضية". وتحدث الأمير ويليام لنحو 160 من الناجين في مسجد النور الذي فتح فيه مسلح النار قبل ستة أسابيع وقتل 42 من المصلين فيه.

إذا كانت اعتداءات أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة قد نثرت بذور الكراهية ضد المسلمين، فإن الهجوم الإرهابي على مسجدين في كرايستشيرش بنيوزيلندا يعد نقطة تحول في تاريخ نيوزيلندا والعالم، حسب رأي جمال فودة إمام مسجد النور. (30.03.2019)

شارك عشرات آلاف الأشخاص وممثّلون عن تسع وخمسين دولة في مراسم تكريم أُقيمت في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية لضحايا الاعتداء الذي استهدف مسجدين وخلّف خمسين قتيلاً. (29.03.2019)

وقال: "لقد تم التدبير لعمل عنف من أجل تغيير نيوزيلندا، لكن حزن أمة كشف عن ينابيع من التعاطف والرحمة والدفء والحب حقا". وأضاف: "لقد أظهرتم الطريقة التي يجب أن نرد بها على الكراهية، بالحب .. وأتمنى أن تتغلب قوى الحب دائما على قوى الكراهية".

وقال الأمير: "يجب هزيمة التطرف بكافة أشكاله". وتابع: "إن الرسالة من كرايستشيرش والرسالة من مسجدي النور ولينوود واضحة للغاية وهي: الأيديولوجية العالمية للكراهية ستفشل في تفريقنا".

كما أثنى الأمير وليام على رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن قائلا: "إن رئيسة وزرائكم أظهرت قيادة استثنائية تتسم بالتعاطف والعزم، ووضعت مثالا لنا جميعا". ووصل الأمير ويليام إلى نيوزيلندا يوم الخميس في زيارة تستغرق يومين لتكريم الناجين من الهجوم الإرهابي وأسر المتضررين منه.

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

كما زار ويليام مسجد لينوود، المسجد الثاني الذي استهدفه الهجوم، والتقى بمسلمين هناك.

وحضر الأمير البريطاني يوم الخميس، مراسم إحياء يوم أنزاك في أوكلاند وقام بزيارة إلى مستشفى للأطفال حيث يخضع طفل عمره خمس سنوات للعلاج من إصابات تعرض لها أثناء الهجوم على المسجدين، قبل أن يتوجه إلى كرايستشيرش للاجتماع مع مسعفين.

وصباح اليوم الجمعة زار الأمير مستشفى كرايستشيرش في ظل إجراءات أمنية مشددة حيث لا يزال العديد من ضحايا إطلاق النار يعالجون هناك.

وأسفر الهجوم على مسجدين في كرايستشيرش عن مقتل 50 شخصا.

لطالما افتخرت نيوزيلندا بالأمن وقلة عدد الجرائم، إذ لم يسجل في عام 2017 سوى 48 جريمة حسب الشرطة، التي لا يحمل أفرادها عادة أسلحة أثناء خدمتهم. ويأتي البلد ثانياً بعد آيسلندا في مؤشر السلام العالمي. لكن في 36 دقيقة فقط من بعد ظهر الجمعة (15 آذار/مارس 2019)، قتل إرهابي عنصري 49 مسلماً في مسجدين في كرايست تشيرش، وهو رقم أكبر من ضحايا كافة حوادث القتل المسجلة العام الفائت.

تعود بدايات حركة هجرة المسلمين إلى نيوزيلندا إلى نهايات القرن التاسع عشر. وفي النصف الأول من القرن العشرين فرّ إلى البلد مسلمون من طغيان النظم الشمولية في ألبانيا ويوغسلافيا السابقة ودول أخرى. وبعد ذلك جاءت موجة هجرة كبيرة من جزر فيجي في تسعينات القرن العشرين.

تبلغ نسبة المسلمين في نيوزيلندا حوالي 1% من مجموع عدد السكان البالغ 5 ملايين نسمة. وينحدر حوالي نصفهم من شبه القارة الهندية ومن الشرق الأوسط. ويتمركز المسلمون في مناطق ومدن أهمها أوكلاند وكريست تشيرش. وبنى المسلمون أول مسجد في سبعينات القرن العشرين في مدينة أوكلاند.

البلد مقصد للمهاجرين الباحثين عن عمل وفرص النجاح من كل أصقاع العالم. وحسب السلطات الرسمية كانت الغالبية العظمى من مهاجري 2018 من الصين والهند وبريطانيا وأستراليا والفلبين. يصف المهاجرون نيوزيلندا بأنها بلد "منفتح وودي" تجاههم. في المقابل هناك تقارير عن حوادث عنصرية وأخرى معادية للمهاجرين تحدث بين الفينة والأخرى، لكنها لا تلفت انتباه وسائل الإعلام لأنها لا تمثل التيار السائد في البلاد.

في السنوات الأخيرة بدأ الكلام عن "معاداة" ما للمسلمين في البلد. ففي 2015 أورد تقرير لصحيفة New Zealand Herald أن المسلمين يجدون صعوبة في الحصول على عمل، على الرغم من أنهم أكثر تأهيلاً مهنياُ وأكاديمياً من المجموعات الدينية الأخرى. دراسة لجامعة فيكتوريا النيوزيلندية كشفت أن المهاجرين من دول مسلمة كباكستان وإندونيسيا يتعرضون للرفض من السكان الأصليين أكثر من الصينيين أو الفلبينيين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل