المحتوى الرئيسى

فيديو| مدارس أمام مسارات القطارات.. تلاميذ "القناوية" يغامرون بأرواحهم من أجل العلم | قنا البلد

04/18 12:26

في مشهد يتكرر صباح كل يوم، يَعبر تلاميذ مدرستي الصحوة الابتدائية المشتركة، والشهيد محمد إسماعيل خلف للتعليم الأساسي، شريط القطار الذي يشق قريتهم “القناوية” بمركز قنا، بوجه تعلوه الضحكات والابتسامات، لكنهم لا يدركون الخطر الذي يحدق إليهم من أحد القطارات القادمة جنوبا أو شمالا.

ويشكو أهالي قرية القناوية من الخطر الذي يحيط بهم وأطفالهم، لحظة مرور القطار على شريط السكة الحديد بدون مزلقان، تزامنًا مع عبورهم إلى الجهة الأخرى، والذي يتمثل في أخذ الشريط انحناء بزاوية، ما لا يمكن للمارة رؤيته إلا لحظة مجيئه، خاصة أن بعض القطارات لا تصدر صافرة للتحذير عن بعد.

ويشير الأهالي إلى أن هذا الوضع ينذر بحدوث العديد من الحوادث لهؤلاء الطلاب والمارة، حيث منذ سنوات توفى عدد من أهالي القرية تحت عجلات القطار “لم يتسن الحصول على إحصائية دقيقة”، لعدم إطلاق القطار صافرة على الأقل تنذر بقدومه، إضافة إلى عدم وجود أفراد أمن أو حراسة، فضلا عن وجود كوبري مشاة ذو سور منخفض ينذر هو أيضا بحدوث كوارث للتلاميذ، عبر سقوطهم في مياه الترعة الواقعة بين شريط السكة والطريق السريع، ما قد يؤدي إلى غرقهم.

“حلق حوش على الطلبة من أول الصبح لآخر النهار، والحامي هو الله”.. بهذه الكلمات بدأ رفاعي عبد العالي الضوي، مدير مدرسة الصحوة الابتدائية المشتركة بقرية القناوية، موضحا أن التلاميذ أعضاء هيئة التدريس في خطر من كل جهة سواء خط السكة الحديد، أو كوبري عبور المشاة، لانخفاض طول السور المطل على الترعة، بالإضافة إلى طريق “مصر – أسوان” السريع.

ويقترح مدير المدرسة الابتدائية، بأن يتم إنشاء كوبري علوي أو مزلقان حفاظا على أرواح هؤلاء التلاميذ والمدرسين والمارة، حتى لا يصدمه قطار على شريط السكة أو سيارة على الطريق السريع، حتى الغرق إذا وقع في الترعة من السور المنخفض.

عبد الناصر محمود، مدير مدرسة الشهيد محمد إسماعيل خلف “القناوية للتعليم الأساسي سابقا”، يشير إلى أنه خاطب وزارة الداخلية من خلال مديرية التربية والتعليم، لوضع أفراد أمن على الأقل لمراقبة الأطفال، وتمريرهم من خط السكة الحديد بأمان، وبالفعل وافقوا ولكن بشرط أن يأخذوا مرتباتهم من العاملين بالمدرسة من أعضاء هيئة تدريس، والذي رفضه المدرسون، لتدني مرتباتهم.

محمود يضيف أنه أرسل مذكرة للتربية والتعليم لوضع حد لهذا الخطر لعمل كوبري منذ عام 2008 وكذلك بعد ثورة 25 يناير 2011، حتى أرسلت لهم ميزانية منذ 5 أشهر إلى الوحدة المحلية، وبعد أن بشرهم رئيس الوحدة المحلية بذلك، وصل إخطار آخر يفيد بأن الميزانية لا تكفي.

مقترح آخر قدمه محمد أحمد رفاعي، معلم علوم بمدرسة الصحوة، يقضي بإنشاء كوبري يربط بين نجع الفقرة وعزبة عرنوس، أو حتى مزلقان له أبواب تغلق عند قدوم القطارات، مشيرا إلى أنه عند توجيه مذكرة للسكة الحديد لطلب عمل مزلقان، كان ردهم وجود مزلقان على بعد كيلو من المدرسة ولا يسمح بإقامة مزلقان آخر لأن المسافة قصيرة، وغير موافية للشروط.

صفاء فرج، أخصائية بمدرسة الصحوة الابتدائية المشتركة، توضح أن خط السكة الحديد يأخذ زاوية، مما يجعلهم لا يرون قدوم القطار، كما أن القطار لا يعطي صافرة عن بعد، ونتفاجأ بقدومه، كما أن أولياء الأمور يضطرون للقدوم في وقت الذهاب والإياب، لأخذ أبنائهم خوفا عليهم من أن يدهسهم القطار في طريقه.

ويرى عبد الحميد محمود، على المعاش وأحد أهالي القرية، والذي يقطن بالقرب من مدرستي الصحوة الابتدائية المشتركة، والشهيد محمد إسماعيل خلف للتعليم الأساسي” القناوية سابقا”، أن السكة الحديد تمثل خطورة على طلاب المدرستين، وكذلك أعضاء هيئة التدريس، متسائلا: “ماذا تنتظر الجهات المعنية كي تتحرك؟ هل ينتظرون وقوع الكارثة وموت 20 أو 30 طالبا لحل الكارثة؟”.

ويؤكد محمود أنه وأهالي القرية على أتم الاستعداد لعمل مزلقان أو كوبري بالجهود الذاتية، مقابل حماية أرواح هؤلاء الصغار وأيضا الكبار، من خطر الموت دهسا تحت عجلات القطار.

ويعقب أيمن عبدالله، 40 سنة، وأحد أهالي القرية، قائلا إنه منذ سنوات تعرض العديد من الأهالي والطلاب إلى حوادث، عند مرورهم خط السكة الحديد، لعدم انتباههم من وصول القطار، وإن لم تحل المشكلة ستستمر حالة فقدان أرواح ليس لها ذنب سوى إهمال من المسؤولين، موضحا أنه منذ أيام كان القطار سيدهس 20 طفلا، لولا أنه لحقهم لإبعادهم قبل مروره بلحظات.

وفي أول تحرك من الدولة لإزالة الخطر عن التلاميذ والمارة، يشير محمد محمود إبراهيم، رئيس الوحدة المحلية لقرية القناوية، إلى أن وزارة النقل أرسلت خطابا للوحدة المحلية بإدراج إنشاء كوبري علوي مدرج في الخطة، وذلك بعد أن تقدم الأهالي بالعديد من الشكاوى والمذكرات للجهات المعنية، بالإضافة إلى صدور قرار بغلق كوبري القدم المدرج على طريق المدارس.

ويضيف: “تبلغت الأهالي أن تسير على مزلقان يبعد عن المدرسة 500 متر، حفاظا على أرواح التلاميذ”، موضحا أن الأهالي هم من يختارون الطريق الأسهل ويعرضون أنفسهم وأولادهم للخطر.

محمد سعيد الدويك، عضو مجلس النواب عن دائرة قنا، بدوره يقول إن الهيئة العامة للطرق والكباري اعتمدت إنشاء كوبري مشاة علوي لقرية القناوية أمام نجع الفقرة بتكلفة 8 ملايين جنيه، حفاظا على أرواح التلاميذ والأهالي من خط السكة الحديد والطريق السريع “مصر – أسوان”.

لكن الدويك يشير إلى أنه رغم إدراجه في الخطة الاستثمارية الجديدة لمحافظة قنا، لكن العمل في إنشائه قد يبدأ في نهاية العام الجاري أو بداية السنة المالية الجديدة في شهر يوليو المقبل، ويتم تقسيم العمل به على مدار 3 سنوات لتقسيم الميزانية، على أن يتم اعتماد جزء من الميزانية كل عام.

يمكنكم الاشتراك في خدمة WhatsApp من خلال إرسال رسالة على رقم : 01275665228 لتصل لكم أخبارنا

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل