المحتوى الرئيسى

«آخر صنايعية القبقاب»: صحى ويحمى من الروماتويد وبـ15 جنيهاً

04/18 11:48

«قطعة خشبية يعلوها شريط من الكاوتشوك المطاط، اشتهر استخدامها فى القرون الماضية، لكن الموضة التى تستخدم القماش والبلاستيك والفيبر، جارت عليه»، إنه «القبقاب الخشبى»، الذى يعتبره صانعوه صحياً، رغم تراجعه أمام الأحذية الحديثة، حتى وصل الأمر إلى أن مهنته كحرفة يدوية تعانى «الاندثار».

نور عبدالقادر، رجل تخطى الستين من عمره، ورث المهنة عن والده بعد أن جرب السفر إلى إيطاليا لكن الأمر لم يعجبه، فقرر العودة خوفاً من أن تغويه الطرق الأخرى والملذات فى الغرب، عاد وقرر أن تصبح صناعة وتجارة القباب هى حياته منذ أكثر من 30 عاماً: «أنا معايا دبلوم معهد سكرتارية ودى شغلة والدى ومش بعرف صنعة تانية».

قلة الشراء والطلب جعل عدد العاملين فى صناعة القبقاب يقلون حتى تراجع العدد إلى اثنين فقط فى القاهرة، ما يجعل «عبدالقادر» يشعر بأن الصناعة قاربت على الاندثار، وقال لـ«الوطن»: «زمان كان فيه أشكال ومقاسات أطفال وبنات وللعروسة وللرجالة وكنا بنعمله بكعب وحاجات تانية، لكن دلوقتى بقى هو نفس القالب وفورمة واحدة لأن معظم اللى بيشتريه للجوامع وقليل إن حد يشتريه للبيت».

ويحكى «عبدالقادر» لـ«الوطن» أن القباب يحمى من الإصابة بالروماتويد وعازل للكهرباء ولأن سُمكه يصل إلى 2 سم فإنه يحمى من الرطوبة وأعلى سعر يمكن أن يصل إليه هو خمسة عشر جنيهاً: «نفسى حد يتعلم مننا ويكمل المسيرة لأن الشبشب البلاستيك بديل مش صحى وبيفضل فيه ميّه من الوضوء وكده بيعمل روايح مش حلوة، والقبقاب بيشرب الميّه ويخلى رجلينا ناشفة.. بنشتغل لوجه الله».

رجب وشعبان ورمضان هى مواسم الرواج فى بيع القباقيب، وفقاً لـعبدالعظيم محمد، 67 سنة، ويعمل فى صناعة القباقيب منذ رُبع قرن، بجانب عمل جلود الأحذية «لقينا الناس بتدور على القباقيب فقلت أعملها، لكن مع الوقت رجع الطلب يقل عليها.. ولأن مفيش غيرنا الناس بيتجى من المحافظات يشتروه لأن البلاستيك ممكن يزحلق اللى لابسه».

«أخشاب الصفصاف أو الفيجاس والمانجة أو خشب التوت يحضرها «عبدالعظيم» ويذهب بها إلى ورشة تقطيع مجاورة حتى يحصل على قوالب خشبية يقوم بتقليمها فيما بعد ثم يقوم بحياكة شريط من إطارات السيارات المستخدمة ليتكون فى النهاية «القبقاب»: «وصحابى فى الورشة بيقطعوه بشكل ودى علشان جيران، إنما ده مش مربح ليهم فممكن يرفضوا».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل