المحتوى الرئيسى

مخبول تركيا.. «نيويورك تايمز» تفضح خطط أردوغان لهدم ميدان «تقسيم» انتقامًا من الثورة

03/24 21:20

كشف تقرير، نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عن خطط الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، لتغيير تصميم ميدان «تقسيم» بمدينة إسطنبول، لمحو ما يحمله الميدان من رمزية علمانية وثورية.

يرتبط ميدان «تقسيم» بذكريات كثيرة مع الشعب التركى، إذ يحتوى على النصب التذكارى الذى تم بناؤه لإحياء ذكرى تأسيس الجمهورية التركية عام ١٩٢٣، كما يشهد الاحتفال بذكرى حرب الاستقلال، وذكرى وفاة قائد الحركة التركية الوطنية، مصطفى كمال أتاتورك، واحتفالات رأس السنة، والأحداث الرياضية المهمة، ويحمل أيضًا قيمة ثقافية، فيوجد به مركز أتاتورك الثقافى، ودار الأوبرا، ووسائل المواصلات المهمة.

ويضم الميدان كذلك حديقة «جيزى»، التى أصبحت رمزًا لكسر جبروت «أردوغان»، فى عام ٢٠١٣، بعد أن كانت مسرحًا لأكبر احتجاجات شعبية ضده، منذ توليه الحكم.

ووفقًا لـ«نيويورك تايمز»، بدأت الاحتجاجات باعتصام صغير فى حديقة «جيزى»، اعتراضًا على محاولى تدمير إحدى المساحات الخضراء القليلة المتبقية فى إسطنبول، لإفساح الطريق أمام إنشاء مركز للتسوق، وسرعان ما انتشرت الاحتجاجات فى جميع أنحاء البلاد، بعد أن فرقت الشرطة المتظاهرين بعنف، وقُتل ١١ شخصًا، وأصيب أكثر من ٨ آلاف فى أعمال العنف التى تلت ذلك.

وفى أعقاب الاحتجاجات، أعد «أردوغان» خططًا لبناء مسجد فى الميدان، وأمر بهدم مركز أتاتورك الثقافى، وهو مبنى عصرى مشهور يمثل إحدى المؤسسات المفضلة فى المدينة، وفقًا للصحيفة.

وقال مدير برنامج الأبحاث التركية فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، سونر كابتاى، إن «أردوغان» ينوى تغيير طبوغرافيا وتصميم الساحة تمامًا، فى إشارة إلى المسجد الجديد، مضيفًا: «إن الميدان رمز يذكّر الأتراك بديكتاتورية أردوغان على جمهورية تركيا».

ووفقًا لـ«كابتاى»، فإن أردوغان يريد إعادة تشكيل ميدان «تقسيم» لأنه المكان الذى شهد احتجاجات ضده.

وقالت مديرة مركز التضامن بتقسيم، موسيلا يابيسى، إن «تقسيم» رمز للتقدم والعمل والحداثة، وكشفت عن أن المسجد الذى يشيده أردوغان مجرد ستار، حيث إن هدف الحكومة هو خصخصة الساحة من خلال تنفيذ مشروع أردوغان التجارى الأصلى.

وأشارت «نيويورك تايمز»، فى تقريرها تحت عنوان «هدم إسطنبول»، إلى أنه «بينما كان يبنى المسجد تم هدم مركز أتاتورك، ودار الأوبرا»، مضيفة أن أردوغان يريد أن يقضى على آثار أتاتورك بطريقة تعلن عن العقيدة الإخوانية لأردوغان، وتمجيد ماضى الدولة العثمانية.

وكان قد تم إحباط خطة سابقة دعّمها «أردوغان» عندما كان عمدة مدينة إسطنبول، بسبب التدخل العسكرى فى عام ١٩٩٧، الذى أطاح بالحكومة الإسلامية فى أنقرة، والآن، مع وجود الكثير من السلطة فى يد «أردوغان»، أصبحت خطته لإعادة تشكيل الساحة، وفقًا لرؤيته، حقيقة واقعة، فهو يريد تشكيلها على هواه كما يقول الخبراء.

ووفقًا للتقرير، فإن المناطق المحيطة بميدان «تقسيم» كانت مأهولة بالسكان غير المسلمين، من الإغريق والأرمن واليهود، ولا تزال كنيسة أرثوذكسية تقف فى الركن الجنوبى، وكانت حديقة «جيزى» مقبرة أرمينية ذات يوم، ولكن تحت ظل جمهورية أتاتورك، أصبحت الساحة مركز إسطنبول الحديثة.

وحاورت الصحيفة بعض الأتراك الجالسين بالميدان، وقالت سافيم إيزبيلر، ٧٠ عامًا، وهى جالسة على مقعد فى الساحة بينما كانت تنتظر صديقة: «كان الأشخاص يرتدون ملابس رائعة وراقية للذهاب إلى الساحة فى الماضى، وكنا نرتدى بدلات، كنا نرى فنانين مشهورين ومحلات جميلة».

وقالت جولزاد يورجون، التى تبيع الأزهار فى الساحة منذ ٤٣ عامًا: «كان هناك ترام وحافلات كهربائية، ومقصورات لبيع المواد الغذائية، كان التصميم القديم للميدان أكثر جمالًا».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل