المحتوى الرئيسى

بريد الوطن| يجب تحرير الأديان من خاطفيها

03/24 10:42

الأديان لم تكن أبداً بريداً للحروب، أو باعثة لمشاعر الكراهية والعداء والتعصب أو مثيرة للعنف وإراقة الدماء، فهذه المآسى حصيلة الانحراف عن التعاليم الدينية، ونتيجة استغلال الأديان فى السياسة، وكذا تأويلات طائفة من رجال الدين فى بعض المراحل التاريخية، من أجل تحقيق أهداف سياسية واقتصادية ودنيوية ضيقة، إن الإرهاب البغيض الذى يهدد أمن الناس فى العالم، ويلاحقهم بالفزع والرعب، ليس نتاجاً للدين، حتى وإن رفع الإرهابيون لافتاته، ولبسوا شاراته، بل هو نتيجة الفهم الخاطئ لنصوص الأديان، الله الذى خلق الكون والذى خلق البشر أجمعين لم يفرق بين البشر، لأنهم خليقته، وصنع يديه، أما نحن الذين وضعنا التفرقة العنصرية بالتطرف الفكرى البشرى المحدود، إذا كان فى الشكل والدين وغيره، كيف تؤمنون بالله الذى أبدع وتفنن فى خليقته البشرية، وتقولون إن قتل إنسان لأخيه الإنسان من شرع الله؟ هل الله يخلق ويريد أن يدمر؟! الله لم يخلق الناس ليقتلوا أو يتقاتلوا أو يعذبوا أو يضيق عليهم فى حياتهم أو معاشهم، وإنه عز وجل فى غنى عمن يدافع عنه، أو يرهب الآخرين باسمه، وهذا يتطلب جهوداً مكثفة لتجفيف منابعه وتمويله وحظر منصاته الإعلامية، وكان المفكر الإسلامى خالد محمد خالد، على وعى بتلك الحقيقة فكتب «وجد الوطن فى التاريخ قبل الدين، وكل ولاء للدين لا يسبقه ولاء للوطن، فهو ولاء زائف»، يجب إعادة النظر فى كل شىء حتى ينتشر الدين الوسطى، ويكون الدين سمحاً ليس فيه أذى ولا إرهاب، ولكن أين الشجعان؟!!

                                             سامح لطفى هابيل - محام بالنقض

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل