المحتوى الرئيسى

العثماني: واهم من يعتقد أن الارتقاء باللغة العربية بالمغرب يحل بقرار فوقي

03/16 04:04

الرباط: قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن من يرى أن الارتقاء بمكانة اللغة العربية سيتم بفضل قرار فوقي، هو شخص واهم، لأن الأمر يهم أساسا وجود ديناميكية، وجهود متضافرة بانخراط كل من المواطن والمجتمع المدني.

و أفاد العثماني، في كلمة ألقاها، بمناسبة افتتاح المؤتمر الوطني السادس للغة العربية، مساء الجمعة، بالرباط، أن اللغة العربية لم تحظ بالمكانة التي تستحقها، خاصة أن توظيفها في بعض الإدارات لا يزال ضعيفا.

و أشار إلى إصداره لمذكرة سابقة تفرض استخدام اللغة العربية في المراسلات الرسمية، لكن تنزيلها على أرض الواقع يحتاج لعمل مستمر.

و قال العثماني:"أنا الأمازيغي القح، الذي لم يكن ينطق بكلمة باللغة العربية، إلا حفظا لآيات قرآنية وحكم وأمثال، من المناضلين لدعم استعمالها إلى جانب الأمازيغية، وهو ما يستوجب دعما مهنيا في مستوى خبرات حقيقية".

من جهته،  ذكر الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني والناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، أن أي تصور لصيانة السيادة الوطنية بالمغرب لا يمكن أن يتم دون سياسة لغوية قائمة على مرتكزات الدستور، في ظل مجتمع مدني فاعل ورقيب.

من جهته، اعتبر رئيس الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، فؤاد بوعلي، أن القرار بشأن الحسم في لغات التدريس لا يزال مترنحا، تتقاذفه التجاذبات، مما جعل الوزارة الوصية على القطاع تتخذ بعدا آخر، تحاول من خلاله فرض اللغة الفرنسية على أبناء المغاربة، دون انتظار مناقشة المؤسسات التعليمية حول القانون الإطار.

و قال بوعلي:"قضية لغة التدريس ليست إيديولوجية بل وجودية، انطلاقا من دراسات علمية، بحيث لا يمكن القفز على هذه القضية المحورية، من أجل رغبات ذاتية، فأي تنزيل سليم لفصول الدستور لا يمكن أن يتم إلا داخل توافق وطني، وقضية اللغة هي قضية مجتمع وليست مؤسسات فقط".

و أفاد أن مسألة الهوية غير قابلة للمساومة والتفاوض وإلا انتفت الحاجة للنص الدستوري، فالتوافق لا يرتبط بالأغلبية التي يمكنها أن تمرر قانونا لكنها لا يمكن أن تضمن استمراريته.

و قال رئيس الائتلاف:"يتصارعون في أروقة المنتديات والمؤسسات لكنهم يغفلون أن اللغة تشكل أكبر أداة تواصل، بل عنوانا على وجود هذا الوطن، وبالتالي فحمايتها من خطر التهميش والتحقير جزء من حماية مشتركنا الوطني".

و شبه الأكاديمي و الكاتب واللغوي المغربي، عبد العالي الودغيري، قصة اللغة العربية منذ استقلال المغرب إلى اليوم، بالأسطورة اليونانية المعروفة" سيزيف"، حيث لا يزال موضوعها مطروحا للنقاش، دون وجود رؤية محددة للارتقاء بمكانتها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل