المحتوى الرئيسى

أمريكا تعدل خطة سحب قواتها من سوريا وستبقي مئات الجنود مع حلفائها

02/22 23:14

قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية اليوم الجمعة (22 شباط/ فبراير 2019) إن الولايات المتحدة ستترك في المجمل 400 جندي في سوريا على أن يتم تقسيمهم على منطقة آمنة يجري التفاوض عليها في شمال شرق البلاد وقاعدة للجيش الأمريكي في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن. وأضاف المسؤول للصحفيين أن المئتين في شمال شرق سوريا سيكونون في إطار التزام بنحو 800 إلى 1500 جندي من الحلفاء الأوربيين لإقامة المنطقة الآمنة ومراقبتها.

طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدول الأوروبية باستعادة مواطنيها الذين انضموا إلى تنظيم "داعش" وأسرتهم القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في سوريا والعراق ، محذرا من مغبة إطلاق سراحهم وعودتهم إلى دولهم سرا. (17.02.2019)

في تحد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دفع مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون بتشريع رمزي إلى حد بعيد يعارض خططه لأي سحب فوري للقوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان. وأقر المجلس بالتقدم في مواجهة تنظيمي داعش والقاعدة. (01.02.2019)

من جانبه، أعلن سناتور أمريكي نافذ اليوم الجمعة أن خطة الرئيس دونالد ترامب المتعلقة بالانسحاب من سوريا تهدف إلى الدفع باتجاه نشر ما يصل إلى ألف جندي أوروبي في ذلك البلد. وكان البيت الابيض قد أعلن في ساعة متأخرة أمس الخميس أن الجيش الأمريكي سيبقي نحو مئتي جندي في سوريا في مهمة "لحفظ السلام" لفترة زمنية، وذلك في تراجع لافت عن خطة ترامب القاضية بسحب جميع الجنود الذين يتجاوز عددهم ألفي جندي بحلول 30 نيسان/ أبريل. وأمضى السناتور ليندسي غراهام الأسابيع الأخيرة يدعو ترامب علنا لتعديل خطة الانسحاب.

وفي حديث لشبكة فوكس نيوز، قال غراهام إن الجنود المئتين المتبقين سيحفزون الحلفاء الأوروبيين على نشر عدد أكبر" من القوات. وقال غراهام إن الجنود "الـ 200 سيجتذبون ربما ألف أوروبي". وأضاف بأن "آلاف الأوروبيين قتلوا على أيدي مقاتلين (من تنظيم الدولة الإسلامية) جاؤوا من سوريا إلى أوروبا. الآن يقع العبء على أوروبا. 80 بالمئة من العملية يجب أن تكون أوروبية، و20 بالمئة ربما نحن".

إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

يشار إلى أن تصريحات غراهام عن مقتل "آلاف" الأوروبيين بأيدي تنظيم الدولة الإسلامية مبالغ فيها إلى درجة كبيرة. فبحسب مجموعات رصد مختلفة، قتل أقل بكثير من ألف شخص في هجمات نفذها إسلاميون من مختلف الأصول في أوروبا منذ عام 2014.

وقال غرهام إنه يتحدث إلى ترامب "باستمرار" بشأن الانسحاب وأقنعه بضرورة إقامة منطقة عازلة لحماية القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة من هجوم تركي محتمل. وأكد غراهام أنه قال لترامب "لا تريد إنهاء حرب وبدء أخرى".

على صعيد متصل قال مسؤول عسكري أمريكي رفيع المستوى إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن حجم القوات الأمريكية في شمال سوريا وذلك لأن المحادثات مستمرة بين أمريكا والحلفاء الأوروبيين حول القوات التي سيلتزمون بوجودها في المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا. وتابع المسؤول الأمريكي أن القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا ستكون جزءا من مجموعة تتراوح بين 800 و1500 جندي من دول أوروبية حليفة لتشكل بذلك القوة الدولية لحفظ السلام من جانب ولحماية المنطقة من هجمات لداعش في المستقبل من جانب آخر. كما سيكون وجود القوة الدولية هذه بمثابة حاجز عسكري لمنع تركيا من شن هجوم عسكري على القوات الكردية في المنطقة وحماية أكراد سوريا، حلفاء الغرب في محاربة داعش.

في غضون ذلك، قال الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة اليوم الجمعة إنه يثق في أن حلفاء بلاده يتحملون مسؤولياتهم في سوريا بعد أن أعلنت واشنطن إنها ستُبقي على مئات من الجنود هناك. وأضاف دانفورد "لا تغيير في الحملة الرئيسية (في سوريا) لكن جرى تعديل الموارد بسبب تغير التهديد".

أثارت صور نشرت لجنود أمريكيين يضعون شعار قوات وحدات حماية الشعب الكردية حفيظة تركيا. حيث ظهرت صور لجنود أميريكيين جنبا إلى جنب مع جنود تابعين لتلك الوحدات في منطقة شمال الرقة حيث بدأ الهجوم على معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة.

وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي (الجمعة 27 مايو/ أيار 2016) إنه "من غير المقبول" أن يضع جنود أمريكيون شعار الوحدات على ملابسهم. واتهم الوزير التركي الولايات المتحدة بأنها "تكيل بمكيالين"؛ لرفضها اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية.

وحدات حماية الشعب الكردية هي أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية. وقوات سوريا الديمقراطية عبارة عن تحالف فصائل كردية وأخرى عربية. وقد بدأت هجوما شمال الرقة الثلاثاء (24 مايو/ أيار) غداة إعلان السلطات العراقية إطلاق عملية "تحرير" الفلوجة من أيدي مقاتلي "تنظيم داعش"، المتمدد بين سوريا والعراق.

وتدعم الولايات المتحدة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" في معركتها مع التنظيم المتطرف. وبإسناد جوي لطائرات التحالف الذي تقوده واشنطن استطاعت وحدات حماية الشعب الكردية طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من مناطق واسعة في شمال سوريا على مدى العام الماضي.

وكان تنظيم داعش قد أستولى على محافظة الرقة في شمال سوريا بعد انسحاب قوات النظام السوري من آخر معاقلها هناك في آب/ أغسطس عام 2014، ليعلن التنظيم بعدها الرقة عاصمة "لدولة الخلافة الإسلامية"، التي خضعت لها مساحات شاسعة مترابطة من العراق وسوريا.

ومنذ هجوم الثلاثاء يعيش 300 ألف شخص في مدينة الرقة ظروفا صعبة، خصوصا بعدما توقف التنظيم عن إعطاء "تصاريح خروج للسكان الراغبين بمغادرة الرقة، وفق ما ذكر المركز السوري لحقوق الإنسان. رغم ذلك تمكنت عائلات من الهروب باتجاه محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، الخاضعة لسيطرة تحالف "جيش الفتح" الذي يضم فصائل إسلامية أبرزها جبهة النصرة.

وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية كمنظمة إرهابية. وقال تشاووش أوغلو خلال قمة للأمم المتحدة في منتجع أنطاليا بتركيا: "إن من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب وهي جماعة إرهابية".

وتصنف واشنطن حزب العمال الكردستاني، الذي هو في حرب مع تركيا منذ سنوات طويلة، كمنظمة إرهابية، لكنها تدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل