المحتوى الرئيسى

"الوطن" تلتقي ضحايا حادث "الدرب الأحمر": واثقون من النصر على الإرهاب

02/21 22:03

رفض الإرهاب.. بات الصلة التي تجمعهم، باختلاف أعمارهم وأجناسهم وجنسياتهم، بعد أن سقطوا كضحايا لذلك الحادث الإرهابي الغاشم، الذي وقع في منطقة الدرب الأحمر، الإثنين الماضي، والذي أسفر عن سقوط 3 مصابين من المدنيين، تجمعهم الغرفة العناية المركزة بمستشفى الحسين الجامعي، باسم "قاعدة الدكتور محمود مطر".

رغم عدم إجادته للغة العربية على الإطلاق، إلا أن الطالب التايلاندي بكلية الدعوة الإسلامية لجامعة الأزهر في الفرقة الأولى "أوتك بك"، 25 عاما، المصاب بالحادث، حرص على ترديد "لا للإرهاب" من على سريره المتواضع بالمستشفى، لترتسم على وجهه ابتسامة بسيطة ترحب بالجميع.

يسرد الطالب التايلاندي، تفاصيل ذلك اليوم بصعوبة، حيث إنه يقيم بزقاق السباعي المجاور لحارة الدرديري، التي زارها ذلك اليوم المشؤوم من أجل شراء كتاب من أحد المحلات فيها، ليفاجأ بالانفجار، الذي نجم عنه صوتا ضخما وشظايا انفجارية أسقطته أرضا، ليصاب بكسر في عظمة الرأس والركبة اليسرى، بحسب تقرير الأطباء.

وعلى السرير المجاور له، يستلقي الطفل حسن محمد، 16 عاما، بجسده الصغير بجوار والده الذي يعكف على رعايته، ممسكا بموضع إصابته في أذنه اليسرى، التي تركت داخله وبعمره البسيط أولى علامات الإرهاب، ليشهد عليه منذ صغره.

"كنت رايح أجيب إخواتي البنات، من عند خطيبة أخويا في الحارة".. لم يكن يدري الطفل أنه سيشهد على الواقعة الإرهابية التي هزت المنطقة الشعبية، إذ فوجئ بصوت الانفجار القوي وسحابة الدخان الضخمة التي أخفت الرؤية تماما حينها، قائلا: "كأني اتعميت، وفضلت أطوح ومفهمتش ايه اللي حصل بس لقيت الدم بينزل مني".

سيطر الفزع بشدة على الطفل الذي يعمل مع والده بورشة الأحذية القريبة من موضع الانفجار، حتى وجد ابنة عمه تجذبه لداخل العقار، بينما هرول له سريعا أبوه، وتم نقله سريعا للمستشفى الجامعي، حيث زاره أصدقائه وجيرانه بالمنطقة، وعدد من قيادات الدولة، على رأسهم وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، قائلا: "لما جت، سألتني أنت كويس، وباستني من دماغي، وقالتلي متقلقش هتقوم وهتخف".

فزع شديد سيطر على والد الطفل فور سماعه لصوت الانفجار عقب الحادث، ليهرول من ورشته سريعا بحثا عن نجله الذي خرج قبل ذلك بثواني معدودة، ظنا منه أنه تفجير "أنبوبة"، ولم يتخيل على الإطلاق أن يقصد الإرهاب تلك الحارة البسيطة، ليفجع من هول المنظر الذي شاهده.

"جثث وأشلاء ودماء ومصابين".. هكذا وصف محمد هلال، 63 عاما، المشهد فور وصوله لمكان الانفجار، لتسيطر عليه ثوان من القلق الشديد بأن يجد نجله بين الضحايا، قبل أن يعثر عليه مصابا، قائلا: "أنا حاربت في الجيش زمان، وعارف يعني إيه حرب على الإرهاب وعارف إن الرئيس والدولة هيقضوا عليه علشان البلد".

وتابع أنه رغم ذلك الحادث إلا أن ذلك لن يتسبب في نشر الخوف بينهم "إحنا مش بنخاف إلا من ربنا"، موضحا أنه يكد ويتعب من أجل أبنائه حيث يعيلهم بمفرده دون والدتهم، ويشقى من أجلهم رغم مرضه بداء القلب.

الدكتور أيمن حلمي، مدير الطوارئ بمستشفى الحسين الجامعي، أكد لـ"الوطن"، أن مصابي حادث "الدرب الأحمر" سيخرجون من المشفى خلال يومين بعد الاطمئنان عليهم، وتعافيهم بنسبة كبيرة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل