المحتوى الرئيسى

"حواديت" من غزة.. مريم تستخدم فيسبوك لتوثيق كفاح السيدات

01/21 14:18

في ديسمبر الماضي، كانت مريم سعدي تتلقى تدريبا احترافيا بمجال صناعة الأفلام والمحتوى، حينها طلبت منها المُدربة الأمريكية إيجاد فكرة وإجراء مقابلة مع المصادر، غير أن الفتاة الفلسطينية لم ترغب بتصوير نماذج مشهورة، لذا قررت تتبع حكايات سيدات غزة، بحثت عن "المكافحات الأجدر بأن يتم تسليط الضوء عليهن"، وجمعت قصصهن في مشروع "سيدتي في قصة".

داخل صفحة بنفس الاسم عبر موقع فيسبوك، تنشر مريم صورا للسيدات، مُذيّلة إياها بأسطر تروي كفاحهن.

حين بدأت مريم العمل على مشروعها علمت أنه من الصعب الحصول على تلك القصص، فالبطلات لا يهتممن بالظهور الإعلامي "الهدف الأول هو السعي وراء لقمة العيش" كما تقول مريم.

مازالت الشابة، التي تعمل كمصورة فوتوغرافية منذ 3 سنوات، تتذكر القصة الأولى التي جذبتها للمشروع "وقتها شفت عند أحد زملائي صورة لسيدة ترعى الغنم وبيت من القش"، اُخذت مريم بالحكاية "السيدة اسمها إنصاف، تعمل لكي تساعد زوجها المريض وأولادها"، أسفل صورة السيدة إنصاف، روت الشابة الحكاية على لسانها: "بدأت عملي في تربية الأغنام حين أنهيت دراستي الجامعية بتفوق ولم أحصل على عمل.. الفقر يحاصرنا والحاجة تأكلنا، قررت ان أكون مشروعي الخاص، لكن حرب 2014 قضت على جميع أغنامي، بدأت من جديد، اشتريت غنمة واحدة والآن أصبحت أمتلك عددا منها".. جذبت القصة قلب مريم، خططت لتصور فيلما صغيرا عن مهنة السيدة "لكن صورت واحد عن مهنتها والآخر لمساعدة عائلتها بشكل إنساني".

حكايات كثيرة رصدتها مريم، ليست فقط عن سيدات تعمل، بعضهن كافحن ليستكملن تعليمهن، مثل هلا الصفدي، التي تدرس في الجامعة بجانب كونها أم لخمسة أطفال، تقول السيدة "قدرت بعد عشر سنوات من تركي التعليم أن أحمل بطيختين بيد واحدة، كثير من الناس قالت لي ماذا ينقصك لترجعي للدراسة، فكان ردي الوحيد أني لا أمتلك مستقبل؛ مستقبلي هو التعليم".

كانت الورشة التي قدمت فيها مريم فكرة مشروع "سيدتي في قصة"، تابعة لمؤسسة أيام المسرح الأمريكية، التي تُشرف عليها جاكي لوبك. وقتها أعلنت مديرة المؤسسة عن مسابقة لأفضل 3 مشروعات يتم اختيارهم ضمن 20 واحدا "فتم اختيار مبادرتي ليتم تصوير القصص خلال أسبوعين"، ضم المشروع أكثر من 20 سيدة، بينما استغرق حوالي 5 أيام لإنهاء التصوير والمقابلات، وفي ختام عام 2018، تم عرض القصص بالورشة "ولاقت تفاعلا ضخما من قبل الناس"، لذا قررت مريم أن تستكمل المشروع وتنشر عبر فيسبوك.

العمل على الأرض لم يكن سهلا، طافت مريم غزة من الجنوب للشمال، تواصلت مع أصحاب الجمعيات المهتمة بمساعدة النساء، وأتتها حكايات أخرى من أصدقائها، دخلت الشابة الفلسطينية عالم هؤلاء السيدات "شاركتهن الطعام، كنت أتكلم معهن وكأني اعرفهن من سنين، تشاركت حزنهن وفرحهن وظروفهن الصعبة"، بينما حاولت تقديم المساعدات الإنسانية من خلال نشر القصص "وعموما كانت التجربة تدعمني بشكل كبير قبل أن تدعمهن". 

مريم لها حكاية أيضا، فسوق العمل داخل قطاع غزة ليس ممهدا طول الوقت، تحفر صاحبة الـ21 عاما اسمها برويّة، عانت أثناء الورشة من ضيق الوقت لإنجاز القصص، لكن ردود الفعل جعلتها سعيدة "بذكر رجل كبير شاهد القصص المختلفة وقاللي إنه القصص ذكرته بقوة السيدة مريم العذراء، حين حاربت كل شيء لأجل ابنها".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل