المحتوى الرئيسى

أمريكا أولا مقابل قوة الخير.. بومبيو يناقض سياسات ترامب في خطابه بالقاهرة.. فجوة واسعة بين رؤية وزير الخارجية وسياسات رئيسه الميال للعزلة.. وخيانة واشنطن للأكراد درس لحلفاء الولايات المتحدة

01/17 15:53

شعار أمريكا أولا يكشف زيف إدعاء بومبيو عن واشنطن كقوة خير في المنطقة واشنطن تخفض مخصصات البعثات الدبلوماسية والمعونات العسكرية العقوبات ليست أداة كافية لردع إيران عن تصدير الإرهاب قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا بُني على مزاعم مغلوطة بشأن هزيمة داعش

عندما أطل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على العالم من القاهرة، الخميس الماضي، فشل في إقناع مستمعيه بما قاله حول كون الولايات المتحدة "قوة خير" في الشرق الأوسط، والسبب ببساطة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع شعار "أمريكا أولًا" خلال حملته الانتخابية، وطبقه كسياسة عملية على الأرض أظهرت أنه لا يعبأ بمصالح الشرق الأوسط أو سواه.

وتساءل موقع "ذي هيل" الأمريكي: "كيف تكون الولايات المتحدة قوة خير بينما تقلص مخصصات بعثاتها الدبلوماسية وبرامج المعونات العسكرية وتطبق حظر سفر بحق رعايا بعض دول المنطقة لمنعهم من دخول أراضيها؟".

وفي محاولة لتقديم إجابة، قال الموقع إن قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا بُني على "مزاعم" بأن تنظيم داعش مُني بهزيمة، وهو ما شدد عليه بومبيو خلال خطابه بالقاهرة، مشيرًا إلى أن تحرير 99% من الأراضي التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم تعني هزيمته.

لكن على الرغم من ذلك، فإن مسئولي الأمن القومي الأمريكي يعلمون جيدًا أن داعش لن ينهزم حقًا سوى بعد استقرار المجتمعات التي ظهر فيها، وعودة الحكومات المركزية إليها وتقديم الخدمات اليومية للمواطنين، وتساءل الموقع: "كيف السبيل إلى ذلك وقد أعلنت الولايات المتحدة سحب تمويل بقيمة 200 مليون دولار لبرنامج يهدف إلى تحقيق الاستقرار في شرق سوريا؟".

ونقل الموقع عن المرشح لتولي قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكنزي جزءًا من إفادته أمام الكونجرس في ديسمبر الماضي، قال فيه إن داعش لا يزال أقوى من تنظيم القاعدة في عصره الذهبي بالعراق، ما يعني أنه مهيأ للظهور مجددًا إذا ما خف الضغط عليه.

ووصف الموقع هجومًا شنه داعش في مدينة الرقة الأسبوع الماضي وأسفر عن مصرع جنديين بريطانيين بأنه رسالة من التنظيم، مفادها بأن هزيمته لم تكتمل بعد.

وفي خطابه بالقاهرة، احتفى بومبيو بحملة جديدة للضغط على إيران من أجل وقف تمويلها للإرهاب، عمادها إعادة فرض العقوبات الأمريكية التي كانت قد رُفعت عن طهران بموجب الاتفاق النووي.

لكن عمليًا، منحت الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي استثناءات لبعض الدول كي يتسنى لها شراء النفط الإيراني دون التعرض لعقوبات أمريكية، من بينها إحدى أكبر القوى المنافسة للولايات المتحدة، هي الصين، فيما لا تزال روسيا حرة الحركة في المعاملات التجارية والعسكرية مع إيران، وهي إلى جانب الدول التي حصلت على الاستثناء الأمريكي - تركيا والهند والعرق - لا تزال تستثمر مع إيران.

وأوضح الموقع أن العقوبات وحدها ليست استراتيجية كافية لردع إيران عن تصدير الإرهاب عبر الشرق الأوسط، والآن تتخلى الولايات المتحدة عن قدرات الردع أكثر فأكثر بسحب قواتها من سوريا دون خارطة طريق واضحة لاستغلال عناصر القوة الأمريكية للتعامل مع التهديد الإيراني أو هزيمة داعش.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل