المحتوى الرئيسى

شموع لا تنطفئ تخليدا لضحايا هجوم سوق عيد الميلاد ببرلين

12/19 13:34

في هزيع كل ليلة على مدار العام، تُضاء الشموع على أعتاب سلالم  تتناثر عليها باقات من الورود وصور لضحايا هجوم سوق عيد الميلاد في ميدان بريتشيدبلاتز بمحيط كنيسة قيصر فيلهلم التذكارية غربي برلين.

ومنذ الهجوم الإرهابي الذي نفذه التونسي أنيس العامري، يوم 19 من ديسمبر كانون أول 2016، وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة  العشرات، لا يتوقف الزوار من الألمان وغيرهم من مختلف الجنسيات عن زيارة المكان لتخليد ذكرى الضحايا.

ويقول هانز(ألماني) في تصريح لـ DW عربية، إنه يأتي هو وزوجته- بياتا- كل عام ليتذكروا ضحايا هذا الهجوم المأسوي، مضيفا "أتينا إلى هنا لنتذكر ما حدث منذ سنتين." ويرى أن فكرة التأبين وكتابة أسماء الضحايا جيدة، قائلا "لن يكونوا في طي النسيان."

داليا، إحدى ضحايا هجوم برلين

ويرى هانز أنه كان يمكن تفادي وقوع الحادث إذا كانت التشديدات الأمنية مكثفة آنذاك، ولاسيما أن "الخطر كان محدقا."

أما زوجته، بياتا، فقالت إنهما كانا متواجدين في سوق عيد الميلاد قبل وقوع الهجود بثلاثة أيام. وبعدها تفاجأ بالحادث وظلا يتابعان الأخبار عن الهجوم عبر التلفاز طوال الليل.

وفي أكتوبر تشرين أول الماضي، أعلن المحقق  الخاص في قضية هجوم سوق عيد الميلاد برونو يوست  أن هناك إخفاقات لدى الشرطة الألمانية حيث كان أنيس عامري محتجزا لدى الشرطة في يوليو 2016 بسبب العثور على جوازات سفر مزيفة ولكن تم إطلاق سراحه بعدها بيومين.

ووفقا لتحقيقات الشرطة الألمانية، قام عامري، بسرقة شاحنة كبيرة وأقدم على دهس الأشخاص المتواجدين في سوق عيد الميلاد بشارع بريتشيدبلاتز، ولاذ بالفرار، إلا أن الشرطة الإيطالية أعلنت عقب الهجوم بأربعة أيام عن مقتله في اشتباك مع الشرطة في مدينة ميلانو.

"كانوا يريدون السلام في عيد السلام"

وفي نفس السياق، قال تراوغوت(ألماني) في حديث مع DW عربية، إن "الإجراءات الأمنية كانت سيئة جدا. ولكنها جيدة في هذا العام. وبالنسبة للعام الماضي كانت سيئة أيضا[...] لم تكن المنطقة محمية بشكل كاف، حيث كان من السهل أن تدخل الشاحنة في السوق مثلما حدث في نيس (بفرنسا). وهنا لم يتعلموا الدرس."

ويضيف تراوغوت (ويعني اسمه بالألمانية ثق في الله) أن هذا العام شيدت السلطات سورا حول سوق عيد الميلاد ويجب أن يكون مشروعا رائدا للعديد من الأمور الأمنية الأخرى.

داليا، إحدى ضحايا هجوم برلين

ويتحدث وهو يشير إلى صورة المسيح بجانب صور الضحايا وباقات الورد "إنه يواسي الجميع. إنه إنسان من نوع خاص وعاش كما يعيش الإنسان في سلام...الرحمة لهؤلاء الذين لا يمارسون العنف فهم سيرثون المدينة والأرض والبلد أما من يستخدم العنف فسيخسر المدينة وسيخسر البلد. وهذا ما آراه  في اليمن وسوريا."مبرزا أن "عيد الميلاد هو عيد للسلام. وهؤلاء الناس (الضحايا) كانوا هنا يريدون الحب والسلام والبقاء مع بعضهم البعض...كيف يحدث أن هناك شباب بهذا القدر من عدم الوعي ويرتكب ذلك (الهجوم) باسم الله، فيجب على المسلمين أن ينهضوا ويقولوا لهؤلاء الشباب أنتم (بذلك) تشوهون معتقداتنا." وأضاف "ولكنني لا أسمع هذا من المسلمين."

وشهدت برلين إثر إعتداء سوق عيد الميلاد تظاهرات عديدة نظمها مسلمون وغيرهم من أجل التنديد بالإعتداء والتضامن مع الضحايا.

ومنذ يومين أفادت تقارير إعلامية ألمانية نقلا عن تحقيق استقصائي للشرطة أن منفذ هجوم برلين أنيس عمري لم يكن ضمن "الذئاب المنفردة" التي تجندهم داعش بدول العالم، بل كان ضمن خلية إرهابية هي التي ساعدته على تنفيذ الهجوم. وأضاف التقرير أن الخلية كانت على صلة بجامع "فصلت 33" ببرلين الذي تم إغلاقه منذ الهجوم. فيما تتحدث تقارير أخرى عن نظرية "الذئب المنفرد" في حالة إعتداء أنيس العامري.

"الإرهاب لا دين أو هوية له"

ويقول حسام حسن، باحث في جامعة فيينا وزار موقع الحادث وشارك في تأبينٍ للضحايا عقب الهجوم في 2016 في حوار مع DW، إن العنف أو الارهاب لا علاقة له بدين أو اثنية أو منطقة جغرافية معينة، مستطردا  "أنا لا أتخيل أن هناك شيء في العالم يجعل شخصا يروع آمنين ويقتلهم في وقت احتفالات أو حتى في وقت اعتيادي.. ولا أعتقد أن هناك دين يتحمل كل هذا الكره والشر.. هناك أناس يحملون في قلوبهم كراهية وشرا، وهم موجودين في كل الأديان."

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل