المحتوى الرئيسى

إيميلي بلانت تتألق في أحدث أفلامها "ماري بوبينز تعود"

12/18 23:28

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

منذ عرض فيلم "ماري بوبينز" عام 1964، اقتباسا عن رواية باميلا ليندن ترافرز، ورغم أن الرواية لحقتها سبع روايات عن مربية أسرة "بانكس"، لم يجرؤ أحد على إنتاج فيلم آخر.

لكن في القرن الحادي والعشرين، لا يوجد عائق أمام إنتاج فيلم جديد، وهكذا عادت ماري بوبينز لتطل على الشاشة.

أخرج الفيلم روب مارشال، الذي أخرج رائعة "شيكاغو" الفائزة بالأوسكار، وكتب السيناريو ديفيد ماغي، بينما قامت إيميلي بلانت بإحياء دور ساهم في جعل جولي آندروز نجمة النجوم في أوانها.

وقد أصابت بلانت بعدم محاولتها تقليد جولي آندروز، ولم تصب بتقليدها ماغي سميث فجاءت لهجة "ماري بوبينز" ارستقراطية كلهجة علية القوم حتى يخالها المرء من شخصيات مسلسل "داونتون آبي".

وبخلاف ذلك سار "ماري بوبينز تعود" على خطى الفيلم الأول دون مفاجآت أو تغيير للمكان أو إشارة محتملة إلى حياة المربية قبل رعايتها أطفال أسرة بانكس - وإن كان متوقعا أن يظهر خلال سنوات فيلم يعرض حياة "ماري" في مدرسة للمربيات قبل عملها لدى أسرة بانكس.

والاختلاف الذي يذكر هو أن تاريخ القصة انتقل من عام 1910 إلى ثلاثينيات القرن الماضي؛ لتضطلع ماري بوبينز برعاية أبناء الأبناء.

فالطفلان مايكل وجين اللذان قامت "ماري" برعايتهما في الفيلم الأول كبرا الآن (يلعب دورهما بن وايشو وإميلي مورتيم)، ومازال مايكل يعيش في البيت الجميل حيث عاشت أسرة "بانكس" في الفيلم الأول، حيث هناك الحديقة المقابلة والأدميرال المتقاعد في الجوار.

لكن زوجة مايكل توفيت بعد مرض طويل أنفق خلاله الكثير حتى اقترض من المصرف الذي كان والده يعمل فيه. وبدون سداد الدين في بحر أسبوع سيطرد هو وأولاده الثلاثة وسيؤول بيت "آل بانكس" إلى آخرين.

هنا تظهر ماري بوبينز لتحط من السماء، وهي تحمل حقيبتها الشهيرة في يد ومظلتها الناطقة في اليد الأخرى، وقد جاءت لتأخذ الأطفال في جولة بلندن بينما يسعى مايكل وجين لإيجاد وثيقة الأسهم على أمل حماية الأسرة من التشرد.

ولا تغيب فكرة أن أمام الأسرة وقت محدود، فيضفي ذلك قلقا على جو الفيلم حتى وإن رقصت ماري والأطفال مع بطاريق من ورق، وقفزت بين مغامرة وأخرى.

وعلى ذكر بطاريق الورق، نعم هناك صور كارتونية مسطحة رسمت باليد قبل أن تدب فيها الحياة، تماما كما كان الحال في الفيلم الأول.

وعموما يكرر الفيلم كافة شخصياته ومشاهده مع بعض التعديلات الجيدة، فبدلا من دور ديك فان دايك كمنظف للمداخن في الفيلم الأول، يلعب لين مانويل ميراندا، مؤلف عرض "هاميلتون" الغنائي، دور عامل قائم على إنارة المصابيح.

وبدلا من أغنية "دعونا نُطيّر طائرة في الهواء!" هناك أغنية عن الإمساك ببالون؛ وبدلا من القفز داخل رسم على الرصيف تقفز الشخصيات داخل طبق من الخزف؛ وبدلا من زيارة عم ماري الذي يطير في السقف تزور المجموعة قريبتها "توبسي" (ميريل ستريب) التي تقف على السقف حين ينقلب البيت رأسا على عقب.

والفيلم صنع بمهارة، وكان أفضل لو أتى بجديد، وعودة ماري بوبينز لطيفة ولكنها ليست مبدعة كالظهور الأول للمربية الخيالية.

والأغاني من تأليف مارك شايمان وسكوت ويتمان مرحة ولطيفة ومتقنة وربما لو استمعنا إليها مئات المرات لغدت يوما من الكلاسيكيات، ولكنها لا تضاهي من الوهلة الأولى من قريب أو بعيد أغاني الفيلم الأصلي التي أصبحت جزءا من الذاكرة مثل "بعض من السكر"، أو "دعونا نطير طائرة في الهواء"، أو "جميل لطيف لذيذ ومبهر!"

كذلك بالنسبة للممثلين، لا أعتقد أنه كانت هناك حاجة ماسة لمديرة المنزل الدؤوبة جولي وولترز، فقد شبعنا منها في أفلام "بادينغتون" - وبخلاف ذلك ليس هناك أحسن من طاقم الممثلين، باستثناء الطاقم الأصلي قبل خمسة عقود.

وجاء أداء بلانت رائعا، خاصة حين تشيح بنظراتها بعيدا بين حين وآخر كمن يحن لشيء غير مفهوم لتعبر عن وحدة شخصية تأتي لتفرِّح الأسر الحزينة ثم ما تلبث أن تتركها بعد سعادتها.

لكن بلانت لا تملك قوة جولي آندروز ولا دفئها ولا صوتها الأخاذ، ومن الغريب رغم كونها إنجليزية أن مخارج أصواتها بدت أحيانا أمريكية. كذلك لا يضارع مانويل ميراندا، وهو نجم غنائي مسرحي، أداء فان دايك وكذلك لهجته العمالية اللندنية ليست بأدق من تلك التي حاول فان دايك تقمصها في الفيلم الأول.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل