المحتوى الرئيسى

هل تخشى دول عربية عدوى احتجاجات "السترات الصفراء"؟

12/13 20:10

هذه روابط خارجية وستفتح في نافذة جديدة

يبدو وكأن ظاهرة "السترات" الاحتجاجية التي انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس في السابع عشر من نوفمبر الماضي، بدأت تزحف على شوارع بعض العواصم العربية لكن باللونين الأحمر والأصفر.

رياح احتجاج أصحاب "السترات" في العالم العربي لم تكتسب بعد سرعة عاتية، على غرار نسختها الفرنسية الأصلية. لكن بوادر انتقالها إلى كل من تونس والعراق ومصر أثارت هواجس أمنية لدى السلطات في البلدان الثلاثة، وأصبح هناك قلق من أن تتسع رقعتها في الأيام والأسابيع المقبلة.

ففي تونس ظهرت على صفحات التواصل الاجتماعي حركة شبابية احتجاجية أطلقت على نفسها "السترات الحمراء لإنقاذ تونس" وشكلت تنسيقيات لها على المستوى المحلي. وفي بيانها الأول قال الشباب القائمون عليها إنها تعبير عن رفض التونسيين لارتفاع تكاليف المعيشة وانتشار الفساد وتفشي البطالة وسوء الإدارة واستمرار سياسات التفقير.

وتضيف الحركة أنها تلتزم "بالاحتجاج المدني السلمي في التعبير". وأكدت على أنها "مفتوحة للعموم ومنفتحة على الجميع استمرارا لنضال الشعب التونسي في استعادة كرامته وحقه في العيش الكريم". واتخذت من "تونس غاضبة" شعارا لها.

وتعبيرا عن انضمامهم إلى الحركة أضرب محامون تونسيون عن العمل ليوم واحد وآزرهم مدرسون في التعليم الأساسي بإضراب لمدة ساعتين ونظم عدد من أساتذة التعليم الثانوي يوم غضب وطني.

ويقول نشطاء الحركة إن أول رد فعل حكومي على بيان "السترات الحمراء" جاء في شكل اعتقال السلطات لأحد المشرفين على حملة الاحتجاجات، ويدعى برهان العجلاني. هذا الاعتقال أثار غضب شباب الحركة الذين توعدوا الحكومة بمزيد من الاحتجاجات الاجتماعية على مدى الأسابيع القليلة المقبلة.

وفي البصرة العراقية ارتدى متظاهرون سترات صفراء وخرجوا إلى شوارع المدينة، في امتداد للاحتجاجات التي شهدتها المدينة في سبتمبر الماضي، عندما أضرم المتظاهرون النار في مبان حكومية ومقرات الأحزاب ومبنى القنصلية الإيرانية، مطالبين بالحد مما وصفوه فساد النخبة السياسية. وتخشى السلطات من اتساع حركة "السترات الصفراء" وامتدادها إلى باقي المدن العراقية خلال الأيام المقبلة.

وفي مصر وتفاديا لانتقال عدوى "السترات الصفراء" اعتقلت السلطات محاميا ظهر في صورة مرتديا سترة صفراء. وقررت النيابة في مدينة الإسكندرية حبس محمد رمضان أسبوعين على ذمة التحقيق.

وقالت محاميته ماهينور المصري إن السلطات اعتبرت الصورة تحريضا على احتجاجات تحاكي المظاهرات الفرنسية. ووجهت له النيابة العامة تهما ثقيلة شملت "الانضمام لجماعة غير قانونية ونشر أفكارها وحيازة سترات صفراء والدعوة للتظاهر ضد القائمين على الحكم ونشر أخبار كاذبة ونشر فكر جماعة إرهابية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي".

وسارعت السلطات المصرية منذ أسبوع إلى فرض قيود على بيع السترات الصفراء للأفراد. وقال تجار تحدثوا إلى وكالة رويترز إنهم تلقوا تعليمات من الشرطة تشترط بيع السترات الصفراء للشركات فقط بعد حصول الأخيرة على إذن خاص من قسم الشرطة.

وعلق تاجر آخر بالقول "إن بيع السترات الصفراء أضحى أخطر من بيع المخدرات... مر علينا مسؤولون من جهاز الأمن وطلبوا عدم البيع للأفراد لأنهم يخشون وصول عدوى احتجاجات فرنسا إلى مصر".

وتأتي هذه الاجراءات الاحترازية ضد السترات الصفراء مع اقتراب حلول الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك عام 2011.

وترصد عيون السلطات في مختلف الدول العربية عن كثب نشاط مواقع التواصل الاجتماعي تحسبا لأي محاكاة لاحتجاجات فرنسية أجبرت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على التراجع عن تنفيذ قرارات اقتصادية وكادت تعصف بمستقبله السياسي لولا عروضه السخية على المحتجين.

هل ثمة احتمال لانتقال عدوى احتجاجات "السترات الصفراء" إلى الشارع العربي؟

كيف تتوقع مواجهة حكومات عربية عدوى "السترات الصفراء"؟

هل تشكل هذه الحركة خطرا على مستقبل الأنظمة السياسية العربية؟

لماذا ترفض بعض الأنظمة العربية التجاوب مع الاحتجاجات الشعبية على الأوضاع المعيشية الصعبة؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 14 كانون الأول/ديسمبر من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل