دولة كل يومين.. بن سلمان "كعب داير" بين 3 قارات
في أقل من 15 يومًا أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارات مكوكية لثلاث قارات متضمنة 8 دول لمناقشة وتعزيز العلاقات السعودية وتلك الدول، التي وصفها الخبراء بالجولة الناجحة>
وترصد "الرسالة" في التقرير التالي ملامح تلك الزيارات الملكية.
في إطار جولتة العالمية اختار "بن سلمان" الإمارات لتكون أول محطاته، إذ استقبله ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتقى بنائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وجاء اللقاء على هامش منافسات الجولة الختامية لبطولة العالم لسباقات "فورمولا وان".
وأكد الجانبان العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، كما بحثا سبل مواصلة تنميتها و دعمها في مختلف المجالات بما يلبي تطلعات البلدين و شعبيهما إلى جانب عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبحسب ما نقلت صحفية "الشرق الأوسط" فإن محمد بن راشد أكد أنه ينظر بتفاؤل وأمل إلى عملية التطوير والتحديث الضخمة في المملكة العربية السعودية، ناقلة قوله: "الواقع رؤية 2030 تفرض على السعودية وصل الليل بالنهار لتنفيذ خططها ومشاريعها وهم قادرون على ذلك، لافتًا إلى أن علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تمثل نموذجا استثنائيا يحتذى للعلاقات الأخوية بين بلدين تجمع بينهما وشائج الأخوة والتاريخ والجغرافيا وفي ظل الاحترام المتبادل والإرادة المشتركة لترسيخ هذه العلاقات والارتقاء بها في المجالات كافة لتعبر عن طموحات شعبيهما في التنمية والرفاهية والازدهار.
المحطة الثانية كانت خليجية أيضًا، إذ زار الأمير الشاب العاصمة البحرينية المنامة، واستقبله ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وعقدا جلسة مباحثات في قادة الصخير الجوية حضرها الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، والأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين والوفد المرافق لولي العهد.
وقام ملك البحرين بتقليد الأمير محمد بن سلمان، وسام الشيخ عيسى بن سلمان تقديرًا لإسهاماته مؤكدا سعادته بهذه الزيارة وما تتميز به العلاقات الأخوية التاريخية الوثيقة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.
نقلا عن وكالة الأنباء السعودية فإن البلدين اتفقتا على إنشاء خط أنابيب النفط الجديد بتعاون سعودى بحريني بين أرامكو السعودية وبابكو البحرينية بمعدل ضخ يبلغ حاليًا 220 ألف برميل يوميًا، وبسعة قصوى 350 ألف برميل يوميًا، وبطول يبلغ 110 كم يربط بين معامل بقيق السعودية ومصفاة باكو البحرينية.
المحطة الثالثة لـ"بن سلمان" كانت إفريقية، وبالتحديد إلى قلب العرب مصر، إذ استقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في قصر الاتحادية بالقاهرة في اطار تسيير الاتفاقيات العالقة بين البلدين، والتأكيد على التنسيق بين مصر والسعودية على مواجهة التدخلات الإيرانية، وتسيير الاتفاقيات العالقة بين البلدين، حسبما ذكرت قناة العربية.
وقالت القناة السعودية إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جدد و"بن سلمان" التمسك بالشروط التي وضعتها الدول الأربع "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" لقطر وأن هناك تمسكا بها ولا تنازل عنها، بالإضافة لتناول اللقاء الحديث حول الأوضاع في المنطقة بشكل كامل وتم مناقشة عدد من الملفات الاقتصادية العالقة حيث تم التوصل إلى بدء تسيير الاتفاقيات العالقة بين البلدين، كما جرت مباحثات أيضا تناولت ضرورة توسع الدول العربية في إفريقيا من مشروعات وتنمية لمواجهة أي توغلات من دول تهدد الأمن القومي العربي.
تونس أيضًا كانت على موعد مع إحدى زيارات الأمير الشاب، والذي التقى الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الذي استقباله استقبالاً حافلا ومنحه ضيفه وسام الجمهورية خلال الزيارة.
في إطار الزيارة أعلن المستشار السياسي لرئيس جمهورية تونس نور الدين بن تيشة، عن اتفاقيات اقتصادية مع السعودية تدخل حيز التنفيذ خلال أيام، وأشار في تصريحات للتلفزيون الرسمي التونسي، إلى أن هناك مجموعة اتفاقيات اقتصادية مهمة سيتم الإعلان عنها في الأيام المقبلة من بينها قرض بفائدة تفاضلية واتفاقيات بخصوص الاستثمار وتفاصيل أخرى مهمة.
وبحسب ما أفاتدت وكالة "رويترز" فإن السعودية ستمنح تونس قرضا بقيمة 500 مليون دولار بفائدة مخفضة، كما ستمول مشروعين بقيمة 140 مليون دولار.
عقب زياراته العربية اتجه "بن سلمان" لأمريكا الجنوبية وبالتحديد لمدينة بوينس أريس الأرجنتينة للمشاركة في فعاليات قمة العشرين التي أقيمت على مدار يومي 30 نوفمبر و 1 ديسمبر، والتقى خلالها بعدد من الزعماء وقادة العالم أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، والفرنسي إيمانويل ماكرون، وآخرين.
في أول جولاته عقب انتهاء القمة العالمية، اتجه "بن سلمان" إلى العاصمة الموريتانية نواكشواط، واستقبله الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، في زيارة تعد الأولى لموريتانيا منذ توليه العهد والثانية لمسؤول سعودى بهذا الحجم، منذ الزيارة التي قام بها العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز عام 1972، أي بعد استقلال البلاد بـ12 سنة، والتي عدت حينها فاتحة عهد مميز من العلاقات الموريتانية السعودية.
وعلى هامش الزيارة أصدر ولى العهد بن سلمان والرئيس محمد ولد عبدالعزيز بيانا مشتركا، شمل تأكيد الجانبين على دعمهما لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وحل أزمة اليمن وفق القرار 2216 (2015) والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، حل أزمة سوريا والحرص على وحدة وسلامة الأراضي السورية والليبية.
وجدد الرئيس الموريتاني إدانة بلاده لأي تهديد لأمن المملكة وللهجمات الباليتسية التي تتعرض لها، وأعلن وزير الإعلام السعودي عواد العواد عن بناء مستشفى كبير في نواكشوط يحمل اسم "مستشفى الأمير محمد بن سلمان" يتوفر على العديد من الأقسام والتخصصات الطبية المختلفة، حسبما قالت "واس"، كما وقع الجانبان مذكرتي تفاهم بين وزارة المياه والصرف الصحي ووزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية.
كما واصل "بن سلمان" جولاته الإفريقية بزيارة رسمية إلى الجزائر تستمر ليومين، تستغرق لمناقشة العديد من الملفات على رأسها الوضع في ليبيا وسوق النفط.
وأعلنت الرئاسة الجزائرية أن زيارة ولي العهد السعودي تستهدف توطيد العلاقات المتميزة التي تربط البلدين، وإعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي، مؤكدة أنه سيتم التباحث حول المسائل الدولية، وفي مقدمتها الأوضاع في بعض الدول الشقيقة، وتطورات سوق النفط، بحسب البيان، كما يلتقي الامير الشاب بعدد كبار المسؤولين الجزائريين، من بينهم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.
Comments