مسعد محمد.. الشيف ميمو: مبادرة لـ«محو أميّة الطبخ» لدى المصريين

بعد ٢٦ عامًا من النجاح فى مجال الطبخ بإيطاليا، تحول خلالها إلى واحد من أشهر الطهاة فى بلاد الرومان، ظلت جذور مسعد محمد الشهير بـ«الشيف ميمو» عالقة بوطنه مصر، فقرر العودة إليه من جديد، ليس لمجرد الدخول فى «استراحة محارب»، بل لمحاولة رد الجميل للأرض التى خطا على ترابها أولى خطواته فى الحياة.

رد الجميل تمثل فى إطلاق «الشيف ميمو»- فور عودته إلى القاهرة قبل أيام- مبادرة هى الأولى من نوعها تستهدف «محو أمية الطهى»، عبر تعليم الشباب المصرى فنون المطبخ بما يؤهله لمنافسة المطاعم الإيطالية والأجنبية الموجودة فى مصر. يقول: «أريد أن يصبح طعامنا مصنوعا بأيدينا بما يسهم فى الحد من أزمة البطالة».

خلال السنوات التى قضاها فى روما، استطاع «ميمو» أن يكسب ثقة مسئولى المطعم، ما جعله يتمتع بشهرة واسعة، ومكنه من الحصول على الجنسية هو وأسرته، لكن كل هذا لم يجعله يشعر بالسعادة التى يتمناها، وظلت مصر عالقة فى ذهنه، ويتمنى أن يرد لها جزءا من الجميل دون أن يعرف كيف.

ظل هذا إلى أن شاهد فيديو على موقع «يوتيوب» لسيدة فقيرة تشترى حلوى ملوثة من على الرصيف لرخص سعرها، فصنع من أجلها حلوى لا تزيد تكلفتها على ٤ جنيهات، مكونة من بيض وزيت وسكر ودقيق. ومن هنا تساءل: «لماذا لا أفعل ذلك فى مصر؟.. يمكننى تعليم المصريين ثقافة الطبخ بأقل الإمكانيات المادية».

ولتنفيذ الفكرة على أرض الواقع، بدأ «ميمو» فى إعداد فيديوهات لتعليم الطبخ بأقل الإمكانيات وأرخص المواد الغذائية: «لم أحب رؤية أبناء بلدى يأكلون من صناديق القمامة بينما هم فى بلد الخير، لذا أعددت هذه الفيديوهات لتعليم المصريين وصفات طعام لا تتعدى تكلفتها ١٠ جنيهات، وتغيير ثقافة إلقائهم كميات كبيرة من الطعام فى القمامة». وبعد أن حققت الفيديوهات ملايين المشاهدات، قرر أن يأتى بنفسه إلى مصر، لإيصال الفكرة للشباب، واستغلالها فى تحقيق مكسب مادى: «أطلقت المبادرة على صفحتى بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، ولم أتوقع أن تلقى كل هذا الترحيب من الشباب المصرى، ما شجعنى على القدوم إلى القاهرة».

وبعد أن وصل إلى مصر ووجد الأعداد الكبيرة من الشباب الراغبين فى المشاركة، نظم «فعالية طبخ» فى استاد القاهرة، ونجح خلالها فى تعليم ٢٠٠٠ شاب مصرى طريقة عمل البيتزا الإيطالية بتكاليف بسيطة جدًا ومواد خام اقتصادية.

وبعد نجاح المبادرة، قابل «ميمو» السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، واتفق معها على تعميم المبادرة بجميع محافظات الجمهورية، من أسوان إلى الإسكندرية، بالتنسيق مع الوزارة، وبالتعاون مع عدد كبير من الطهاة الإيطاليين.