المحتوى الرئيسى

مقتل متقاعد ألماني في بيته والمشتبه به طالب لجوء أفغاني

11/19 14:47

قٌتل رجل ألماني متقاعد يبلغ من العمر 85 عاماً داخل بيته بمدينة فيتنبرغ (ولاية مكلنبورغ فوربومرن). وتتجه أصابع الاتهام إلى طالب لجوء أفغاني يبلغ من العمر 20 عاماً. وحسب نتائج التحقيقات الأولية، فإن المتهم قتل المتقاعد الألماني بينما كان نائما ليلة الجمعة ( 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018) عن طريق ذبحه بسكين.

وكان طالب اللجوء مكلفاً سابقاً برعاية المتقاعد الألماني في بيته. وكان المتشبه به يقطن في ملجأ للاجئين في مدينة تسفيكاو بولاية سكسونيا. وانتقل إلى مدينة فيتنبرغ بعد تعرفه على ابنة الضحية التي تعمل كمساعدة للاجئين في تسفيكاو، حيث عرضت عليه رعاية أبيها.

وبعد تنفيذه للجريمة، لاذ المشتبه به بالفرار، لكن الشرطة ألقت عليه القبض بعد مرور وقت قصير في إحدى الطرق السريعة يوم السبت (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018). وبعدها قاده رجال الشرطة إلى إحدى المستشفيات القريبة. وبعد فحص هويته تأكدت الشرطة بأنه هو المبحوث عنه الرئيسي في جريمة قتل الرجل المتقاعد.

تحمل آلاف الأشخاص في السنوات الماضية كفالات للاجئين على خلفية الاعتقاد أن مسؤوليتهم عن دفع تكاليف معيشة المكفولين تنتهي عند الاعتراف بطلبات لجوئهم. لكن الواقع أظهر أن ذلك اعتقاد خاطئ. فمسؤولية الكفيل تستمر لسنوات. (12.11.2018)

 وتجري السلطات الألمانية تشريحاً لجثة الضحية لتحديد أسباب الوفاة بشكل دقيق. ولا تزال دوافع جريمة القتل مجهولة بسبب التزام المتهم الصمت، حسبما أعلنت متحدثة باسم المدعي العام بمدينة شفيرين اليوم (الاثنين 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018).

وتستبعد السلطات أن تكون للجريمة خلفية دينية أو سياسية. كما أن المتهم لم يسرق أي شيء في بيت الضحية. وبحسب بلاغ الادعاء العام، فإن طلب اللجوء الذي تقدم به الشاب الأفغاني تم رفضه، لكنه حصل على إقامة مؤقتة حتى شهر يناير/ كانون الثاني 2019. 

في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.

مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.

عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.

كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.

أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.

على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.

وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.

وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.

في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل