مناطق تدريبات الجيش الألماني... ملاذ آمن لحيوانات مهددة بالانقراض!
الجيش الألماني ليس منظمة لحماية البيئة في المقام الأول، بل على العكس من ذلك فقد تسببت إحدى تدريباته مؤخراً بحريق كبير بالقرب من ميبن في ولاية سكسونيا السفلى بحريق كبير في منطقة مستنقعات استمر لعدة أسابيع، ما تطلب أن تقدم وزيرة الدفاع أورزولا فون دير لاين اعتذاراً للمواطنين.
لكن على الرغم من ذلك تمكن العلماء من رصد حقيقة مفادها أن أماكن تدريباته السابقة والحالية تعتبر في العادة من الكنوز الطبيعية ذات الدرجة الأولى. وقد يكون غريباً ألا تشعر بعض الكائنات المهددة والحساسة بالأمان إلا في هذه الأماكن، حيث تجلجل المدافع الرشاشة وتُفجر القنابل وتمزق زناجير الدبابات أرضها.
أمر أقرب إلى التناقض منه إلى الحقيقة، كما يرد في تقرير "جيو" الألماني. لكن الوجه الآخر لمناطق التدريب هذه هو أنها مكونة من مناطق طبيعية كبيرة متصلة ببعضها البعض، ولا تقطع الطرق المعبدة أوصالها إلا في حالات نادرة. كما أنها غير معرضة للأسمدة الكيميائية وللمخاطر التي ترافقها. وفي الوقت الذي تتدهور فيها حياة الحيوانات والطيور والحشرات في الحقول الزراعية المحيطة بمناطق التدريبات بشكل دراماتيكي، باتت مناطق تدريب الجيش الألماني آخر الملاذات الآمنة لهذه الكائنات الحية رغم لَّعْلَعةالرصاص.
إرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin
ومن جانب آخر فإن نصف مناطق التدريب العسكرية تعتبر محميات طبيعة أوروبية كما نص قانون 92/ 43 الخاص بالحفاظ على المناطق الطبيعية للحيوانات والنباتات البرية، ومن المؤسف أن أشكالاً طبيعية كالمراعي الرملية المترامية الأطراف أو التلال الداخلية لم تعد موجودة تقريباً إلى في مناطق التدريبات العسكرية حيث تتربص الذخائر غير المنفجرة وهدير محركات الدبابات.
هذه الأنظمة البيئية التي تزدهر في ظلال الصواريخ والقاذفات أثار اهتمام مصور الحياة الطبيعية سيباستيان هينيغز الذي وثق بعدسته التنوع البيئي المنتشر في هذه المناطق المغلقة التي يُمنع دخول الأشخاص العاديين إليها. وجمع المصور الألماني هذه اللقطات في كتاب مصور أسماه "أرث متفجر - الطبيعة والتنوع البيئي في مناطق التدريبات العسكرية السابقة".
ومن الكائنات التي يعرض لها الكتاب، الورل الرملي Zauneidechse وهو من الزواحف المحبة للدفء وعادة ما يتواجد في المروج. وإذا ما شعر بالتهديد فإنه يحاول إخافة المهاجم بفمه المفتوح. ويوثق الكتاب أيضاً وجود أنواع نادرة من السرطانات عديمة الدرقة Feenkrebs التي لم تعد موجودة تقريباً إلا في هذه المناطق، وهو من الكائنات المهددة بالانقراض، لكن الحقيقة التي قد تبدو خيالاً تقول إنه لم يعد موجوداً في ألمانيا إلا في مناطق التدريب العسكرية الملتهبة بالقذائف.
تحتل القمة في السلسلة الغذائية وتمتلك السلطة في المحيط الذي تعيش فيه. وقد تكون الأسود الإفريقية من أكثر الحيوانات اجتماعية، حيث تعيش مع بعضها في مجموعات/ زمر. كما يصعب على كثيرين تصديق أن هذا الحيوان، الذي يرمز إلى القوة والعظمة، مهدد بالانقراض.
عاشت الأسود في البراري في جميع أنحاء القارة الإفريقية من الجزائر إلى ليسوتو. أما الآن فتتواجد في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأكثرها في تنزانيا، وفقا للصندوق العالمي للطبيعة. غير أنها عرضة للخطر أيضاً، حيث اختفوا من 12 دولة جنوب الصحراء الكبرى في العقود القليلة الماضية.
انخفض عدد الأسود بنسبة 43 في المئة عبر السنوات الـ21 الماضية، وفقاً لأرقام عام 2016. لذا تعتبر الآن مهددة بالانقراض. تلعب هذه الحيوانات دوراً مهماً في الطبيعة، ويُعد اختفاؤها خسارة للمراعي والغابات التي تجوبها. تساعد الأسود على الحفاظ على التوازن بين الحيوانات الأخرى.
يبلغ عدد سكان إفريقيا 1.2 مليار نسمة وفي ازدياد دائم. الأمر الذي يضغط على الموائل والحيوانات التي تعيش فيها. وقد انخفض عدد الأسود في تلك القارة، وأصبحت تعيش على 8 في المئة فقط من الأراضي التي كانت تشغلها في السابق، وفقاً للصندوق العالمي للطبيعة. وأصبحت بعض المجموعات معزولة بسبب شبكة الطرق المتزايدة، وتوسيع المزارع والمدن، مما يؤثر على قدرتها على التكاثر ويحد من وصولها إلى الفريسة.
مع انتقال الناس إلى مناطق جديدة، فمن المرجح أن يكونوا على اتصال بهذه الفصيلة من القطط الكبيرة. وبطبيعة الحال، فإن معظمهم يخافون من الحيوانات المفترسة، فيكافح المزارعون لمقاومة الأسود التي تهاجم مواشيهم. كما من الممكن أن تنقل الماشية الأمراض المميتة إلى الأسود. تحاول جماعات الحفاظ على البيئة إقناع أولئك الذين يعيشون بالقرب من تجمعات الأسود للمساعدة في حمايتها.
Comments