القدر أنقذ ثورة ساري من مقصلة مورينيو | كورة١١

انتهت قمة مباريات الجولة التاسعة من الدوري الإنجليزي الممتاز بين تشيلسي ومان يونايتد بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق.

مباراة حملت في طياتها عديد من الأمور، ولكن لعل أبرز ما يمكن أن يتم وصف تلك المباراة به هو استمرار تفوق أسلوب مورينيو بالمباريات الكبرى على رواد الأسلوب الهجومي.

نعم، المخضرم البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لمانشستر يونايتد، تفنن في إظهار نقاط ضعف خصمه ساري واستغلالها على أكمل وجه.

بالرغم من قبول هدف مبكر، عناصر “سبيشيال وان” ظلوا متماسكين بشكل كبير داخل ستامفورد بريدج، إيمانا في أن العودة ستأتي لا محالة عن طريق المرتدات.

مورينيو كان يعلم جيدا أن ساري لن يغير من أسلوبه المعتاد مثلما فعل خلال مواجهة الألماني يوجرن كلوب، لذا أعد له الدفاع المحكم كالعادة.

ما فعله مورينيو أمام ساري ربما يدل على أنه لاعبا رائعا في لعبة “الشطرنج”، العناصر التي بدأ بها مورينيو اللقاء، وتحديدا الثلاثي ماتا – راشفورد – مارسيال، أجبر ساري على الاعتماد على كوفاسيتش وليس باركلي منذ البداية، من أجل الأدوار الدفاعية.

الجميع يرى ثلاثية باركلي – كانتي – جورجينو، في وسط ملعب البلوز، أفضل توليفة ممكنة، هذا قد يكون صائبا في كثير من الأحيان، حينما تواجه فريق لحاول فرض أسلوبه عليك، ويقوم بعدد كبير من التمريرات والاستحواذ على الكرة، حينها تحتاج إلى عناصر تجيد استرجاع الكرة بسرعة، ولكن عندما تواجه خصم يعتمد على دفاع المنطقة وغلق كافة المساحات التي تؤدي إلى مرماه، فإنك تحتاج إلى لاعبين قادرين على فك هذه التكتلات الدفاعية من خلال تمريرة سحرية أو مراوغة لأكثر من لاعب أو تسديد من خارج منطقة الجزاء.

مورينيو حرم ساري من دعم باركلي الهجومي منذ البداية، ليجبر بدوره البلجيكي إيدين هازارد على العودة للخلف من أجل صناعة اللعب، وليس استلام الكرة في الأمام فيشكل خطرا أكبر على مرماك.

ساري وقع في كل فخ نصبه البرتغالي إليه، فقد دعم وسط ملعبه الهجومي، بسبب “الصداع” الذي صدره مورينيو له منذ البداية بتواجد رباعي هجومي لديهم سرعات فائقة “راشفورد – ماتا – مارسيال – لوكاكو”.

وبعد أن تقدم ساري في النتيجة مبكرا، لم يندفع مورينيو بعناصره إلى الأمام بـ”عنجهية الكبار” بل ظل محافظا على تركيزه، إنه يعلم جيدا أن اختراق تشيلسي سيأتي عندما تترك إليهم الكرة، وتجعلهم يظنون أن يتحكمون في المباراة.