المحتوى الرئيسى

قضية خاشقجي - وزير خارجية ألمانيا يؤجل قراره بشأن زيارة الرياض

10/17 15:10

قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في برلين إنه سيرجئ قرارا بشأن المضي في زيارة مزمعة للسعودية حتى تقدم الرياض إجابات أكثر وضوحا عن اختفاء الصحفي جمال خاشقجي. وقال وزير الخارجية هايكو ماس اليوم الأربعاء (17 ـشرين أول/ أكتوبر 2018) في برلين "ما يخص برنامج سفري، كنا بالفعل قررنا الزيارة في إطار مواصلة الحوار مع المملكة العربية السعودية".

مازال الغموض يكتنف قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فرغم تعدد الروايات عن كيفية اختفائه، إلا أن خيطا واحدا يتبلور حاليا بقوة ويتعلق بتورط مقربين من ولي العهد السعودي في اختفاء خاشقجي، حسب صحيفة أمريكية. (17.10.2018)

حذر الرئيس الأمريكي ترامب في مقابلة تلفزيونية من أن معرفة العاهل السعودي وولي عهده المسبقة بما وقع للصحفي جمال خاشقجي سينعكس عليهما بصورة سيئة، بعد أن تلقى تطمينات من الأمير محمد بن سلمان بإجراء تحقيقات شاملة لكشف مصيره. (16.10.2018)

وذكر ماس أن الزيارة التي كانت ضمن مسعى لتحسين العلاقات المتوترة مع المملكة ليس لها معنى وسط المخاوف بشأن مصير خاشقجي. وأضاف في مؤتمر صحفي في برلين "كانت هناك زيارة مزمعة في إطار الحوار مع السعودية. سنتروى في الأمر الآن... يعتزم الجانب السعودي تقديم بيان (بشأن المسألة)، وسنعتمد على هذا القرار في تحديد ما إذا كانت الزيارة مناسبة في الوقت الراهن". وقال الوزير ماس إن "الحكومة الألمانية ترغب في معرفة ما حدث لخاشقجي: وعندما نعلم ذلك، عندها نقرر اتخاذ الموقف الضروري".

من جانبها، طالبت الحكومة الألمانية السعودية وتركيا بتقديم معلومات رسمية بشأن واقعة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بأسرع ما يمكن. وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الأربعاء إن شيئا لم يحدث منذ يوم الثاني من تشرين أول/أكتوبر الجاري عندما دخل الصحفي السعودي قنصلية بلاده في اسطنبول، مضيفا أن ذلك من شأنه ألا "يزيل القلق من إمكانية ثبوت صحة هذا الاشتباه المروع". وأكد زايبرت أنه " يجب تقديم المسؤولين المحتملين عن هذه الواقعة  للمساءلة".

من جهتها، قالت ماريا اديبار المتحدثة باسم الخارجية الألمانية إنه لم يتم تحديد مدة زمنية معينة للسلطات التركية والسعودية لتوضيح الاتهامات، لكن هناك رغبة ملحة " أن يحدث ذلك قريبا". وذكرت اديبار أن وزير الخارجية هايكو ماس تحدث مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو حول التحقيقات أول أمس الاثنين.

كذلك أجل مدير شركة "سيمنس" الألمانية للصناعات الهندسية، جو كيزر، قراره بشأن المشاركة في مؤتمر اقتضادي كبير في السعودية الأسبوع المقبل، والذي أعلن العديد من مدراء الشركات والبنوك العالمية مقاطعته على خلفية أختفاء الصحافي جمال خاشقجي، ومن بين هؤلاء كريستين لاغارد، مديرة صندوق النقد الدولي وبيل فورد، الرئيس التنفيذي لشركة فورد.

جمال خاشقجي، الصحفي والكاتب السعودي، هو بطل قصة اختفاء لا يزال الغموض يلفها وتحيط بها السرية حتى اللحظة. عمل خاشقجي في السابق مستشارًا للحكومة. في أيلول/سبتمبر 2017، فرّ من السعودية للعيش في الولايات المتحدة خشية اعتقاله في حال عودته، حسب قوله. انتقد خاشقجي في مقالاته بعض سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ودور الرياض في الحرب على اليمن.

في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر 2018، دخل خاشقجي مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول لإتمام إجراءات مرتبطة بزواجه من خطيبته التركية و منذ تلك اللحظة اختفى أثره. وبحسب "واشنطن بوست" دخل خاشقجي إلى القنصلية حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، نقلاً عن خطيبته، التي قالت إنها رافقته ولكن لم يسمح لها بالدخول ولم يخرج خاشقجي في الساعة الخامسة بعد الظهر بعد إغلاق القنصلية رسمياً.

منذ الإعلان عن اختفاءه، قدمت السلطات التركية والسعودية روايتين متضاربتين بشأن خروج خاشقجي من القنصلية، إذ قالت أنقرة إنه لا توجد أدلة على أنه غادر مقر القنصلية، بينما ذكرت الرياض أنه خرج في اليوم ذاته. وما تزال السعودية تنفي رسمياً احتجاز خاشقجي وتصر على أنه غادر القنصلية وحده في اليوم ذاته.

مع بدأ التحقيقات طلبت السلطات التركية تمكينها من تفتيش مبنى القنصلية، وأعربت الرياض عن استعدادها للسماح بالتفتيش. إلا أنه لحد الساعة لم يحصل ذلك بعد، رغم مطالبة السلطات التركية المتكررة. ونشرت وكالة " رويترز" صوراً للقنصلية السعودية من الداخل، حيث تحدث القنصل، عن أن خاشقجي غير موجود في القنصلية.

بعد مرور أربعة أيام على اختفاءه، وفي السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2018 قال مصدران تركيان إن السلطات التركية تعتقد أن خاشقجي قتل داخل القنصلية.

نقلت وسائل إعلام تركية تسريبات عن احتمال مقتل خاشقجي على يد "فريق موت" وصل إلى إسطنبول على متن طائرتين خاصتين. وذكرت وسائل الأعلام التركية أنه من المحتمل أن جثة خاشقجي تم تقطيعها بـ" منشار عظم". قناة تلفزيونية تركية نقلت صوراً عن كاميرات مراقبة أظهرت أعضاء "فريق الموت" السعودي المزعوم.

ومن بين التفاصيل الأخرى التي نشرتها وسائل الإعلام التركية، هي سيارة سوداء، مظللة بالكامل ويمكن مشاهدة ما بداخلها، غادرت مبنى القنصلية السعودية بعد نحو ساعتين من دخول خاشقجي إليها، متوجهة إلى مكان مجهول. وتعتقد وسائل الإعلام التركية أن هذه السيارة ربما قد نقلت "جثة الصحفي السعودي بعد مقتله وتقطيع جثته".

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الاستخبارات الأمريكية رصدت اتصالات بين مسؤولين سعوديين، بحثوا خلالها مخطّط سعودي أمر به ولي العهد محمد بن سلمان، يهدف إلى استدراج خاشقجي إلى السعودية للقبض عليه، وذلك قبل اختفائه بأسبوع.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل