المحتوى الرئيسى

كانوا هناك.. حكايات الجنود المجهولين عن «أيام المجد»

10/07 20:03

سالى رطب - سمر مدحت - مها البدينى - سمر محمدين - هانى سميح

٤٥ سنة مرت على اللحظة التى كانوا من صُناعها، عدد كبير من أصدقائهم رحلوا عن الدنيا، بينما تقاعد الكثير منهم من أعمالهم المدنية، ولم يتبقَ فى حياتهم سوى ذكريات أشرف أيام مرت فى عمرهم، وهم يدافعون عن الأرض.

مجموعة من الصور تذكرهم بمن رحلوا فى قلب المعركة ومن عاشوا، قصص يرونها للأحفاد والأبناء يقولون فيها كنا هنا فى سيناء، نحررها بالسلاح، يقولون فيها «كنا جنودًا فى حرب أكتوبر».

«الدستور» تفتح صناديق ذكريات مجندى «٦ أكتوبر»، وتسمع منهم كيف ذهبوا إلى الجبهة وكيف عاشوا يوميات المعركة التى خلدوها فى عقولهم وقلوبهم، وأيضًا فى أسماء أبنائهم.

سيد أبوالعلا: وقّعنا «تبة الشجرة» على العدو بــ«آر بى جى».. وسميت ابنى باسم صديقى المسيحى

فى الثانية ظهرًا، يوم السادس من أكتوبر ١٩٧٣، وقف الجندى سيد أبوالعلا، الذى تقدم للتجنيد فى ٦ مايو عام ١٩٧١، بجانب زملائه على الجبهة، ومع غزو نسور الطيران المصرى السماء، انطلق مع زملائه الأبطال حاملين قواربهم إلى مياه القناة، لعبورها واقتحام خط بارليف.

استرجع «أبوالعلا» لحظات ما قبل الحرب: «تم تكثيف التدريبات بشدة على المجندين قبل الحرب بأسبوع واحد، ورغم أنه لا أحد منا كان يعلم ساعة الصفر بالتحديد، إلا أن حركة غريبة بدأت تدب فى كافة الكتائب العسكرية، وسط تدريبات يومية منذ طلوع الشمس حتى حلول الليل، ما بين الرماية واستخدام الرشاشات وركوب الدبابات والرياضات القتالية بكافة أنواعها».

وأضاف: «مكناش بنخرج من الكتيبة لحد قبل ٤٨ ساعة من يوم الحرب، اتحركنا من مكاننا وعسكرنا جنب القناة، ومحدش كان عارف كل ده ليه، لحد ما فوجئنا تانى يوم الساعة ٢ الضهر بالطيران بتاعنا فوق راسنا، وتلقينا ساعتها إشارات ببدء الحرب وعبور القناة».

وتابع: «عبرت مع زملائى وقائدنا اللواء شفيق، ووصلنا إلى البر التانى من القنال عبر الدبابات البرمائية، وتمركزنا فى النقط الموزعة علينا مسبقا، كنا عاملين زى معسكرات صغيرة، وحفر فى الأرض، بندخل فيها عشان نصطاد دبابات العدو لما تيجى».

استخدم العدو الإسرائيلى لبناء خط بارليف قطعًا حديدية من كبارى وقضبان القطارات، والعديد من أطنان الجبس والأسمنت والرمال، ليصبح ضخما لا يستطيع أحد مهما كان هدمه حسب وصف «أبوالعلا»، مضيفًا: «الحمد لله، قدرنا نعديه ونهدمه، من خلال خراطيم المياه، والأسلحة اللى معانا، بعدها بساعة كان كوم من التراب».

وتابع: «بعد ذلك، دخلنا إلى منطقة (تبة الشجرة)، التى كانت آنذاك مزارًا سياحيًا للعدو، وطهرناها من الألغام والمخدرات الموجودة بها، بعدما دارت بيننا وبين القوات الإسرائيلية المتمركزة بها اشتباكات عنيفة، انتهت بسيطرتنا الكاملة عليها وهروب الصهاينة وهزيمتهم».

واستكمل: «بعد تقهقر العدو إلى الخلف، بات جنودنا الأبطال طوال الليل يمشطون المنطقة، ويضعون الألغام فى الأماكن التى من المحتمل عودة الإسرائيليين عبرها مرة أخرى، وتمركزنا وحاصرنا التبة بعربيات محملة برشاشات. وقتها شوفنا الموت فى الثانية ٥٠ مرة».

وعن الأسلحة التى استخدموها، قال: «وقّعنا المنطقة على دماغ العدو بـالـ(آر بى جى). وكان فيه حفر بندخل جواها ونصطاد العدو، بعد ما جنودنا دخلوا ٥ كيلو لحد المدينة، وحرقنا دباباتهم (إم ٦١)، ودى من أخطر الدبابات، روحنا المعنوية وقتها بقت فى السما، لكن ما أظهرناش ده قدام العدو، لأن ممكن يكون فيه فخ يصطادك بالصواريخ».

وأضاف: «أكتر حاجة وجعتنى زمايلى اللى استشهدوا وهما متمسكين بالنصر والأرض، كنا بنقول لو هنموت مفيش رجوع، كنا نقعد فى الحفر دى ونفطر ونتوضا ونصلى جواها رغم حرارة الجو، والحمد لله قضينا على ١٥ دبابة». ولم يجد أبوالعلا كلمات شكر تفى امتنانه لزملائه الذين استشهدوا، إلا بتسمية ابنه الأكبر باسم صديقه المسيحى الذى استشهد إلى جواره «رمزى». ومن المواقف التى لا ينساها: «قبل الحرب بشوية رُحنا ميدان الرماية، نتدرب على ضرب النار، وقائدنا جاب ابنه الصغير عشان يتعلم ضرب نار، فالبندقية كانت بترد فى كتفه جامد، وكان يقوله دايما اجمد عشان هتحارب معانا». ويتذكر أيضًا: «الدبابة كانت تلف وتضرب فى الحفرة تموت واحد مننا تفرتكه، ومرة كنت فى الحفرة بتاعتى، لقيت حاجة طايرة وجاية عليا، افتكرتها غراب لقتها رجل واحد زميلى استشهد».

جمعة بسيونى: الإسرائيليون تساقطوا حولنا مثل الذباب فى «جبل المُر»

كان حلمه الالتحاق بالجامعة، لكن الحرب كان لها رأى آخر، فالشاب الذى أنهى دراسته الثانوية للتو فوجئ بالنكسة، التى جعلت كل شباب مصر مجندين لإعادة بناء الجيش المصرى وخوض حرب الاستنزاف، ليعود إلى حلمه المؤجل بعد الانتصار فى ١٩٧٣.

يحكى جمعة بسيونى، ٦٣ سنة، قصته على جبهة سيناء: «التدريبات كانت مُهلكة بميادين جبهة المعركة فى القناة، الجنود تزحف على بطونها فى رمال الصحراء، النظام قاسٍ من أجل الوصول إلى أعلى درجات المهارة فى التحكم بالأسلحة، هذا هو الحال على مدى ٤ سنوات قبل حرب ٦ أكتوبر، وذلك للوصول لأعلى نقاط الاحترافية باستخدام المدافع المُثبتة على الدبابة البرمائية فى سلاح المُشاة الميكانيكى». ويصف «بسيونى» إحساسه بالمعركة: فى العمليات كانت «المعركة ملتهبة هنا، يسقط الشهداء وتنزف الدماء، والرصاص من كل مكان يتطاير من حولنا متجه نحو الأعداء، والنيران تشتعل فى النقاط الحصينة للإسرائيليين، الدبابات البرمائية تقتحم، والطائرات تدك الحصون الحصينة، العدو يتساقط من حولنا مثل الذباب». «جبل المر» هو اسم المعركة التى قادتها الفرقة الميكانيكية بالجيش الثالث الميدانى». «وانتصرنا.. انتصرنا»» وعاد «جمعة» لاستكمال الدراسة، يختم: «كان الله معى، التحقت بالجامعة، وتخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وحتى الآن أحكى لكل الناس حكايتى وذكرياتى التاريخية مع النصر المجيد».

فاروق عبده: الجنود كانوا يفجرون أنفسهم فى دبابات العدو

«كان كل تركيزى منصبا على قوات العدو لأقتل أكبر عدد من الإسرائيليين، لكنى كنت أحس بوجودهم حولى، كان نورهم يحيط بى وبزملائى من حولى، فأدركت وقتها أن الله معنا، وأرسل ملائكته ليقفوا إلى جانبنا، كما أرسلهم إلى رسولنا يوم موقعة بدر».. هكذا تحدث فاروق عبده حسن، المجند بسلاح المدفعية خلال حرب أكتوبر، عن ذكريات الحرب.

يقول: «قبل الحرب بشهرين كنا نؤدى تدريبات مكثفة فى منطقة جبل عتاقة على عملية العبور فى سرية تامة، ومر الشهران ولم يكن هناك أى أخبار عن الحرب بل كانت كل المؤشرات العامة تؤكد أننا لن نحارب، وسافر عدد من القادة إلى السعودية لأداء فريضة العمرة». ويضيف: «تمركزت كتيبتنا على طريق السويس، وحتى لحظة الحرب لم يكن لدينا علم بأن وقت العبور قد حان، بل جاءتنا أوامر بالتحرك على الطريق، واتجهنا نحو جبهة القتال عبر الدبابات، وفى لحظات نصبت الكبارى وعبرت عليها الدبابات والسيارات، وصنعنا ثغرة فى خط بارليف، وانتصرنا على قوات العدو خلال ٦ ساعات فقط». طوال فترة الحرب، شاهد «فاروق» العديد من البطولات المصرية: «وقت الثغرة كان الجنود يلفون الديناميت حول أجسادهم ويفجرون أنفسهم فى دبابات العدو التى كانت تحاول الدخول إلى مناطق المدنيين فى مدن القناة».

من اللحظات التى لا ينساها «فاروق» عندما استهدف أحد زملائه، وأصيب فى قدمه التى قُطعت على الفور، يقول: «وجدته مبتسمًا وسعيدًا، ويقول لى: «إحنا انتصرنا.. ربنا نصرنا» لم يحزن على جسده، كل ما كان يهمه هو مصر.

مصطفى عبدالعزيز: ابنتى وُلدت لحظة العبور.. وأصبت فى «الثغرة» من رشاش طائرة

التحق مصطفى عبدالعزيز، المجند فى سلاح المظلات والإبرار الجوى خلال حرب أكتوبر، بالقوات المسلحة عام ١٩٦٩ وقت حرب الاستنزاف، وشارك فى معاركها وصولًا إلى ٦ أكتوبر ١٩٧٣.

مساء يوم ٥ أكتوبر، نقل مصطفى مع زملائه إلى معسكر الجلاء بالإسماعيلية، وقضوا الساعات التى سبقت العبور فى الجلوس والتسامر مثل أى يوم عادى، دون أن يدرى أحدهم أن المعركة الحاسمة على وشك أن تقوم.

يتذكر مصطفى: «صباح يوم العبور جاءتنا الأوامر بتحرك كل فرد فى الكتيبة بسلاحه، كل فى سيارته، لكننا لم نعلم إلى أين نتجه، وقبل ركوب السيارات جاءتنا الأوامر بأن يحمل كل مجند سلاحه مع الذخيرة الخاصة به وقنبلتين، أحدهما هجومية والأخرى دفاعية بالإضافة إلى زجاجة مياه، وكنت أحمل رشاشًا خفيفًا وشريطًا به ١٠٠ طلقة».

ويضيف: «عندما وصلنا إلى الجبهة أدركنا أنها الحرب، بعدما وجدنا قواتنا الجوية فوق رءوسنا وكانت قد دمرت الكثير من مناطق ارتكاز العدو فى الضفة المقابلة، وساعتها لم أفكر فى أى شىء، لا نفسى ولا أهلى، ولم يكن فى عقلى سوى مصر، وكيف أستعيد الأرض أو أموت شهيدًا».

يروى مصطفى: «توجهت قوات العبور نحو المعابر التى قسمت وفق خطة دقيقة تناسب نوع وكمية السلاح الذى يملكه العدو على الجهة المقابلة، والتى كنا على علم بها بالتفصيل».

ويتابع: «قاتلت طوال أيام الحرب وأصبت فى اليوم الأخير لها، بالتحديد يوم ٢٣ أكتوبر فى منطقة الثغرة، وكان ضغط جيش العدو كبيرًا، وأصيب الكثير منا، وجاءت إصاباتى من رشاش إحدى الطائرات الإسرائيلية».

فى الإسماعيلية، كما يشرح مصطفى: «قابلنا الأهالى الذين نقلونا للمستشفى فقام الأطباء هناك بإجراء الإسعافات الأولية لنا، وبعدها نقلونا إلى مستشفى القصاصين».

ويستطرد: «ابنتى ولدت لحظة العبور، لكننى كنت مشغولًا بالحرب والأخذ بثأر زملائى الذين استشهدوا، لذا لم أرها إلا بعد عدة شهور».

أحمد مصطفى: صلَّحنا المركبات المعطوبة وأعدناها سليمة إلى الجبهة مجددًا

من حملوا السلاح وجهًا لوجه مع العدو على الجبهة لم يكونوا المحاربين الوحيدين، فهناك غيرهم حاربوا دون أن يحملوا السلاح، ومنهم الجندى أحمد مصطفى صابر إبراهيم، الذى قضى خدمته العسكرية منذ ١٩٧٢ حتى ١٩٧٥، وكانت وظيفته إصلاح المركبات والعربات الحربية من خلال عمله فى ورش التصليح.

أثناء ذهابه لقضاء خدمته العسكرية، كان «أحمد» يعلم أنه لن يخرج من الجيش قبل وقت طويل، بسبب تأخر العديد من الدفعات فى خدمتهم العسكرية منذ دفعة ١٩٦٦، وذلك لظروف الحرب والاستعداد لها.

فى الجيش وظف فى ورش تصليح المركبات التى تعلم منها الكثير، مثل الالتزام ومعاملة الناس، لكثرة تعامله مع مختلف الأشخاص من صنايعية وفنيين. يتذكر هذه الأيام: «كانت الورش تحتوى على مسبك وتسييح الزهر والنحاس لتصليح جميع أنواع السيارات الحربية، بجانب باقى الورش المخصصة للمواتير والخراطة التى تعمل على إعادة تصنيع السيارة من جديد».

ويضيف: «كانت العربات وقت الحرب تأتى إلى الورشة مُطبّقة ومشوهة، وليس منها أمل، فنعمل على إصلاحها لتخرج من جديد إلى الجنود فى أرض الميدان».

كان «أحمد» صغيرًا وقتها، لا يدرك قيمة ما يفعله، لكنه حين يتذكر هذه الأيام يراها من «أفضل أيام حياته من ناحية الصداقة والمعاملة الحسنة بين الجنود وخوفهم على بعضهم البعض».

ويكشف عن خطة التمويه التى دبرها الجيش المصرى للعدو الإسرائيلى صباح يوم الحرب: «يوم ٦ أكتوبر الموافق السبت الساعة الواحدة ظهرًا صدر تصريح إجازة للمجندين ليعودوا لمدنهم، لتوصيل رسالة للصحفيين والسفارات والأجانب المقيمين فى البلد بأنه لن تكون هناك حرب، وأن الوضع مستقر، لكنها كانت خطة تمويه للعدو الإسرائيلى».

أثناء عودة المجندين لمنازلهم- كما يتذكر «أحمد»- علموا ببيان القوات المسلحة لإعلان الحرب، فعادوا مجددا لأماكنهم العسكرية والورش المكلفة بتصليح المركبات وإمداد الجنود بها، مضيفًا: «بمرور الوقت اكتشفنا أن هذا كان من أذكى الخطط التى دبرت للعدو».

ويضيف: «تعايشنا مع أجواء الحرب من داخل الورش، وكنا نستمع لصوت إطلاق النيران وبجوارنا ملحق المدرعات الذى كنت أشاهد من خلاله الدبابات الإسرائيلية المصادرة من قبل الجيش المصرى فى الحرب».

ولا ينسى «أحمد» فرحتهم وفخرهم بعد انتصارهم فى الحرب، ويتذكر ابن عمه الذى كان مجندًا بسلاح الصاعقة، وقضى معه نفس فترة خدمته، واستشهد فى بداية الحرب، وكان من أوائل الجنود، الذين عبروا خط بارليف لتأمين الطريق لباقى الجيش، قائلًا: «لم أشعر بالحزن على استشهاده بقدر ما شعرت بالفخر».

محمد محمود:سجدت لله شكرًا تحت قصف المدافع.. ومكثنا أيامًا داخل الدبابة

«بعد تعرضنا للهزيمة فى ١٩٦٧ لم أتحمل الوقوف مكتوف الأيدى لأشاهد الحرب من بعيد، فى الوقت الذى أرى فيه دموع جيرانى وأصدقائى الذين فقدوا ما فقدوه، لذا قررت الالتحاق بالجيش».

بهذه الكلمات بدأ محمد محمود، المجند السابق فى القوات المسلحة المصرية أثناء حرب أكتوبر ١٩٧٣ ذكرياته عن الأيام المجيدة، التى تلت نكسة ٥ يونيو ١٩٦٧.

يقول محمد: «التحقت بالجيش بعد النكسة بأشهر فى بدايات ١٩٦٨، وخدمت فى سلاح المدرعات ضمن الكتيبة ٢٤٣ مدرعات، التابعة للواء ١٨ مشاة ميكانيكا، الذى يخدم ضمن الفرقة ٢١ مدرع، وكنت أحد أفراد طاقم دبابة روسية من بين دبابتين تابعتين لكتيبتى».

بداية خدمته تزامنت مع انطلاق حرب الاستنزاف، التى كانت جميع الكتائب العسكرية تقوم فيها بمهمات مختلفة وفقًا للأوامر التى تتلقاها من القيادات العليا لكل فرقة. وبالفعل وقع الاختيار على بعض سرايا الدبابات فى الفرقة ٢١ مدرع، وتكليفهم للقيام بمهمة خاصة على الجبهة فى منطقة «الدفرسوار»، بموازاة الساتر الترابى الذى شيده العدو فى هذه المنطقة.

«محمد» ورفاقه من طاقم الدبابة كانوا ضمن المختارين للقيام بهذه المهمة، التى كانت أولى مهامه الحقيقية فى الحرب، وتضمنت قيامهم مع غيرهم من الدبابات المرابطة على القناة فى الناحية الغربية بفتح النيران على الناحية الشرقية فى نطاق محدود.

يتذكر «محمد»: «خلال تنفيذ العمليات رد العدو بتكثيف إطلاق النار من مدافعه الهاوتزر على قواتنا فى غرب القناة، ويومها استشهد الفريق أول عبدالمنعم رياض داخل أحد الملاجئ العسكرية أثناء قيامه بمتابعة إحدى العمليات القتالية».

بعد ذلك تكررت العمليات المماثلة، كما يوضح «محمد»: «كانت تأتينا أوامر بإجراء مشروعات قتالية متلاحقة، فيها قتال بالذخيرة الحية فى أماكن متفرقة بطول القناة والساتر الترابى».

ولاستكمال التدريب بدأ تنفيذ أحد المشروعات الرئيسية فى الاستعداد للمعركة الحاسمة، وربما أهمها على الإطلاق، وتمثل فى تنفيذ المشروع التكتيكى للعمليات فى منطقة «الخطاطبة» بمحافظة البحيرة.

فى هذه المنطقة، جهزت القوات المسلحة المصرية ميدانا مشابها لمنطقة القناة، مزودًا بساتر ترابى ونقاط هيكلية تماثل شبكة العدو الدفاعية، وتوالى تنفيذ التدريبات به حتى ما قبل مرحلة العبور.

عن هذه الفترة يتذكر: «الأيام كانت بطيئة ومملة، والاستعدادات ظلت مستمرة حتى جاء يوم لا يمكن أن أنساه طوال حياتى، وكان يوم ٥ أكتوبر ١٩٧٣، فيومها صدرت إلينا أوامر بالتجهز لمشروع قتالى ضخم بالذخيرة الحية».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل