المحتوى الرئيسى

بريد الوطن| وكأن عاصفة مرت.. من هنا!

09/23 10:48

عندما فتح الطفل عينيه الصغيرتين، أصابته الدهشة! وامتلأ قلبه الصغير رعباً، فغرفته مظلمة بطريقة لم تحدث من قبل! إنه لا يرى شيئاً! تسرّب إليه شعور غريب بأنه ربما تحوّل إلى خفاش! أصابه هذا الشعور بخيبة شديدة، وحزن عميق، فقد كانت أمنيته الأخيرة قبل أن ينام هى أن يصبح طائراً كبيراً كالنسر أو الصقر حتى يستطيع أن يحمل أبويه وإخوته ويطير بهما بعيداً عن هذه الحرب التى تدمر كل شىء! أخذ يتحسس جسده النحيل بخوف بالغ، واطمأن عندما تأكد أن جسده ما زال كما هو، ولم يتحوّل إلى خفاش!

كاد يختنق، من ضيق المكان، انفتحت كوة صغيرة، فغمر ضوء الشمس المكان، لم تتحمل عيناه الضوء الشديد، أغمضهما، وبعد برهة، عاد ليفتحهما شيئاً فشيئاً، استطاع أن يسحب جسده من خلال الكوة ويطلع للخارج، لكنه بُهت عندما رأى ما رآه، لا شىء إلا الأنقاض، لا أثر للمدينة! لا أثر للناس وكأن عاصفة مرت من هنا وأخذت كل شىء معها! تذكر والديه وإخوته، أصدقاءه وجيرانه، لا أثر لهم! نظر إلى أسفل قدميه، كان يقف على قمة كومة هائلة من الأنقاض! وبعد أن مر عليه هاجسه كاد أن يخلع قلبه من صدره ولكنه سرعان ما نسيه! بل وبطريقة عجيبة، ابتسم ابتسامة كبيرة، وعاد إلى حيث كان، ورقد فى سريره، وأغمض عينيه، وهو يقول بصوت مسموع، وكأنه يُسمع نفسه: مجرد كاااااااااابوس!!!!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل