مهمة عمل.. ماذا يفعل السيسي في الأمم المتحدة؟

٩٥ رئيس دولة على الأقل يشاركون فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة

توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم إلى نيويورك، للمشاركة فى اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر انعقادها الثلاثاء المقبل بمشاركة رؤساء ٩٥ دولة على الأقل.

وتنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى كل عام يوم الثلاثاء من الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر، وتم الاتفاق على أن يكون موضوع «جعل الأمم المتحدة وثيقة الصلة والأهمية للجميع: القيادة العالمية والمسئوليات المشتركة لتهيئة مجتمعات يسودها السلام والتكافؤ»، هو محور النقاش العام للدورة ٧٣.

يلقى بيان مصر.. يترأس اجتماع «مجموعة الـ77» ويستعرض تجربة الإصلاح الاقتصادى مع القيادات الأمريكية

يلقى الرئيس بيان مصر أمام الجمعية العامة، ويعرض من خلاله رؤية مصر لتعزيز دور الأمم المتحدة، والمواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، ورؤيتها لأولويات صون السلم والأمن العالميين، وجهودها فى دعم مكافحة الإرهاب الدولى.

ويترأس الرئيس الاجتماع رفيع المستوى لمجموعة السبعة والسبعين، التى تتولى مصر رئاستها خلال العام الجارى للمرة الثالثة فى تاريخ إنشاء المجموعة، ويلقى البيان الافتتاحى لمصر أمام الاجتماع، والذى يتضمن استعراض الدور المصرى فى دعم أنشطة المجموعة منذ تأسيسها فى ستينيات القرن الماضى، الأمر الذى أسهم بشكل فعال فى تعزيز إطار التعاون بين دول الجنوب.

ويشمل البيان استعراض موقف مصر نحو الجهود الرامية لإصلاح المنظومة التنموية للأمم المتحدة، للاستجابة بشكل أكبر للمتطلبات والاحتياجات التنموية لدولها الأعضاء.

وتتضمن زيارة الرئيس لنيويورك أيضًا نشاطًا مكثفًا على الصعيد الثنائى بين مصر والولايات المتحدة على عدة مستويات، من ضمنها عقد عدد من اللقاءات مع الشخصيات السياسية والفكرية ذات الثقل بالمجتمع الأمريكى، وكذا مع قيادات كبريات الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وبيوت المال وكبار مسئولى وأعضاء غرفة التجارة الأمريكية.

ويتضمن برنامج الزيارة لقاء عدد من أعضاء «الكونجرس»، وسيجرى الرئيس حوارات مفتوحة معهم، للتباحث حول سُبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ويسلط الرئيس الضوء على تطورات الإصلاح الاقتصادى وتشجيع الاستثمار فى مصر، ورؤية الدولة لدور القطاع الخاص فى التنمية، ومستجدات تنفيذ المشروعات التنموية العملاقة فى مصر.

كما يتضمن عقد لقاءات مكثفة مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، للتباحث بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية بينهم وبين مصر، فى شتى المجالات، إضافة إلى تبادل الرؤى ووجهات النظر حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ومن المقرر أن يشارك الرئيس فى قمة نيلسون مانديلا للسلام، التى تأتى تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى المئوية لمولد الزعيم الإفريقى الراحل، ويلقى كلمة بهذه المناسبة أمام القمة.

من جهته، قال السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، إن اللقاءات الثنائية التى سيعقدها الرئيس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتضمن لقاءً ثنائيًا مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب، كما يجرى ترتيب عدد كبير من اللقاءات الأخرى، مع كبار القادة المشاركين فى الاجتماعات.

وأضاف مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أن هذا النوع من الاجتماعات يخضع لاعتبارات كثيرة تنظيمية، ولذلك لا يتم الإعلان عنها حتى اللحظات الأخيرة، نظرًا لأنه فى ظل الجدول المزدحم للجميع، وكثرة الفعاليات وتداخلها من الوارد إلغاء أو تعديل أىٍّ منها فى أى وقت، مؤكدًا أن الإلغاء أو التأكيد فى مثل هذه الحالات يكون لاعتبارات تنظيمية وليس له أى بُعد سياسى.

وذكر إدريس أن كل الفعاليات التى سيشارك فيها الرئيس السيسى، سيلقى خلالها كلمة مصر، وبشكل أساسى هناك الكلمة العامة التى سيلقيها أمام النقاش العام للقادة والزعماء الذى سينطلق الثلاثاء المقبل، بالإضافة إلى قمة نيلسون مانديلا، واجتماع مجموعة الـ٧٧، واجتماع تغير المناخ.

وتابع: «لم يتم حتى الآن تحديد مستوى مشاركة مصر فى قمة حفظ السلام، سواء بحضور الرئيس أو وزير الخارجية، لكن فى كل الأحوال ستكون هناك كلمة خاصة بمصر فى هذه القمة».

محمد إدريس: لا مشاركة فى اجتماعات خاصة بـ«صفقة القرن».. وحضور فعاليات لدعم فلسطين و«أونروا»

حول ما أثير مؤخرًا عن طرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خطته حول السلام فى الشرق الأوسط «صفقة القرن» أثناء فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومشاركة مصر باجتماعات فى هذا الإطار، قال السفير محمد إدريس إنه «لا توجد اجتماعات فى إطار مبادرة الرئيس ترامب للسلام ستشارك بها مصر».

وأضاف: «لكن هناك اجتماعات أخرى ستعقد لتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى، منها اجتماع لجنة تقديم المساعدات للشعب الفلسطينى، والتى تشارك بها مصر دائمًا».

وتابع المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، أن مصر ستشارك فى اجتماعات لبحث وضع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، والفجوة التمويلية التى تعانى منها هذه الوكالة الدولية، بالإضافة إلى اجتماعات فرعية خاصة ببحث الأوضاع فى ليبيا وسوريا واليمن، ولن تشارك بها كل الدول، لكن المعنية، وعلى رأسها مصر لبحث التطورات الأخيرة، والجهود التى يقوم بها مبعوثو الأمم المتحدة لدى سوريا وليبيا واليمن. وشدد على حرص مصر على إنهاء معاناة تلك الشعوب الشقيقة، والتوصل إلى حلول سياسية توقف الصراع والنزاع والاقتتال.

وبالنسبة إلى الشق الثنائى فى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لنيويورك هذا العام، قال إدريس إن الرئيس يحرص دائمًا على تعزيز هذا الجانب، ودفع العلاقات المصرية- الأمريكية إلى آفاق أرحب، من خلال سلسلة من اللقاءات المتنوعة مع النخبة وصناع القرار الأمريكى.

وأوضح أن البعثة المصرية الدبلوماسية فى واشنطن تعمل بجد فى هذا الإطار، لترتيب هذه اللقاءات، وعلى رأسها القمة الثنائية بين الرئيس السيسى وترامب، إلى جانب الشخصيات السياسية والاقتصادية المؤثرة فى صنع القرار الأمريكى، كذلك يجرى الرئيس مقابلات مع وسائل الإعلام الأمريكية.

وقال سفير مصر إن الشق الاقتصادى والاستثمارى سيحتل موقعًا بارزًا فى هذه اللقاءات، حيث يستقبل السيسى مجموعة من رؤساء كبريات الشركات الأمريكية.

قمة خاصة بذكرى نيلسون مانديلا لدعم جهود إنهاء الصراعات