المحتوى الرئيسى

فصائل مسلحة ترفض اتفاق سوتشي وآلاف النازحين يعودون لإدلب

09/19 17:00

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة الأربعاء (19 أيلول/سبتمبر 2018) بأن فصائل مسلحة أعلنت رفضها للاتفاق التركي ـ الروسي والخاص بإقامة منطقة منزوعة السلاح حول محافظة إدلب وذلك بهدف تجنب هجوم عسكري تعتزم الحكومة السورية والميليشيات التابعة لها شنه على آخر معاقل المعارضة المسلحة السورية.

في نفس الوقت يستغل آلاف النازحين الإعلان التركي ـ الروسي للعودة إلى منازلهم في المحافظة بشمال غرب سوريا والمتاخمة للحدود التركية ومحيطها، وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدة آلاف من النازحين قد عادوا إلى منازلهم فعلا خلال أقل من 48 ساعة من الإعلان على الاتفاق التركي الروسي.

توصل الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين لاتفاق حول محافظة إدلب يبعد عنها حاليا شبح حرب كانت تهدد الملايين. وعلى ضوء ذلك باتت تركيا مسؤولة عن إخلاء المنطقة من الجهاديين، لكن كيف؟ (18.09.2018)

رحب وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس بالاتفاق الروسي- التركي بشأن محافظة إدلب السورية، معتبرا إياه "إشارة جيدة". (18.09.2018)

وقال المرصد في بيان صحفي اليوم إن "كلا من فصائل حراس الدين وأنصار التوحيد وأنصار الدين وأنصار الله وتجمع الفرقان وجند القوقاز رفقة فصائل جهادية أخرى عاملة ضمن هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا)، رفضت الانسحاب من خطوط التماس مع قوات النظام الممتدة من جسر الشغور إلى ريف إدلب الشرقي مروراً بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي".

وأضاف أن "هذه الفصائل أبدت استعدادها لمجابهة أي طرف يسعى لسحب سلاحها وإجبارها على الانسحاب من نقاطها الواقعة، بل على النقيض من ذلك ستبقى على نقاطها لقتال الجيش والروس". وحسب المرصد، لم يعلم حتى اللحظة فيما إذا كانت الجبهة الوطنية للتحرير (الاسم الجديد لتحالف يضم بعض فصائل المعارضة) ستتولى قتال المجموعات الرافضة للاتفاق وخاصة بعد الشحنات الكبيرة التي أدخلت لها من تركيا على مدار ثلاثة أيام متواصلة بدءاً من 10 أيلول/ سبتمبر الجاري.

من جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "استفاد النازحون من فترة الهدوء التي رافقت المفاوضات الروسية التركية ليبدأ عدد منهم بالعودة قبل أن تزداد الوتيرة مع إعلان الاتفاق". وأشار عبد الرحمن إلى أن "نحو سبعة آلاف نازح عادوا إلى بلداتهم وقراهم منذ إعلان الاتفاق الروسي التركي، وخصوصاً في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي". وتقع بعض القرى والبلدات التي عاد إليها سكانها، وفق عبد الرحمن، في المنطقة المنزوعة السلاح.

تعتبر محافظة إدلب في شمال غربي سوريا آخر المعاقل الرئيسية لفصائل المعارضة، وتتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة فهي من جهة محاذية لتركيا الداعمة للمعارضة، ولمحافظة اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد من جهة ثانية. كما أن مدينة إدلب (مركز المحافظة) لا تبعد عن طريق حلب - دمشق الدولي سوى 20 كليومتراً.

قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا كان غالبية سكان إدلب يعتمدون على الزراعة وخصوصاً الزيتون والقطن والقمح. وبسبب اشتهارها بزراعة الزيتون فقد كان يطلق عليها "إدلب الخضراء". كما أنها كانت سوقاً تجارياً واسعاً للمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى كونها أحد مراكز صناعة الصابون في سوريا.

وتعرف محافظة إدلب بكثرة متاحفها ومواقعها الأثرية التي تعود لحقب تاريخية قديمة، ومن أبرزها مدينة إيبلا الأثرية، إحدى أقدم الممالك في سوريا قبل الميلاد. قبل اندلاع النزاع في 2011، كان متحف إدلب يتميز باحتوائه على مجموعة قيمة من الرقم المسمارية، التي تروي عبر نصوص سياسية وأدبية تاريخ مملكة إيبلا. إلا أن المتحف الذي أُعيد افتتاحه هذا الشهر، لم يسلم خلال سنوات الحرب من القصف وأعمال السرقة والنهب.

انضمت محافظة إدلب سريعاً إلى ركب الاحتجاجات على النظام السوري التي اندلعت في آذار/ مارس 2011، والتي تحولت لاحقاً الى نزاع مسلح تعددت أطرافه. وفي آذار/ مارس 2015 سيطر "جيش الفتح"، وهو تحالف يضم فصائل إسلامية وجهادية بينها جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة بسوريا) التي تحولت إلى "هيئة تحرير الشام" على كامل محافظة إدلب باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية.

بعد اقتتال داخلي بين الفصائل المتعددة في 2017، باتت هيئة تحرير الشام تسيطر على الجزء الأكبر من محافظة إدلب مقابل تواجد محدود لفصائل أخرى أبرزها حركة أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي. وفي 18 شباط/ فبراير 2018، أعلنت الحركتان المذكورتان اندماجهما تحت مسمى "جبهة تحرير سوريا" لتخوضا مجدداً معارك مع جهاديي هيئة تحرير الشام.

ومنذ سيطرة فصائل المعارضة عليها، وطوال سنوات، شكلت محافظة إدلب هدفاً للطائرات الحربية السورية والروسية، كما استهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن قياديين جهاديين فيها بشكل دوريّ. ويعيش في إدلب حالياً نحو 2,3 مليون شخص بينهم أكثر من مليون نزحوا من مناطق أخرى، مع أعداد كبيرة من المقاتلين الذين رفضوا إلقاء السلاح ولا سيما من الغوطة الشرقية التي خضعت لحصار طويل وهجمات عنيفة.

منذ 2014 تعرضت إدلب إلى عدة هجمات كيميائية، فبعد تأكيد لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن قوات النظام استخدمت الغازات السامة في كل من بلدة تلمنس (21 نيسان/ ابريل 2014) وبلدتي سرمين وقميناس (آذار/ مارس 2015)، تعرضت مدينة خان شيخون لهجوم كيميائي في 2017، أدوى بحياة عشرات الأشخاص بينهم 30 طفلاً. واتهمت الأمم المتحدة النظام السوري بشن الهجوم، رغم نفي الأخير.

تشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في أيار/ مايو 2017 في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق في إدلب في أيلول/ سبتمبر الماضي. لكنها تعرضت نهاية 2017 لهجوم عسكري تمكنت خلاله قوات النظام بدعم روسي من السيطرة على عشرات البلدات والقرى في الريف الجنوبي الشرقي وعلى قاعدة عسكرية استراتيجية.

أكد الرئيس السوري بشار الأسد في 26 تموز/ يوليو الماضي أن "هدفنا الآن هو إدلب على الرغم من أنها ليست الهدف الوحيد". وفي 9 آب/ أغسطس الجاري قصفت قوات موالية للنظام السوري مواقع في إدلب قالت بأنها لفصائل معارضة وجهاديين وألقت منشورات تدعو السكان للاستسلام.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل