المحتوى الرئيسى

بعد 5 سنوات من تقديمها: الكنيسة تطبّق رؤية رهبان دير «أبومقار» لتصحيح «الرهبنة»

08/18 23:32

نشر الموقع الإلكترونى لدير أبومقار بوادى النطرون، ورقة بحثية، سبق وقدمها رهبان الدير، فى 2013، إلى مؤتمر «الرهبنة القبطية.. الواقع والأمل»، الذى نظمه المجمع المقدس للكنيسة، بالمقر البابوى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، برئاسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وحذروا فيها من «ضعف خصائص الرهبنة، واهتزاز أعمدتها»، وذلك قبل أكثر من 5 سنوات من حادثة مقتل الأنبا «إبيفانيوس»، رئيس دير أبومقار، المتهم فيها 2 من رهبان الدير.

و«الورقة» التى رصد فيها الرهبان واقع الرهبنة القبطية وكيفية إصلاحها، أخذت بها الكنيسة وقتها فى وضع قانون الرهبنة القبطية الذى أُقر فى نفس العام، لكن ظل «حبراً على ورق»، وبدأت الكنيسة ولجنة الرهبنة وشئون الأديرة التابعة للمجمع المقدس، تطبيق توصيات الورقة مؤخراً فقط، بعد مقتل الأنبا إبيفانيوس، لضبط الحياة الرهبانية فى الأديرة القبطية، فى قرارت لجنة الأديرة الخاصة بهذا الشأن.

وأشار الدير، فى ورقته البحثية تلك إلى أن «الرهبنة فى هذه الأيام ضعفت أهم خصائصها، وهى نذورها الثلاثة الرئيسية المعروفة: الطاعة، والفقر، والبتولية. فاهتزَّت أعمدتها، وأضحت الطاعة فيها طاعة لأهواء الذات، والفقر مظهراً لاستدرار عطف الأغنياء، والبتولية ثوباً ممزَّقاً يكشف كلوم المجروحين بسهام الشهوة»، مرجعاً ذلك إلى انفتاح الأديرة على العالم، وعدم التدقيق فى اختيار مَن يتقدَّم للرهبنة، وتغلغل شهوة الكهنوت إلى الرهبان، واتجاه الرهبان لبناء القلالى والمضايف الخارجية، بعيداً عن أنظار مجمع الدير، مضيفاً: «وربما يبدأ الراهب ببناء كنيسة خاصة به هناك، يستقبل فيها الرحلات ليُقيم لهم فيها القدَّاسات، راسماً على وجهه علامات المتوحِّد، منتحلاً لمظهر الناسك الزاهد المنقطع عن العالم، كى يستدرَّ عطف الناس، ويستدرَّ أيضاً أموالهم؛ خادعاً إيَّاهم».

وحذر الدير فى ورقته المشار إليها من تسرُّب محبة المال إلى قلب الراهب، وذلك حين تقول: «ولاحتياج الراهب للمزيد من الأموال كى يصرفها فى خدمة الذين تعرَّف عليهم ويقصدونه، أصبح بعض الرهبان يأخذون ريع المشروع القائمين عليه فى الدير، ليعطوا الدير جزءاً منه، والباقى لا يَعْلَم عنه أحدٌ شيئاً. وربما يصل بهم الأمر إلى إقامة مشاريعهم الخاصة دون استئذانٍ من أحد، ويا ليت الأمر يتوقَّف عند هذا الحدِّ، بل إن الراهب المسكين يتجاسر فيقبل صدقات العلمانيين وعطاياهم ويأخذها لنفسه، والنتيجة المؤسفة أن: أصبح لدينا رهبان أغنياء يملكون سيارات على أحدث موديل، وموبايل فون على أحدث طراز، ويرتدون أفخر الجلابيب والملابس، ويُعظِّمون معيشتهم، ويفقدون فقرهم الذى اختاروه ونذروه يوماً». وقسّم الدير الرهبان الذين لم يتم التدقيق فى رهبانيتهم إلى ثلاث فئات: «المنتفعون، صغيرو النفوس، غير المدعوين». وأشار الدير إلى أنه يمكن إصلاح واقع الرهبنة هذا بتقنين زيارات العلمانيين إلى الأديرة، والتحقيق الشديد فى اختيار طالبى الرهبنة.

وكانت لجنة الرهبنة بالمجمع المقدس، قررت إيقاف طلبات الرهبنة الجديدة لمدة عام، وإيقاف ترقية الرهبان للكهنوت لمدة 3 سنوات، وحذرت من اختلاط الرهبان بالعلمانيين، فضلاً عن توصيتها بالاهتمام والتدقيق بحياة الراهب والتزامه الرهبانى داخل الدير، ومحاكمة الرهبان المتورطين فى أى تعاملات مالية أو مشروعات لم يكلفه بها ديره، كنسياً.

وقال الأب باسيليوس المقارى، أمين مكتبة دير أبومقار بوادى النطرون، إنه لا صحة لتقديم الدير أى ورقة بحثية بعد مقتل الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس الدير، إلى الكنيسة، من أجل تصحيح وضع الرهبنة القبطية، مؤكداً أن الورقة التى تم تقديمها كانت فى يناير 2013، بدعوة من البابا تواضروس، الذى أقام هذا المؤتمر بعد 3 شهور من توليه الكرسى البابوى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل