الآلاف في السويس يشيعون جنازة طفلين ضحية بالوعة الصرف

شيع الآلاف في السويس جنازة الطفلين عبد الرحمن فوزي، وساندي الشعيري اللذين غرقا في بالوعة صرف صحي غير مغطاة بضاحية 24 أكتوبر.

وتوافد المشيعون على مسجد حمزة سيد الشهداء بحي فيصل بعد إعلان أهل الطفلين خروج جنازة الطفلين معا بدلا من خروج كل منهما منفردا كما كان مخطط ليلية السبت.

وشارك في الجنازة مئات العمال بشركات السويس والذين حضر عدد كبير منهم في أتوبيسات الشركات خاصة شركة مصر إيران للغزل والنسيج حيث يعمل والد الطفلين.

وكان الطفلان لقيا مصرعهما غرقا في البالوعة قرب مسكنهما، وعثرت عليهما أسرتيهما متوفيين في بالوعة صرف صحي قرب مسكنهما، وتم نقل الطفلين لمشرحة مستشفى السويس العام وأخطرت النيابة للتحقيق.

يذكر أن اللواء محمد جاد كان تلقى بلاغا بحادث وفاة الطفلين، وأظهرت التحريات وأقوال الشهود العيان إن الطفلين عبد الرحمن فوزي 6 سنوات، وساندي عبده الشعيري 4 سنوات، كانا يلعبان مساء الجمعة الماضية أمام منزلهما بمنطقة 24 أكتوبر، وأثناء ذلك اختفيا.

 وقبل حلول الثانية عشر بقليل، شاهد أحد الأشخاص جسم غريب يطفو على الماء، وبالاقتراب منه رأى أحد الطفلين وبجواره الأخر، وهرولت أسرتي الطفلين إلى  مستشفى السويس العام لإنقاذهما إلا إنهما كانا فارقا الحياة، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.

وقال أحد أقارب الطفلة ساندي إنها وجارها الطفل عبد الرحمن كانا يلعبا أمام المنزل بضاحية 24 أكتوبر واختفيا فجأة، وأضاف قريب الطفلة الذي رفض نشر اسمه انه علم باختفاء ساندي فذهب للأسرة بمسكنهم للمشاركة في البحث عنها وظن في البداية إنها تعرضت للخطف أو خرجت من المنطقة وتاهت ولم تستطع العودة لافتا إنها اختفت وظلت في البلاعة قرابة 4 ساعات حتى ظهرت جثتها. 

وأضاف عقب مشاركته في الجنازة أن أحد الجيران رأى حذاء طفل على وجه مياه بالوعة صرف صحي بجوار المنزل، وعندما توجهوا وجدوا جثتي عبد الرحمن وساندي عائمتين.

وفي السياق قرر اللواء أحمد حامد محافظ السويس تشكيل لجنة برئاسة خالد سعداوي السكرتير العام المساعد للمحافظة للتحقيق في حادث وفاة الطفلين، وضمت اللجنة عضوية كلا من مدير عام مديرية الإسكان والمرافق ورئيس حي فيصل ومدير إدارة الأزمات ومدير الإدارة القانونية بالمحافظة ومدير الإدارات الهندسية بحي فيصل للتحقيق في الحادث.

وكلف اللواء حامد اللجنة بالوقوف على أسباب الحادث وملابساته وتحديد من يقع عليه مسؤولية ذلك الحادث، والكشف عن أي تهاون أو إهمال تسبب في وفاة الطفلين عبد الرحمن فوزي، وساندي محمود الشعيري، لاتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية.

وقرر حامد استدعاء رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي ورئيس قطاع الشركة بالسويس، لوقوف على وضع بالوعات الصرف السبب وراء سرقة الأغطية المتكررة.

وأجري المحافظ اتصالاً هاتفيا بأسر الطفلين مقدماً العزاء لهما، ووجه بمشاركة القيادات التنفيذية والأمنية في تشييع جنازة الطفلين.

وفي سياق متصل أعلن البرلماني طلعت خليل عضو مجلس النواب عن محافظة السويس، انه سيتقدم باستقالته لرئيس البرلمان، احتجاجا على تجاهل حل مشكلات المرافق في السويس ما أدى إلى غرق طفلين.

قال النائب طلعت خليل إن هناك محاولات من زملاءه النواب ليتراجع عن قرار الاستقالة الذي أعلن عنه عقب وفاة الطفلين، مضيفا أن النائب أحمد السحيمي رئيس لجنة الإدارة المحلية اتصل به السبت، وقدم تعازيه لأسرة الطفلين وأهالي السويس، وأبلغه انه تقدم بمذكرة عاجلة إلى الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب لعقد جلسة عاجلة للجنة الإدارة المحلية لبحث إيجاد حل لتلك الأزمة التي تودي بحياة المواطنين.

وأشار نائب السويس إلى أن رئيس لجنة الإدارة المحلية أخبره أن الواقعة تكررت في البحيرة، ولابد من إيجاد حل لذلك.

وعقب النائب انه لن يتراجع عن القرار، مبررا ذلك انه قدم أكثر من طلب إحاطة واستجواب حول تلك الأمور والإهمال فيها، لكن الحكومة لا تحاسب أحد.

وختم النائب حديثه منفعلا: " أنا مش هستنى نجيب أطفالنا من البلاعات المفتوحة، الناس بتغرق في كفر أحمد عبده القديم، بسبب ميه الصرف اللي طافحة"

كما قدم النائب عبد الحميد كمال عضو مجلس النواب عن السويس، طلب إحاطة عاجل إلى رئيس الوزراء للتحقيق في الواقعة، موضحا أن الإهمال المستمر هو ما أدى إلى غرق طفلين في عمر الزهور.