المحتوى الرئيسى

خمسون عامًا من الدعوة.. رحيل الشيخ أبو بكر الجزائري مُناهض "بومدين" ومُؤيد "المجاهد بوتفليقة"

08/15 15:46

على مدار 50 عامًا، ألف السعوديون ورواد المسجد النبوي صوت الشيخ أبوبكر الجزائري القادم من حلقات الدرس، قبل أن يلقوا النظرة الأخيرة على جثمانه في المدينة المنورة.

فارق الجزائري الحياة عن عمر ناهز 98 عامًا، بعد معاناته مرضًا مُزمنًا طوال السنوات الأخيرة، كما الالتهاب الرئوي. وصحب ذلك شائعات بين وقت وآخر عن وفاته.

ويحظى أحد أبرز علماء السلفية، الذي كان من أوائل مُدرسي الجامعة الإسلامية بالمملكة، بمكانة بارزة وضعته محل اهتمام، سواء في موطنه الأم (الجزائر) أو في المنطقة العربية.

عُرف الجزائري بإطلاقه آراء سياسية، منذ معارضته الرئيس الجزائري السابق هواري بومدين، ودعوته للجهاد ضد حرب الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، رغم فتواه بمشروعية النظام الديمقراطي. ودعوته الجزائريين إلى انتخاب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.

في ولاية بسكرة (400 كيلومتر جنوب العاصمة)، التي كانت أحد مراكز الحركة المسرحية الرائدة بالجزائر منذ عشرينيات القرن الماضي، ولد الشيخ أبوبكر جابر الجزائري في 1921.

وتحت حرارة الشمس الحارقة في قريته (ليوة) القريبة من مدينة طولقة، نشأ الجزائري والتزم حفظ القرآن الكريم ومتون اللغة والفقه المالكي، قبل انتقاله إلى مدينة بسكرة لدراسة العلوم النقلية والعقلية على يد مشايخها، وهو ما ساعده في التدريس بإحدى المدارس الأهلية.

مرَ الشيخ أيضًا على مدينة قسنطينة لإكمال دراسته، والتحق بالشيخ الطيب العقبي في نادي الترقي بالعاصمة, قبل أن تهاجر عائلته إلى المدينة المنورة مع بداية الثورة الجزائرية مطلع الخمسينيات.

وفي المسجد النبوي، دنا الرجل من حلقات علماء الدين، ثم حصل على إجازة من رئاسة القضاء في مكة المكرمة بالتدريس.

شارك غردرغم كونه أحد أبرز شيوخ السلفية، فإنه أفتى بمشروعية النظام الديمقراطي، ما دفع بعض الشيوخ السلفيين السعوديين إلى اعتباره لا ينتمي إلى علماء السنة من منطلق أن "الحكم لله" وليس عبر النظام الديمقراطي.

شارك غردانخراط الرجل في السياسة جاء في وقت مُبكر، فقبل رحيله عن وطنه انضم إلى حزب البيان، مثلما شارك في تأسيس حركة شباب الموحدين ذات التوجه الإسلامي الوحدوي.

بمرور الوقت اكتسب الرجل هالة وزخمًا كبيرين. عمل مُدرسًا في مدارس وزارة المعارف وفي دار الحديث في المدينة المنورة. ومع افتتاح الجامعة الإسلامية في بداية الستينيات أصبح من أوائل أساتذتها إلى أن أحيل للتقاعد في 1986، إلا أنه واصل حلقات الدرس في مسجد النبي ليصبح صوته مألوفًا لرواده.

يرحم الله الشيخ ابو بكر الجزائري.

ما زلت أتذكر تسابقنا إبان مرحلة الجامعة والطلب في زياراتنا للمدينة المنورة؛التسابق لدرسه، ومحاولة الجلوس عند كرسيه للاستمتاع بلغته الفصيحة التي تميزه يرحمه الله وروحانيته وايمانياته، فلا نخرج من الدرس إلا باكين خاشعين#وفاة_الشيخ_ابوبكر_الجزائري

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل