المحتوى الرئيسى

بعد واقعة فيصل.. كيف تتصدى الدولة للبلطجة بـ«الكلاب»؟

07/16 04:41

مَارست السوشيال ميديا دورها المعتاد، في اصطياد الأخطاء تارة والحالات الشاذة المرفوضة تارة أخرى، لتكون سبب الكشف خلال الأيام الأخيرة، عن حادثة ترويع شاب لآخر، متسلحًا بكلب يغلب عليه الشراسة، عبر فيديو متداول، لتوسل الشاب لمروعه بالكف عن أذيته.

بمجرد نشر الفيديو، لاقى رواجًا بكل وسائل التواصل الاجتماعي، لتتحرك على أثره وزارة الداخلية، وتقلي القبض على المتهم، وبالتبعية، أمرت نيابة بولاق الدكرور، حبس المتهم «سيد سيكا» صاحب الواقعة، في حي فيصل، 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد توجيه تهمة البلطجة، وترويع الآمنين أثناء محاولة إرهاب شاب بالمنطقة بواسطة كلب خاص به.

وجهت النيابة إلى المتهم تهمتي البلطجة وترويع الآمنين، وواجهته بالفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء محاولته إرهاب شخص بالكلب الخاص به. وحاول المتهم خلال جلسة التحقيق معه إنكار التهم الموجهة إليه، قائلا: «إنه على علاقة طيبة وعلاقة صداقة مع المجني عليه، وأن الواقعة على سبيل الدعابة والهزار المسموح به بين الأصدقاء»، مضيفًا: لا توجد نية لإيذاء صديقه، والكلب مدرب.

والمجني عليه، أكد كلام صديقه المتهم، بأن ما حدث، كان على سبيل الدعابة، وأن الواقعة قديمة جدا وتعود لنحو عام ونصف العام، وأن الكلب لم يتسبب في إيذائه. وأوضح المجني عليه، أنه ليس كفيفا، وأنه سليم البصر تماما، مشيرا إلى أن وضعه في الفيديو كان بسبب الإرهاق، وتناول بعض المواد المخدرة التي أقلع عنها منذ أشهر.

الواقعة المذكورة سلفًا، وإن كان رواية طرفيها، ما بين جاني ومجني عليه، تشير إلى كونها لا تتعدى الدعابة، إلا أنها واقعة متكررة الحدوث، وما من شارع كمكان، أو ما من ساعة كوقت، لأي منهما محل شهادة دامغة لحادثة ترويع بكلب، يتفاخر مقنيه بترويع المواطنين به.

15 مليون كلب ضال في مصر

«عدد الكلاب الضالة في شوارع مصر يتجاوز الـ15 مليون»، هذا ما أوضحه، شهاب عبد الحميد، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للرفق بالحيوان، مشيرًا إلى أنه طبقا للتقارير الرسمية حالات عقر من الكلاب الضالة تجاوزت 300 ألف حالة خلال العام الماضي.

وأضاف عبدالحميد، أن هناك وسائل حديثة للتعامل مع الكلاب الضالة، تتمثل في تعقيم الذكور لوقف تناسل الكلاب الضالة، فضلًا عن استخدام بعض المواد لحقنها للكلاب لإحداث وفاة سريعة دون ألم، مشيرًا لتسبب الكلاب الضالة في الكثير من الأمراض للإنسان في مقدمتها مرض السعار، الذي قد يؤدي للوفاة في حال عدم العلاج لتأثيره مباشرة على الجهاز العصبي.

ويرى الدكتور أحمد الجنزورى، أستاذ القانون الجنائى، أن من يقتنى كلبا، من دون ترخيص معرض للاتهام بجنحة الإهمال والتقصير والتسبب فى إضرار الآخرين، فى حال صدر من الكلب أي ضرر للآخرين وعقوبتها الحبس، إضافة إلى تعويض المتضرر عما أصابه من ضرر، تطبيقًا لقاعدة مسؤولية حارس الحيوان ومسؤولية المتبوع عن أفعال التابع.

لا يجوز التصالح في جرائم الترويع

وأضاف الجنزوري، أن من يقتنى كلبا دون ترخيص مُعرض كذلك للاتهام بإرهاب الناس لحيازته له، وسيعاقب جنائيا بالحبس لمدة قد تصل إلى ثلاث سنوات والغرامة، بالإضافة إلى التعويض، وكذا معرض للاتهام بالشروع في القتل أو أحداث عاهة أوغيره بواسطة الكلب الذي تطلقه على الناس، وكذا تصل العقوبة إلى الإعدام إذا قام صاحب الكلب بإطلاق كلبه على أحد فقتله، لأنه في هذه الحالة يعد أداة قتل فيعاقب معاقبة القتل العمد.

ويضيف محمد كمال الدين المحامى أن جرائم السرقة بالإكراه والقتل، والبلطجة وترويع الآمنين لا يجوز فيها التصالح، لأنها جرائم تهدد استقرار المجتمع، مشيرا إلى أن تلك الجرائم من الجرائم المهددة للسلم العام فتصل فيها العقوبة إلى الإعدام في حالة القتل العمد أو المؤبد في حالة السرقة بالإكراه والبلطجة، أما السرقات العادية، فيعتبرها القانون جنحة وتصل عقوبتها إلى ٧ سنوات سجن مشدد مع الشغل، ويعتبر الشغل من أدوات القاضى لتهذيب المتهم ولردع من تسول له نفسه ترويع الآمنين.

الضجة الصاخبة التي صاحبت الفيديو، لم تتوقف عند تحرك الأجهزة النيابية والشرطية، بل وصل إلى البرلمان، وأعلن الدكتور إسماعيل نصر الدين، عضو مجلس النواب، عن إعداد مشروع قانون يجرم حيازة الكلاب دون ترخيص من وزارة الداخلية.

وقال نصر الدين، إن الكلاب تحولت لأداة للبلطجة والترويع، مستشهدًا بما حدث بمنطقة فيصل، وممارسة أحد الشباب البلطجة على شاب آخر، مستخدمًا "كلبه".

وأضاف نصر الدين، أن مشروع القانون سيضع ضوابط صارمة للسماح بالحصول على ترخيص للكلاب، لن تقل عن شروط حمل تراخيص السلاح، وستكون وزارة الداخلية هي الجهة الوحيدة المنوط بها منح هذه التراخيص، بعد استصدار شهادة من الطب البيطري بأن الحيوان غير حامل لأي أمراض.

أكدت هيئة الطب البطري، أن هناك إجراءات متبعة لترخيص الكلاب بالتوجه إلى أقرب إدارة بيطرية تابع لها، ودفع 50 جنيها رسوم خاصة بإصدار الترخيص، وتحصين الكلب بالتطعيمات اللازمة، من مرض السعار والأمراض التى تصيب الكلاب، ومن ثم الحصول على وصولات التطعيم.

وأضافت الهيئة، أنه يتم تقديم وصولات التطعيم إلى الإدارة البيطرية، مع باقي الأوراق المطلوبة، للحصول على الترخيص لتحصل في الختام على رخصة الكلب، عبارة عن "سلسلة معدنية" مكتوب عليها رقم الرخصة، ويتم وضعها في رقبة الكلب، وترخيص الكلب، يحق لمالكه، رفع قضية على أى شخص أو جهة تعرضت للكب بالقتل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل