الحوثيون على حافة الانهيار العسكري والسياسي في الحديدة.. الميليشيا الإيرانية تشن عمليات تخريبية وتتخذ من المدنيين دروعا بشرية.. والأمم المتحدة تطالب بإبقاء الميناء مفتوحا

ميليشيات الحوثي تفتعل أزمة بإغلاق أفران الخبز في الحديدة سيطرة التحالف على مطار الحديدة نقطة تحول فارقة في تحرير المدينة الحوثي يشترط إشراف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة لتسليمه

تشهد مدينة الحديدة في اليمن، عمليات نوعية للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وذلك لتحرير المدينة من قبضة الميليشيات الحوثية، والمرتزقة الإيرانيين هناك، ولعل تطورات الأحداث هناك تشير إلى قرب السيطرة الكاملة لقوات الجيش اليمني مدعومة بقوات من التحالف، والتقرير التالي يوضح آخر تطورات الأوضاع هناك.

وشنت ميليشيا الحوثي اليوم، الخميس، أعمالًا تخريبية وغير إنسانية تجاه المدنيين في مدينة الحديدة، لافتعال أزمات غذائية وطبية بالمدينة، لنقل صورة مغلوطة إلى العالم والأمم المتحدة بأن التحالف هو المتسبب في هذه الأزمات.

ونقلت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية عن مصادر أن ميليشيات الحوثيين قامت بإغلاق معظم محال أفران الخبز في مدينة الحديدة من أجل افتعال أزمة وتصوير طوابير المواطنين أمام ما تبقى من أفران الخبز.

وكشف محافظ الحديدة اليمنية أن تحرير ميناء الحديدة سيتم خلال أقل من أسبوع، حيث أصبح أمام ميليشيات الحوثيين منفذ وحيد وهو المنفذ الشمالي للاستسلام، فيما أكد أن تحرير جامعة الحديدة سيتم خلال ساعات.

وقال المحافظ إن الحوثيين يعيشون بداية الانهيار عسكريًا وسياسيًا، خاصة مع اشتعال جبهات متعددة، أبرزها معركة الحديدة التي كبّدت الميليشيا خسائر كبيرة وانهيارات متتالية في صفوفها.

وكان الإعلان عن سيطرة قوات الشرعية اليمنية والتحالف العربي على مطار الحديدة اليمني السبت الماضي نقطة تحول فارقة في سير معارك تحرير المدينة الساحلية الأهم، والشريان الرئيسي لإمداد ميليشيات الحوثيين الإرهابية بالأسلحة الواردة من إيران.

وذكرت صحيفة "عاجل" السعودية أن ميليشيات الحوثي الإرهابية لجأت إلى حيلة غير إنسانية في محاولة للهروب من معركة الحُديدة، إذ اتخذت من المدنيين دروعًا بشرية، في المزارع المتواجدة في محيط المطار، وقامت الميليشيات بمنع المدنيين من مغادرة المناطق المحيطة بمطار الحديدة، بعد تحريره على يد قوات الشرعية اليمنية.

وأفادت قناة "سي إن إن" الأمريكية بأن آلاف المدنيين اليمنيين أخلوا مناطق سكناهم في الأحياء المحيطة بمطار الحديدة اليوم، تجنبًا لعنف المعارك بين ميليشيات الحوثي الإرهابية وقوات التحالف العربي.

وأوضحت القناة أنها لم تستطع إحصاء العدد الدقيق للمغادرين لكنها نقلت عن مصادر أن مئات السيارات شوهدت تتجه صوب الشمال، هربًا من المعارك الحامية بين الطرفين.

ونقلت وسائل إعلام يمنية عن وزير الدولة الإماراتية للشئون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، أن المبعوث الأممي توصل إلى اتفاق مع زعيم جماعة الحوثي الإرهابية، عبد الملك الحوثي، لتسليم ميناء الحديدة دون قتال، والانسحاب من عاصمة المحافظة.

وأضافت أنه بحسب ما جاء بتغريدات قرقاش، فإن المباحثات التي أجراها المبعوث الأممي مع الحوثي دون الكشف عن مكان تواجده قد انتهت بالتوصل إلى موافقة عبد الملك الحوثي على تسليم الميناء والانسحاب من عاصمة الحديدة بشرط أولا أن تشرف الأمم المتحدة على إدارة الميناء، وثانيا وقف عملية النسر الذهبي.

وكشفت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية أن القوات الفرنسية موجودة على الأراضي اليمنية وتحارب متمردي جماعة الحوثي، بجانب قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، خاصة القوات الإماراتية.

ومن جانبها، طالبت منظمة الصحة العالمية أطراف النزاع في اليمن بالإبقاء على ميناء الحديدة مفتوحا؛ لاستقبال ما يصل إليه سواء من سفن المساعدات الإنسانية أو المواد والسلع الأساسية التجارية.

وذكرت المنظمة في بيان يوم الثلاثاء الماضي، أن تكثيف القتال في الحديدة يعرض السكان المتضررين مباشرة للخطر إلى جانب ما يقرب من 70% من سكان اليمن والذين يعتمدون على الإمدادات الحيوية بما في ذلك الخاصة بالرعاية الصحية والتي تتدفق عبر ميناء الحديدة.

وأضافت المنظمة أنها تقف مع شركاء الأمم المتحدة للدعوة إلى بقاء شريان الحياة هذا مفتوحا، خاصة أنه يعد نقطة الدخول الوحيدة الأكثر أهمية للحصول على الإمدادات اللازمة لوقف تفشي وباء الكوليرا والإسهال المائي الحاد، إضافة إلى توفير أنواع أخرى من المساعدات المنقذة للحياة، لافتة إلى أن حوالي 70% من اللوازم الأساسية بما في ذلك الإمدادات الطبية تدخل اليمن عبر ميناء الحديدة.

وأكدت أهمية إبقاء هذه الموانئ مفتوحة وعاملة لتلقي كل من الشحنات الإنسانية والتجارية، حيث إن هناك 8.4 مليون شخص في اليمن يواجهون ظروف ما قبل المجاعة ويعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، داعية جميع الأطراف إلى حماية العاملين الصحيين والمرافق الصحية والبنية التحتية المدنية مثل محطات المياه.