المحتوى الرئيسى

هانى الناظر: مصر لديها مصانع ومراكز بحوث وينقصها وزارة للعلوم والتكنولوجيا واستعادة علمائنا من الخارج

06/21 13:12

هاني الناظر: السرطان موجود منذ 7 آلاف عام.. ومصر أقل الدول إصابة به

هاني الناظر: "مفيش كريمات بتمنع ظهور التجاعيد"

"الناظر": لجنة لتسيير أعمال غرفة المنشآت السياحية لمدة 6 أشهر

الناظر: قصص الحب تمنع حب الشباب وتساقط الشعر والأمراض المناعية

قال الدكتور هانى الناظر، الرئيس الأسبق للمركز القومى للبحوث، إن البحث العلمى فى مصر يحتاج لاستقلال وزارة الدولة للبحث العلمى عن وزارة التعليم العالى لتكون «وزارة حقيقية»، مقترحاً اسماً لها وهو «وزارة العلوم والتكنولوجيا»، وأكد أن هذه الخطوة، إن تحققت، ستعنى أن هناك «أباً شرعياً للبحث العلمى فى مصر قادراً على التنسيق بين المراكز البحثية الأربعين الموجودة وتكليفها بمشاريع أبحاث تخدم المجتمع، أى تربط البحث العلمى بالإنتاج، ولتشجيع القطاع الخاص على الإنفاق على البحث العلمى ورعاية الموهوبين والمبتكرين والتواصل مع علمائنا فى الخارج»، وتابع «الناظر»، فى حواره لـ«الوطن»، أن مصر التى تشهد الآن العديد من المشروعات القومية، فى أمسّ الحاجة للبحث العلمى، الذى سماه «سلاح الفقراء»، وأوضح أن كل عناصر المنظومة متوافرة، مراكز الأبحاث والمصانع والمشاكل، وكل ما ينقصنا هو وجود الجهة التى تشبك كل هذه العناصر بشكل ناجح.

الرئيس الأسبق لـ«القومى للبحوث»: نعانى «نزيف عقول» منذ الخمسينات.. و50% من طلاب البعثات لا يعودون

ما أسرع طريقة فى تقديرك لتطوير حركة البحث العلمى فى مصر؟

- استقلال وزارة الدولة للبحث العلمى عن «التعليم العالى» لتكون وزارة حقيقية تحت اسم «وزارة العلوم والتكنولوجيا»، فهذه الخطوة، إن تحققت، تعنى ببساطة أن يكون هناك أب شرعى للبحث العلمى فى مصر.

وما وجه الخلل فى كونها جزءاً من وزارة التعليم العالى؟

- الخلل واضح، فوزير التعليم العالى كان الله فى عونه يتابع كل يوم مشاكل 20 جامعة حكومية و20 جامعة خاصة و35 معهداً عالياً ومعها أيضاً 11 مركزاً بحثياً.. هذه المشاكل تغطى على مشاكل البحث العلمى التى تحتاج لوزير مختص يقوم بعدة مهام، منها التنسيق بين المراكز البحثية وتكليف هذه المراكز بمشاريع أبحاث تخدم المجتمع، أى ربط البحث العلمى بالإنتاج، وتشجيع القطاع الخاص على الإنفاق على البحث العلمى ورعاية الموهوبين والمبتكرين والتواصل مع علمائنا فى الخارج.

وهل الوزارة فى وضعها الحالى لا تقوم بهذه المهمة؟

- لو أن الوزارة تقوم بدورها لكنت أنت وغيرك من الصحفيين يكتبون عن إنجازاتها وليس البحث، كما تفعل الآن، عن أسباب «تواضع» البحث العلمى فى مصر، ثم أين هى الوزارة أساساً؟ البحث العلمى وزارة دولة وليست وزارة حقيقية.. كنت وما زلت أعتقد أن استقلال الوزارة بذاتها ضرورى لتحقيق المهام التى كانت منتظرة منها عند إنشائها فى السبعينات من القرن الماضى، لكن لسبب لا أعلمه لم يكن هناك إيمان عند صناع القرار بأن هذه الوزارة «ممكن تعمل حاجة»، لذلك ظلت تتصل وتنفصل عن «التعليم العالى» لأسباب منها المجاملة أو التجميل، المجاملة بمعنى إعطاء منصب وزير لشخصية محل رضا رئيس الدولة أو رئيس الحكومة، أو تجميل الحكومة بتعيين سيدة مثلاً فى المنصب حتى يقال إن هناك سيدة فى الحكومة المصرية.

نحتاج لاستنساخ تجربة الصين بإغراء أولادنا المتفوقين للعودة إلينا بتقديم نفس الامتيازات التى يحصلون عليها فى الخارج

عودة لمهام الوزارة الغائبة.. أعطنا مثالاً على التنسيق الغائب بين المراكز البحثية الذى أشرت إليه؟

- هناك مراكز تعمل على مشروع بحثى كبير يتكلف ملايين ثم يكتشف القائمون عليه بالصدفة أن مركزاً آخر «شغال» على نفس المشروع، وأحياناً يسعى أحد المراكز لشراء جهاز موجود بالفعل عند مركز مجاور له.

- طبعاً، وأذكر عندما كنت رئيساً للمركز القومى للبحوث أن قرأت فى الصحف عن رغبة مركز بحوث الإسكان، الذى يبعد عنى خطوات، فى شراء ميكروسكوب إلكترونى ثمنه 8 ملايين جنيه من نحو 15 عاماً، فاتصلت برئيس المركز وقلت له إن لدىّ هذا الجهاز، ومن الممكن أن يستعينوا به، واقترحت أن يشتروا هم جهازاً مختلفاً نستفيد منه معاً، المسألة بسيطة، فالتنسيق يوفر الجهد والوقت والمال، لكن لا يجب أن يتوقف هذا التنسيق على المبادرات الشخصية، بل يكون إحدى مهام الوزارة مثل ربط البحث العلمى بالإنتاج.

وهل البحث العلمى حالياً منفصل عن الإنتاج؟

- على وجه اليقين قنوات الاتصال الحالية بين مراكز البحث والمصنعين محدودة جداً، فعندما كنت رئيساً للمركز القومى للبحوث كنت أطلب من الطلاب الراغبين فى التسجيل للدكتوراه أن يقضوا 6 أشهر فى أحد المصانع التى تعمل فى مجال اهتمامهم، وخلال هذه الفترة، يكون قد تعرف بالكامل على مشاكل هذه الصناعة، عندئذ يتم تحديد رسالة الدكتوراه لعلاج أحد أوجه الخلل التى عاشها بنفسه.

لمست اهتمام الرئيس بالبحث العلمى وأرجو أن يصل ذلك للحكومة لأننا فى فترة مشاريع قومية والبحث «سلاح الفقراء»

وهل كان القطاع الخاص متجاوباً؟

- جداً، وحققنا كمركز دخلاً جيداً، وكنت أعقد اجتماعات مجلس الإدارة بصورة دورية فى جمعيات المستثمرين حتى نتعرف على مشاكل الصناعة بصورة مباشرة، وعيّنا 5 من كبار رجال الأعمال فى مجلس إدارة المركز، قبل هذه الخطوات كنا كباحثين نتحدث لغة تختلف عن لغة المصنعين، لكن مع التقارب والتواصل تفاهمنا، وهذا أمر مهم جداً، لأننا فى أشد الحاجة لتعظيم دور البحث العلمى لمواجهة تلال المشاكل فى الزراعة والصناعة والطاقة والغذاء والصحة والبيئة والمياه الملوثة.. كل هذه المشاكل من يحلها؟ العلماء بالطبع.

هل لدى علمائنا القدرة على حل هذه المشاكل؟

- لدينا كل عناصر نجاح المنظومة، فلدينا 40 مركزاً بحثياً وباحثون لديهم القدرة على حل المشاكل رغم تواضع الإمكانيات ولدينا القاعدة الصناعية.. وطبعاً لدينا المشاكل، فما الذى يتبقى؟ تشبيك كل هذه العناصر من خلال جهة متخصصة هى وزارة العلوم والتكنولوجيا.

رغم تواضع مستوى تعليمنا لا يزال لدينا علماء قادرون على حل مشاكلنا.. والمركز يسجل 100 براءة اختراع كل عام.. ونستطيع إنتاج دواء مصرى 100٪

هناك من يشكك فى قدرة الباحث المصرى وجدوى المراكز الأربعين التى أشرت إليها؟

- الواقع يقول إن علماءنا قادرون على حل المشاكل وتحقيق التطوير المطلوب رغم ضعف الإمكانيات، والدليل أن علماء مصر مثل هانى النقراشى وهانى عازر ومصطفى السيد وغيرهم، يساهمون فى حلول مشاكل الدول المتقدمة، ولدينا عدد كبير من علمائنا مثلوا إضافات كبيرة لدول أخرى، والرأى العام لا يعرفهم هنا، مثل الدكتور محمود بهجت، أحد أساتذة المركز القومى الذى عاد مؤخراً من ألمانيا بعد نحو 8 سنوات قضاها لتطوير صناعة الدواء هناك.

التشكيك ليس فى قدرات الأفراد لكن فى قدرة نظام التعليم على تخريج عدد كبير من النابهين؟

- التعليم المصرى على تواضعه ما زال يخرج كوادر تتمنى دول متقدمة الاحتفاظ بها، ووفقاً لإدارة البعثات بوزارة الدولة للبحث العلمى، فإن 5 فقط من كل 10 طلاب مصريين يذهبون للدراسة بالخارج يعودون، فإذا كان باحثونا سيئين فلماذا عندما نرسلهم للدراسة بالخارج لا يعودون إلينا وتتمسك بهم جامعات الخارج؟ هل هذه الجامعات «بتعيدهم الابتدائية تانى؟».. واقع الأمر أن مصر تنفق على البحث العلمى فى أوروبا وأمريكا واليابان، فنحن ننفق على تعليم أولادنا فى المراحل الأولى ثم ننفق على بعثاتهم فى الخارج ليعدوا رسائل دكتوراه تسهم فى تطوير البحث العلمى هناك، والأسوأ من كل ذلك أن النابهين منهم يفضلون الإقامة هناك وعدم العودة لمصر.

لماذا يفضل الباحثون النابهون الهجرة؟

- لأسباب كثيرة، منها أننا لا نهتم بهم، فيما الدول المتقدمة تهتم وتوفر لهم حوافز للبقاء فيها، نحن فى حاجة لاستنساخ تجربة الصين التى شرعت فى إغراء أولادها المتفوقين للعودة إليها بتقديم نفس الامتيازات التى يحصلون عليها فى الخارج، وهذا دور وزارة البحث العلمى التى يجب أن تتواصل مع علمائنا فى الخارج وتسعى لوقف نزيف العقول الذى تعانى منه مصر منذ الخمسينات، لا أريد الحديث عن نفسى لكن كنت أنا من تواصل مع الدكتور مصطفى السيد للعودة لمصر.. مرة أخرى ما نحتاجه فى هذا الصدد هو مجهود منظم للتواصل مع هؤلاء العلماء من خلال وزارة وليس من خلال مبادرات فردية، وكلما زاد اهتمامنا بالبحث تزيد فرص بقاء هذه العقول عندنا، وأكثر ما يسعد الباحث أن يرى بحثه قد تحول إلى منتج، فإذا لم يجد من يهتم به هنا يهاجر، ولتحقيق ذلك نحتاج لتوفير المناخ الملائم، أى دخل مادى مناسب ونظام عمل مريح، ليس معقولاً أن يقف الباحثون طابوراً للحصول على الكيماويات من المخزن.

لدينا 130 ألف أستاذ وباحث موزعون على الجامعات و40 مركزاً علمياً.. ولولا البحث العلمى ما كان لمصر أن تنتصر فى حرب أكتوبر

كم متوسط عدد براءات الاختراع التى يقدمها المركز القومى للبحوث سنوياً؟

- من عام 1980 حتى 2001 سجل المركز 30 براءة اختراع، وبداية من 2001 حتى 2009 وصل المتوسط لـ100 براءة اختراع فى العام الواحد، لأننا وضعنا آليات لتشجيع الباحثين، منها ربط الترقية بتسجيل براءة اختراع، هذا ليس طبعاً ما نطمح له، ونحتاج لتشجيع كل الباحثين على تسجيل براءات اختراع وتشجيع القطاع الخاص على الإنفاق على البحث العلمى، وقد صدر مؤخراً قانون بمقتضاه يمكن للمراكز البحثية أن تدخل فى شراكات مع القطاع الخاص وتتقاسم الأرباح، وهذا أمر مهم جداً، لأن الإنفاق على البحث العلمى لا يمكن أن يكون مسئولية الحكومة فقط، فإسهام الحكومة يجب ألا يزيد على 10%.

ما أعلمه أن القطاع الخاص لم يكن متحمساً لأنه كان يستسهل الاستيراد؟

- ليس صحيحاً.. المصنّعون لم يجدوا من يتحدث إليهم أو يتواصل معهم ويقنعهم بجدوى الاستعانة بالباحثين المصريين، وهذا أيضاً دور وزارة البحث العلمى، التى يمكن أن تقترح حوافز مثل الإعفاءات الضريبية لأى مصنع يطور منتجاته من خلال أبحاث مصرية.

تعطينى الانطباع أن كثيراً من مشاكلنا ستختفى بمجرد وجود وزارة للبحث العلمى؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل